مقابلات

الدكتورة علياء سيف المزروعي 

الدكتورة علياء سيف المزروعي 

الرئيسة التنفيذية لمستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي

أطمح إلى ضمان حصول جميع مرضاي على أفضل مستوى ممكن من الرعاية

أجرت مجلةالمستشفى العربيمقابلة مع الدكتورة علياء سيف المزروعي، أول امرأة إماراتية تتولى منصب الرئيسة التنفيذية لمستشفى خاص في الإمارات، بهدف الاطلاع على فلسفتها في مجال الرعاية الصحية ورؤيتها المستقبلية للمستشفى. اقرأ المقابلة الكاملة أدناه. 

هل يمكنكِ أن تحدثينا عن نفسكِ قليلاً؟ 

بالطبع! حصلت على درجة البكالوريوس في الجراحة والطب من كلية دبي الطبية للبنات، وكنت محظوظة بما يكفي لاستكمال دراساتي العليا في جراحة الجهاز الهضمي وزراعة خلايا البنكرياس في مستشفى جامعة جنيف في سويسرا. ثم بدأت مسيرتي المهنية كجرّاحة متخصصة في مستشفى راشد قبل أن أصبح جرّاحة استشارية وأُعيَّن رئيسة تنفيذية في عام 2014، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2019. بعد ذلك، توليت مسؤولية قيادة مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري التابع لشبكةمبادلةللرعاية الصحية من عام 2019 حتى عام 2022، قبل أن أنضم إلى مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي كرئيسة تنفيذية. 

 لقد حققتِ نجاحاً كبيراً في مسيرتكِ المهنية الطبية، فما الذي دفعكِ إلى دخول مجال إدارة المستشفيات؟ هل تعتقدين أن خبرتكِ السابقة في ممارسة الطب منحتكِ معرفةً ومهاراتٍ قيّمة تساعدكِ في إدارة المستشفى بكفاءة؟ 

بدأت ممارسة الطب في مستشفى راشد حيث تخصصت في الجراحة، ومنذ البداية كان أحد شواغلي الدائمة هو تجربة المريض في الرعاية الصحية وكيفية الارتقاء بمستوى الرعاية التي يتلقاها. لقد أعطاني التدريب في بيئات متعددة فرصة كبيرة للتعرف على مختلف أنظمة الرعاية الصحية وأفضل الممارسات، وغرس في نفسي تقديراً عميقاً لإدارة الرعاية الصحية. في عام 2014، رأيتُ فرصة للاستفادة من خبرتي في مجال إدارة المستشفيات وتطبيق فلسفتي في الرعاية الصحية. وكان من حسن الحظ أن تتاح لي هذه الفرصة أولاً كرئيسة تنفيذية لمستشفى راشد ثم كمديرة تنفيذية بالوكالة لمركز إمبريال كوليدج لندن للسكري التابع لشبكةمبادلة”.  كطبيبة، شهدت مراراً وتكراراً التحديات التي واجهها المرضى وتعلمت كيفية التعاطف معهم في أكثر حالاتهم ضعفاً، وفهمت ما كانوا يبحثون عنه وكيفية توفيره على أفضل وجه. ورأيت كذلك التحديات التي يواجهها الأطباء، فكان من الواضح لي أن مدير المستشفى الفعّال يتطلب فهماً دقيقاً لبيئة الرعاية الصحية. 

بناءً على هذه الخبرات المتنوعة على مدار مسيرتك المهنية، ما هو التحدي الذي واجهته في حياتكِ المهنية، وكيف تغلبتِ عليه؟

كوني امرأة في مجال يهيمن عليه الرجال تقليدياً، واجهت العديد من التحديات. إلا أنني كنت محظوظةً بالعيش والعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقدر وجهات النظر الفريدة لجميع أفرادها، بغض النظر عن الجنس. كما أنني كنت محظوظةً برؤية بلدي يحقق خطوات كبيرة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. 

ذكرتِ رؤيتكِ وفلسفتكِ في الرعاية الصحية. هل يمكنكِ أن تحدثينا أكثر عن ذلك؟ 

تتمثل فلسفتي في تقديم رعاية صحية تركز على المريض تهدف إلى توفير رعاية شاملة ورحلة مرضية له. وما أطمح إلى تحقيقه هو ضمان حصول جميع مرضاي على أفضل مستوى ممكن من الرعاية من خلال خبراء عالميين ومعدات وأساليب علاج متطورة. كمهنيين طبيين، هدفنا الأسمى هو تحسين رفاه مرضانا إلى أقصى حد. وأنا لا أرى ذلك ممكناً من دون تبني هذه الفلسفة.   يعد المريض المحور الأساسي الذي أعمل من أجله، ولتوفير أفضل مستوى ممكن من الرعاية للمرضى، من الضروري الاهتمام بصحتهم العقلية والجسدية على حد سواء. أما رؤيتي فهي أن يدرك الآخرون ذلك، وأن تصبح الرعاية الصحية التي تركز على المريض المعيار الذهبي في الإمارات العربية المتحدة. 

ما هي رسالة ورؤية مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي؟ وكيف تنوين تحقيق ذلك؟ 

يهدف مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي إلى تقديم تجربة طبية شاملة تتميز بالتفرد والراحة، في بيئةبوتيكتتضمن مرافق فاخرة. يهدف المركز الى تعزيز جودة حياة المرضى الذين يبحثون عن خيارات علاجية مخصصة ومبتكرة تقدمها نخبة من الأطباء المتمرسين والمشهورين عالمياً. وتتجسد هذه الرؤية من خلال تبني نهج ثلاثي الأبعاد.  

أولاً، من خلال التركيز بشكل صريح على تحسين جودة حياة المرضى، نتبنى نهجاً شاملاً يأخذ في اعتباره الصحة العقلية ويعزز دور الأسرة في عملية التعافي. نسعى إلى تحسين الحياة اليومية للمرضى من خلال توفير رعاية طبية متقدمة مع التركيز على الجوانب الشاملة للصحة.

ثانيًا، نعتمد استخدام الرعاية الصحية الرقمية لتعزيز وصول المرضى إلى الخدمات الطبية والمتابعة بشكل أكثر راحة. نستفيد من التكنولوجيا لتحسين تجربة المرضى وضمان تلقيهم لأحدث العلاجات والمتابعات بكفاءة، مع الحرص على الاستفادة من التقنيات الطبية الحديثة لضمان جودة الرعاية.

ثالثًا، نسعى إلى تطوير سجلنا الطبي المتميز وتعزيز مستوى رضا المرضى إلى أقصى حد. نحن نعمل على تعزيز الخدمات التشغيلية بما يتناسب مع معايير التميز، ونوفر بيئة فاخرة متميزة تعكس البوتيك في تقديم الرعاية الصحية، مع التركيز على راحة المرضى وتجربتهم الشخصية.

في نهاية المطاف، طموحي أن يكون مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي المزود الرائد للرعاية الصحية في المنطقة، وأن يضع معياراً جديداً لأعلى مستوى ممكن من الرعاية.

لقد ذكرتِ أهمية رحلة المريض في الرعاية الصحية، كيف تنفذين التزاماتك برحلة المريض في مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي؟

يسعدني طرحك لهذا السؤال. إن رحلة المريض تمثل تجربة شاملة من البحث عن الرعاية الطبية إلى متابعة فترة ما بعد المستشفى، لتشمل الوصول إلى نتائج الاختبارات، وجدولة مواعيد المتابعة، والمراقبة المستمرة للمؤشرات الحيوية. 

نحن معروفون بالفعل بإشرافنا الإداري المتميز، والمستوى العالي لأخصائيينا الطبيين، ومراكز التميز الحائزة على جوائز، والشراكة مع مركز جونز هوبكنز الطبي. ولكن السمة المميزة بحق هي رحلات المرضى التي نقدمها، خالية من أي عيوب تقلل من جودة تجربة المريض، بدءًا من سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية التي يختبرها مرضانا، إلى تركيزنا الفريد على الرعاية الطبية الشاملة والرفاهية، واستثماراتنا المتزايدة في الابتكار والرقمنة، التي تُعد جزءاً من التزامنا بتقديم أكثر خيارات العلاج تقدماً. 

يدرك مرضانا تماماً أنهم سيحصلون على أفضل مستوى ممكن من الرعاية المتاحة في بيئة فاخرة ومريحة بدون تكبد أي تجارب سلبية محبطة أو تأخير غير مبرر، وهذا هو السبب وراء اختيارهم لمستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي كمرفقهم المفضل. 

هل يمكنكِ إطلاعنا على الأخصائيين الطبيين والتخصصات التي يقدمها مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي؟  

حالياً، يعمل في مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي 128 طبيباً بدوام كامل، يغطون 54 تخصصاً وعيادة. ويلتزم أطباؤنا بتوفير الرعاية الصحية المعتمدة على التقنية، ويستخدمون بانتظام أحدث الإجراءات الطبية لتحقيق أفضل النتائج الصحية للمرضى. على سبيل المثال، أجرى فريقنا الطبي مجتمعاً 6000 عملية جراحية روبوتية على مدار مسيرته الطبية، محققاً نتائج جراحية أفضل مقارنة بنظيراتها غير الروبوتية.

يتيح لنا نطاق خبرتنا الواسع تقديم مجموعة شاملة من الخدمات للمرضى، وهذا يعني أنه يمكننا تغطية جميع احتياجات مرضانا الطبية تحت سقف واحد، وإذا لزم الأمر، فإننا نقدم خطة علاج متعددة التخصصات تأخذ في الاعتبار مجموعة عوامل الخطر المحتملة. ومثالاً على ذلك وحدة رعاية الثدي وعيادة هشاشة العظام.

تجدر الإشارة إلى أننا نتميز بخبرتنا الواسعة والمتعمقة في الوقت نفسه في جميع المجالات الطبية. فقد قمنا بضم بعض التخصصات الفريدة، منها الطب النووي التشخيصي، والفيزيولوجيا الكهربية، والحساسية والمناعة، والأورام السرطانية وأمراض الدم لدى الأطفال. كما نفخر أيضاً بكوننا من بين المستشفيات القليلة التي يمكنها إجراء عمليات ويبل Whipple، وزرع القرنية، وورم الشبكية، واستبدال الكتف، وخزعات الثدي الموجهة بالرنين المغناطيسي، وطب أمراض النساء بتقنية vNOTES، وفيزيولوجيا الأوعية التاجية والتصوير، وإجراءات الأشعة التداخلية لمتلازمة احتقان الحوض التي يصعب تشخيصها في كثير من الأحيان. 

تتغلغل التقنية في جميع القطاعات، والرعاية الصحية ليست استثناءً، بالتالي كيف تضمنين أنكِ دائماً في المقدمة وأن مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي يواكب كل التطورات؟

سؤال رائع! أنا من أشد المؤمنين بالاستفادة من الابتكار واستخدام التقنية للحصول على علاجات أكثر فعالية وتجربة طبية أفضل، حيث أن الرعاية الصحية المعتمدة على التقنية تقدم إمكانات هائلة.

اسمحوا لي أن أعرض مجالَين اعتمدنا فيهما على التقنية. الأول هو ما أسميه الرعاية الصحية الرقمية، والتي تتضمن التطورات التقنية لزيادة وصول المرضى المريح إلى الرعاية الصحية مع تمكين المهنيين الطبيين في الوقت نفسه من مراقبة المرضى والتفاعل معهم عن بُعد. وبعض أبرز الأمثلة على ذلك استشارات الرعاية الصحية عن بُعد وأجهزة المراقبة عن بُعد.

أما المجال الثاني فيركز على الاستفادة من التقنيات المبتكرة للحصول على معدات تشخيصية وخيارات علاجية أكثر فعالية. ويسعدني أن أقول إننا من بين المستشفيات القليلة التي تمتلك واحدة من أكثر أجهزة التصوير تقدماً، وهو جهاز 3 تسلا للتصوير بالرنين المغناطيسي. كما عالجنا بشكل مبتكر الأمراض الخبيثة مثل سرطان البروستاتا باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة والعالية الكثافة، ولدينا منصة متطورة للجراحة الروبوتية Da Vinci XI، والتي استخدمناها في أكثر من 500 عملية جراحية حتى اليوم.

ما هي المشاريع الواعدة التي يسعى مستشفى مركز كليمنصو الطبيدبي إلى تحقيقها؟

في الأشهر والسنوات القادمة، سنواصل رحلتنا نحو الارتقاء بتجربة مرضانا إلى آفاق جديدة، وسنطلق مبادراتٍ عدة، منها تطبيق جوال شامل يسهل على مرضانا الوصول إلى خدماتنا بكل راحة. كما سنزيد استثماراتنا في الروبوتات والابتكارات الطبية لمواكبة التقدم السريع في هذا المجال، لنضمن لمرضانا أعلى مستويات جودة الحياة، ونقدم لهم رعاية طبية شاملة ومتكاملة.  بالإضافة إلى ذلك، نحن المستشفى الخاص الوحيد في مجلس التعاون الخليجي الذي يتيح لمرضاه الاستفادة من خبرات أشهر الأطباء في العالم، من خلال برنامجنا الفريد للأطباء الزوار بالتعاون مع مركز جونز هوبكنز الطبي، والذي يتيح للمرضى الذين يعانون من حالات نادرة ومعقدة تلقي العلاج من قبل أطباء يتمتعون بسمعة عالمية مرموقة. ونتطلع في المستقبل القريب إلى استضافة خبراء متخصصين في أمراض البروستاتا والعمود الفقري والتصلب اللويحي ومرض باركنسون والأمراض العصبية وطب القلب وطب الأطفال والجراحة التجميلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى