مقابلات

أندريه داود

الرئيس التنفيذي لمستشفيات ومراكز ميدكير الطبية

أندريه داود

“رؤيتنا لعام 2020 هي الإرتقاء إلى مستويات أعلى من خلال مواكبة أفضل المعايير الصحية”

تسعى مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية إلى تحسين جودة حياة مرضاها من خلال زيادة الوصول إلى الدعم الطبي المتقدم والعلاج المتطور؛ فكان العام 2019 عاماً حافلاً بالإنجازات والتوسعات التي تستمر في العام 2020 وفق رؤية تواكب من خلالها التطورات الطبية. الرئيس التنفيذي لمستشفيات ومراكز ميدكير الطبية أندريه داود خصّ مجلة “المستشفى العربي” بحوار شامل أضاء خلاله على رؤية مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية المستقبلية وأبرز الإنجازات التي تحققت.

مع بداية العام الجديد، نود التعرف إلى رؤيتكم لعام 2020؟ كيف ستواكب المجموعة التطورات المتلاحقة في المجال الطبي لتقديم أعلى مستوى من الجودة لخدمات الرعاية الصحية؟

تتمثل رؤيتنا لعام 2020 في الإرتقاء بمستشفيات ومراكز ميدكير الطبية إلى مستويات أعلى من خلال مواكبة أفضل المعايير في مجال الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، إقليمياً ودولياً. ليس هناك شك في أن التحول الرقمي كانت له لمسة واضحة على كل ناحية، بما في ذلك تسجيل المرضى والتشخيص الذكي وأدوات الرعاية الذاتية وغير ذلك الكثير. فبالنسبة للكثيرين منا، يبدو لنا قطاع الرعاية الصحية بأكمله كشيء سحري؛ هي الرعاية القائمة على القيم والمليئة بالنتائج الإيجابية.

إننا نجد أن معظم التقنيات الحديثة مثل التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي والمتحدث الآلي وعلم البيانات باتت مستخدمة في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم. فلا شك في أن اعتمادها وتعميمها في سوف يستمر في الزيادة. ويمكن للمرء حالياً أن يشهد كيف يتم دمج المزيد والمزيد من هذه التطبيقات بسلاسة في مجال الطب الوقائي لتحسين الرفاه العام للمرضى في الأوقات القادمة. قد يؤدي هذا إلى اكتشاف علاجات جراحية وأدوية جديدة وهندسة وراثية جديدة لإنشاء حلول وعلاجات للحالات التي لطالما كانت تعد غير قابلة للعلاج في الماضي. وبصفتنا كمقدمي خدمات الرعاية الصحية، فإن إيجاد حلول فعالة ودائمة ومخصصة لتوفير أقصى درجات العناية لمرضانا هو ما يشعرنا بالرضى التام.

لابد من تسليط الضوء على آخر الإنجازات والتوسعات التي قمتم بها في العام 2019؟

تسعى ميدكير دائماً إلى تحسين جودة حياة مرضاها من خلال زيادة الوصول إلى الدعم الطبي المتقدم والعلاج المتطور. وقد كان 2019 عاماً مثيراً بالنسبة لنا، حيث قمنا بتطوير ثلاثة مراكز متخصصة للتميز، وهي مركز ميدكير لإدارة الآلام في دبي، متخصص في إدارة الآلام الحادة والمزمنة؛ مركز إدارة الوزن في دبي والشارقة، لدعم المرضى لاستعادة السيطرة على وزنهم من خلال اتباع خطط مخصصة لإدارة الوزن؛ ومركز جراحة القولون والمستقيم، مكرس لعلاج المرضى الذين يعانون من حالات القولون والمستقيم المعقدة باستخدام أحدث التقنيات.

كانت إدارة الأمراض نقطة بارزة أخرى لمرضانا. ففي محاولة لمساعدة سكان دولة الإمارات العربية المتحدة على التحكم بشكل أفضل في حياتهم، اعتمدت مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية برنامج إدارة الأمراض، وهو عبارة عن دورة شاملة مدتها 12 شهراً تقدم خطة رعاية مخصصة لتحسين الصحة والرفاهية. البرنامج ليس مخصصاً فقط لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، ولكنه يهدف أيضاً إلى منع تطور المخاطر الصحية. تم وضع برنامج إدارة الأمراض ليكون بوابة للعيش بصحة أفضل مع أدوات لتحسين الحالة الصحية ودعم المرضى في إجراء تغييرات إيجابية على نمط حياتهم.

وقد أضافت ميدكير عدداً من المراكز الطبية إلى مجموعتها، ومن أهمها مركز طب الأطفال الجديد في دبي. إنها عيادة حديثة متعددة التخصصات للأطفال صممت على نحو محبب للأطفال والآباء على حد سواء. سيتلقى مرضانا الصغار علاجاً طبياً ممتازاً من خلال أكثر الأطباء شهرة في المنطقة من أصحاب أعلى المؤهلات، وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة التي تضمن التشخيص الصحيح بأقل وقت وألم. وتم إنشاء كل غرفة علاج لتكون متعة فائقة ومريحة ومصممة خصيصاً بما يناسب عمر الطفل، بالإضافة إلى فريق من الموظفين المتميزين ذوي السلوكيات المرحة بطريقة تعاملهم وحبهم للأطفال.

لديكم منهج مبتكر ومهارات مميزة شكّلت قيمة مضافة لمجموعة ميدكير منذ تعيينكم في العام 2018. كيف انعكس ذلك على استراتيجيات العمل والعمليات الإدارية ضمن المجموعة؟

من خلال الاستفادة من مهارات العمل الجماعي لدينا، فقد تمكنا من تسخير قوى التآزر وإشراك الموظفين لدينا في عمليات تطوير الأداء والنتائج والتي انعكست بوضوح في استراتيجيات أعمالنا وعملياتنا الإدارية.

هناك حقيقة واحدة راسخة ودائمة، ألا وهي أن الناس يريدون إحداث تغيير. ولكن في بعض الأحيان تمنعهم المؤسسات التي يعملون فيها من ذلك. ولذلك فإن تسهيل ثقافة قوية سيكون دائماً العامل الحاسم في أداء الاستراتيجيات الناجحة. هذا لأن الأوقات تتغير، لكن القيم لا تتغير. ونحن كمؤسسة قائمة على القيم، يتم تنفيذ كل ما نقوم به في ميدكير بما يتماشى مع قيمنا الأساسية المتمثلة في النزاهة والشغف والاحترام والتميز والرحمة والوحدة.

الابتكار والرقمنة أكثر ما يميز مجموعة ميدكر إقليمياً وعالمياً. ما هي عناصر التميز في هذا المجال؟ وكيف ينعكس ذلك على المرضى سواء على مستوى الوقاية أو العلاج أو إعادة التأهيل؟

لطالما كان الابتكار والرقمنة أولوية بالنسبة لنا. إن مستقبل الرعاية الصحية المتميزة رقمي. لقد قمنا برقمنة العديد من الجوانب في منشآتنا، ومع ذلك فإننا نبقي دائماً رعاية المرضى على محض أذهاننا. في الواقع تعد النزاهة واحدة من أهم قيمنا، فنحن نتبنى أعلى مستويات السلوك ونعمل دائماً على فعل الشيء الصحيح دون أي تنازلات. فعلى سبيل المثال، أطلقنا مؤخراً منصة دردشة مبتكرة للتفاعل المباشر مع المرضى وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية المتميزة. فبالنسبة لنا كمقدمين للرعاية الصحية، فإن الرفاه الشامل للمرضى هو ما يجب أن نسعى إلى تحقيقه من خلال الاستخدام الدائم لكن الأخلاقي للبيانات والعمل معاً بشكل منسق لتمكين أمور وحقائق جديدة في العلاج (مبنية على أساس الجينوم)، والتدخل الاستباقي، وتحسين فهم تطور المرض. سوف يتسم هذا المستقبل الجديد أيضاً بتخفيض التكاليف وتقليص العديد من الأمراض وربما القضاء عليها تماماً.

سوف نسعى نحن في ميدكير لضمان أن نكون في أفضل وضع لتكوين قوة رائدة في مثل هذا المستقبل حيث توجد نقاط وصول أكبر لضمان والحفاظ عليه رفاه المريض بشكل عام وتقديم خدمة سلسة عند نقاط التواصل التي يختارها المريض سواء في مرافقنا أو على الأجهزة الشخصية.

ماذا عن أحدث التقنيات التشخيصية؟ كيف استفادت مجموعة مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية من التطور التكنولوجي لضمان أعلى مستويات العلاج الفعال؟

في عالم اليوم، تلعب التكنولوجيا دوراً مهماً في كل مجال وكذلك في حياتنا الشخصية. ومن بين جميع المجالات التي تلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً فيها، فبالتأكيد تعد الرعاية الصحية واحدة من أهمها. هذا الإندماج هو المسؤول عن تحسين وإنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح في جميع أنحاء العالم.

فالتكنولوجيا الطبية مجال واسع يلعب فيه الإبتكار دوراً حاسماً في الحفاظ على الصحة. نذكر من هذه المجالات: التكنولوجيا الحيوية، والمستحضرات الصيدلانية، وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير الأجهزة والمعدات الطبية، وغيرها الكثير من مجالات المساهمة بشكل كبير في تحسين صحة الناس في جميع أنحاء العالم. في ميدكير، لا يمكننا المبالغة في الاعتماد على التكنولوجيا الطبية، ونتيجة لتطوير هذه الابتكارات الرائعة فمن الممكن لممارسي الرعاية الصحية لدينا مواصلة البحث عن طرق لتحسين ممارستهم – من التشخيص الأفضل والإجراءات الجراحية إلى تحسين رعاية المرضى.

“الإبتكار والرقمنة أولويتنا”.

ما هو حجم انتشار مجموعة ميدكير على مستوى دولة الإمارات؟

لدينا حالياً 18 مؤسسة تحت مظلة ميدكير في الإمارات بالإضافة إلى أكثر من 300 طبيب متميز. ومع وجود خطط توسع كبيرة في طور الإعداد، نطمح إلى جعل مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية مركز الإحالة المفضل للأشخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كيف تضمن المجموعة تقديم الخدمات الصحية المتكاملة وفق أعلى مستويات الجودة؟

ميدكير هي مؤسسة مكرسة لتقديم خدمات صحية متكاملة متميزة وفقاً لأعلى جودة. وعندما نقول الرعاية الصحية الممتازة، فإننا نعني بذلك الممتازة من كل الجوانب. من المواهب إلى التكنولوجيا إلى المرافق والعلاج، نحافظ على أعلى المعايير الممكنة في تقديم الرعاية الصحية. جميع مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية معتمدة من قبل اللجنة المشتركة الدولية (JCI) والتي تعتبر المعيار الذهبي في مجال الرعاية الصحية العالمية. وبصرف النظر عن ذلك فقد فازت مرافقنا بالعديد من الشهادات المحلية والدولية.

ماذا عن أبرز مراكز التميز ضمن المجموعة وما توفره طواقم العمل من خدمات طبية رفيعة المستوى؟

ما يميز ميدكير هو فريقها الاستثنائي متعدد الثقافات واللغات من الأطباء الذين تلقوا تدريباتهم بشكل مكثف من بعض المعاهد الطبية من الدرجة الأولى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند وفرنسا واليونان وأستراليا وأفريقيا ودول الشرق الأوسط. إنهم يأخذون الوقت الكافي للاستماع إلى المرضى وفهم مشاكلهم الطبية بشكل كلي والتوصية بأفضل طريقة للمضي قدماً. باستخدام نهج متعدد التخصصات، يقدم فريقنا علاجاً مثالياً يعتمد على المبادئ التوجيهية للمرضى بدعم من فريق التمريض وأخصائيي التغذية وأخصائيي إعادة التأهيل والتقنيين.

إن فريق ميدكير ملتزم تماماً بتوفير الرعاية الطبية عالية الجودة والمخصصة لكل مريض على حد سواء، وينبثق كل ذلك من وعدنا البسيط “سوف نرعاكم جيداً”.

انطلاقاً من تواجدكم في دولة الإمارات، كيف تقيمون الواقع الصحي؟ وماذا عن دور الدولة في دعم هذا القطاع؟

شهد قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً وتطوراً سريعين على مدار العقد الماضي، ويقدم اليوم مجموعة واسعة من الخدمات المتخصصة الجديدة والعلاجات الحديثة للمقيمين. ومن المتوقع أن يشهد قطاع الرعاية الصحية نمواً أقوى في المراحل القادمة، حيث يتم دعمه وتمويله بإشراف حكومي أيضاً. العوامل الرئيسية التي ستشكل تطور قطاع الرعاية الصحية في المستقبل هي ديناميكية العرض / الطلب، وكذلك التغييرات التنظيمية وتغير ظروف السوق.

من المهم أيضاً الإشارة إلى النمو المتزايد للسياحة الطبية هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث تجتذب البلاد بشكل متزايد المرضى الدوليين الذين يبحثون عن مجموعة متنوعة من العلاجات، بما في ذلك الجراحات الكبرى وإعادة التأهيل والتصحيحات التجميلية، والتي تساهم بدورها بشكل كبير في نمو هذا القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى