أمراض وعلاجات

ارتفاع ضغط الدم 

ارتفاع ضغط الدم 

هذه هي مضاعفاته على أعضاء الجسم

عندما تكون قوة تدفق الدم في الأوعية الدموية 180/110 أو أعلى، ينبغي استشارة الطبيب فوراً لأن المريض يعاني من ارتفاع في ضغط الدم؛ المشكلة هنا تكمن في أن ارتفاع ضغط الدم يحدث بصمت من دون ظهور ما يوحي باقتراب حدوثه أو ينذر بذلك، وهنا تكمن الخطورة. فقد يعاني المريض من الضغط المرتفع لفترات طويلة من دون أن يشعر، يؤدي ذلك إلى مضاعفات عدة تطال أجهزة وأعضاء مختلفة في الجسم؛ تلك المضاعفات قد تصيب المرضى الذين تم تشخيصهم لكنهم لا يلتزمون بخطة العلاج الموصوفة ولا يتبعون العادات الصحية.

يُسمَّى ارتفاع ضغط الدَّم بالقاتل الصامت، لأنه لا يسبب أية أعراض عادةً إلا في وقت متأخر جدًا، وقد يتسبب بحدوث الوفاة والمشاكل الصحية الخطيرة ولكن يمكن الوقاية من معظم مضاعفاته من خلال العلاج المناسب؛ كما تساعد ممارسة الرياضة، وتناول كميات أقل من الملح، وخسارة الوزن، والإقلاع عن التدخين بضبط ضغط الدم وإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية مع تناول أقراص علاج ضغط الدم بحسب تعليمات الطبيب.

ولكن، متى يكون ضغط الدم طبيعياً ومتى يكون مرتفعاً؟

يُصنِّفُ الأطباء ضغط الدَّم على أنَّه:

  • طبيعي: عندما يكون أقل من 120/80.
  • مرتفع: عندما يتراوح الضغط الإنقباضي بين 120129، ويكون الضغط الإنبساطي أقل من 80.
  • المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: عندما يتراوح الضغط الإنقباضي بين 130139، أو عندما يتراوح الضغط الإنبساطي بين 8089.
  • المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدَّم: عندما يكون الضغط الإنقباضي 140 أو أكثر، أو عندما يكون الضغط الإنبساطي 90 أو أكثر.

إن احتمال الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم يزداد في بعض الحالات وذلك لتوافر بعض العوامل منها:

  • السمنة وزيادة الوزن: لأنها تسهم في زيادة ضخ الدم من القلب لإيصال الأوكسجين والغذاء لكل انحاء الجسم.     
  • الإكثار من ملح الطعام وبكميات تفوق الحاجة اليومية ما يؤدي إلى تراكم الأملاح في الجسم وحبس السوائل.    
  • التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم الموجودة في الطعام مثل الفواكه والتي تكون ضرورية لانبساط الاوعية الدموية.
  • قله النشاط والتي تؤدي الى زيادة الوزن وتراكم الدهون. 
  • كثرة التوتر والقلق والأمراض النفسية.  
  • استعمال بعض الادوية وبصورة مستمرة مثل المسكنات.   
  • التدخين.   
  • امراض الكلى والجهاز التنفسي.  
  • وجود مرض ارتفاع ضغط الدم عند الآباء يزيد من احتمالية الإصابة لدى الأبناء.

مسكنات الألم ومخاطرها

على مريض ارتفاع ضغط الدم عدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب المعالج والسبب في ذلك أن مسكنات الألم وبعض أنواع الإلتهابات تؤذي الكلى بشكل مباشر وهو ما لا يتحمله مرضى ارتفاع ضغط الدم. العديد من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو كما يطلق عليها غالبًا مسكنات الألم تشكل خطورة على مرضى ارتفاع ضغط الدم، حيث تعمل على تغيير مستويات المواد الموجودة في الدم بشكل يزيد من احتمالية تكوّن الخثرات الدموية، مما يزيد من خطر انسداد بعض الشرايين الموجودة في القلب والتي قد تؤدي بدورها إلى الإصابة بالنوبة القلبية. كما تعمل مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية على تغيير تدفق الدم في الكلى، الأمر الذي يؤدي إلى قيام الجسم باحتباس كميات من الملح والماء، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

يجب على مرضى الضغط إستخدام مسكنات لا ترفع ضغط الدم مثل الأسبرين والباراسيتامول، وتجنب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا في حال الحصول على موافقة استخدامها بعد استشارة الطبيب؛ ومن الضروري اتباع استخدام المسكنات حسب توصيات الطبيب، إذ أن معظم المسكنات لا يجب استخدامها لمدة تزيد عن 10 أيام، ومن الضروري كذلك إعلام الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية والفيتامينات التي يتم استخدامها.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على القلب والأوعية الدموية

تصلب الشرايين

يؤدي اندفاع الدم بقوة داخل الأوعية الدموية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم إلى تكوين أنسجة ندبة فتتراكم الدهون والكوليسترول على شكل لويحات تعيق تدفق الدم. تسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين ولكن يمكن أن ينتج عنها اضطرابات أخرى في القلب مثل مرض القلب التاجي واضطراب النظم القلبي.

قصور القلب

تصلب الشرايين ينتج عنه صعوبة في تدفق الدم ووصوله إلى أنحاء الجسم كافة، لذلك يحتاج القلب إلى العمل بجهد أكبر لتلبية احتياجات الجسم من الإمداد الدموي. مع مرور الوقت يصعب على عضلة القلب الصمود لتلبية تلك الإحتياجات فيحدث قصور القلب.

تمدد الأوعية الدموية: يؤدي عدم انتظام ضغط الدم وارتفاعه الدائم إلى تكوّن نقاط ضعيفة في الشرايين، يمكن أن تمتلئ بالدم وتنتفخ، وإذا كبر حجمها قد تنفجر وتسبب النزيف أو الوفاة.

اعتلال الشرايين المحيطية: يؤدي تصلب الشرايين إلى انسداد الشرايين وتضييقها، مما يسبب انخفاض تدفق الدم في العديد من مناطق الجسم، مثل الأطراف، أو المعدة، أو الدماغ، يعرف ذلك باعتلال الشرايين المحيطية.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على الدماغ

زيادة خطر التعرض للسكتة الدماغية

ارتفاع ضغط الدم  وعدم انتظامه لفترات طويلة قد يسهم في زيادة فرص الإصابة بالسكتة الدماغية مع مرور السنوات؛ إذ يمكن أن يحدث انسداداً في الشرايين التي تزوّد الدماغ بالدم، كذلك يمكن أن ينفجر تراكم اللويحات أو الجلطات الدموية في مكان آخر من الجسم ثم ينتقل إلى الدماغ، مما يسبب السكتة الدماغية الصمة. وقد تسبب السكتة الدماغية أضراراً تصل إلى الموت، أو تلف دائم في أجزاء من الدماغ نتيجة عدم تلقي أنسجة المخ المحيطة ما يكفي من العناصر الغذائية الحيوية والأوكسجين من الدم.

ألزهايمر

قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضًا إلى بعض المشكلات الإدراكية لدى المرضى، وزيادة فرص التعرض للضعف الإدراكي، وتتضمن تلك المشكلات مرض ألزهايمر، والخرف الذي يسبب ضعف الذاكرة.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على الكلى

الفشل الكلوي

يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إضعاف الأوعية الدموية التي تغذي الكلى وتضيقها بسبب التلف، وبالتالي يقل الإمداد الدموي لها، ما يؤدي إلى فقدانها لقدرتها على أداء وظيفتها في ترشيح الدم والتخلص من السموم والسوائل الزائدة، وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لإجراء الغسيل الكلوي.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على العين

إعتلال الشبكية

يمكن أن يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى حالة تسمى اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، حيث يحدث تلف في الأوعية الدموية التي تغذي العين، مما يسبب ضعف تدفق الدم إليها.

وقد يؤدي اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم إلى مزيد من المضاعفات، مثل:

  • تشوش الرؤية.
  • نزيف في العين.
  • المياه الزرقاء.
  • تمدد الأوعية الدموية في العين.
  • التنكس البقعي المرتبط بالعمر.

كيفية ضبط ضغط الدم المرتفع

ضبط معدل ضغط الدم يجب أن يتم بالدرجة الأولى عن طريق العلاجات الفموية التي يحددها الطبيب المعالج مع ضرورة المتابعة الدورية بين الحين والآخر للتأكد من أن الدواء لا يزال يعطي مفعوله وكذلك التأكد من عدم وجود مضاعفات لارتفاع ضغط الدم لاسيما وأنه مرض صامت يفتك بأجهزة الجسم من دون أن يشعر المريض.

في كثير من الحالات، يصف الأطباء دواءً واحدًا أو أكثر لضبط ضغط الدم؛ تتباين آلية عمل الأدوية المختلفة في خفض ضغط الدم وفي بعض الأحيان يستغرق الأمرُ بعضَ الوقت للعثور على المشاركة الدوائية الصحيحة والجرعات المناسبة لخفض ضغط الدم. ثقافة المريض تلعب دوراً مهماً في السيطرة على ضغط الدم لديه وذلك من خلال اتباعه حياة صحية وبحثه عن وسائل الطبيعية تساعد في العلاج مثل الوزن الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي صحي، وتقليل الملح وكذلك الإقلاع عن التدخين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى