كليات الطب

كيفية التعايش مع السرطان وأورام الخلايا العصبية الصماوية (NETs)

كيفية التعايش مع السرطان وأورام الخلايا العصبية الصماوية (NETs)

من مستشفى جامعة شيكاغو

كريس ماير، أستاذة عمرها 66 سنة من شمال غرب إنديانا، تواصل السفر، وركوب الزوارق، وعيش حياة نشيطة على الرغم من إصابتها بالسرطان. يحافظ أطباؤها على مراقبة وثيقة لأورامها واستخدام الأدوية لإبطاء نمو تلك الأورام.

تبذل كريس ماير قصارى جهدها لممارسة صفاء نفسي تام. فالأستاذة في علم الإجتماع، التي تبلغ من العمر 66 عامًا، لا تزال نشطة وتتابع حياتها اليومية بعد خضوعها لعلاج أورام الخلايا العصبية الصماوية (NETs) في الأمعاء الدقيقة والكبد. تواصل التدريس، وممارسة التمارين الرياضية في صالة الرياضة، والذهاب مع أختها في رحلات التجذيف البحرية.

ومع ذلك، فإن التعامل مع مرض مزمن ليس بالأمر السهل.

إنه هذا التوازن بين الشعور بالراحةمثلأنا لا أعاني من السرطان’ – لكن في عمق تفكيري، أتساءل متى سيصبح هذا مشكلة، تقول ماير، من مدينة بورتر في ولاية إنديانا.

عندما شعرت ماير بالتعب لأول مرة في عام 2019، تذكرت أنها كانت تتساءل: هل هذا هو شعور التقدّم في السن؟ كانت تواجه صعوبة في صعود الدرج إلى شقتها. وبدأت تخسر من وزنها وتعاني الأرق والنوم السيئ. وهذا ما كانت تعزوه إلى الإرهاق من رعاية والدها المريض. وعندما طلب طبيبها إجراء تحليل دم، وجد دلائل على مشكلة خطيرة جدًا: كانت ماير تعاني من فقر الدم، مع ارتفاع إنزيمات الكبد. وبما أنها كانت قد أصيبت بالفعل بتورمات في المعدة، أجرى الطبيب عملية تنظير داخلي أظهرت وجود ورم صماوي عصبي بقياس اثنين سنتيمتر في الجزء البعيد من المعدة. وأظهر فحص التصوير المقطعي PET scan  أن كبدها مصاب تماماً بالسرطان.

عند النظر إلى الوراء، إما أنني تجاهلت أو قلّلت من شأن الكثير من الأمور، مثل انتفاخ معدتي لأن كبدي كان كبيرًا جدًا، قالت ماير. “كنت أستطيع أن آكل بضع لقيمات فقط من الطعام. وقد شعرت فعلاً بالبؤس”.

أوضح فريقها الطبي أن تلك الأورام كانت تنمو ببطء. ومن المحتمل أن جسدها كان يحاربها لسنوات. في نوفمبر 2020، بدأت في تلقي حقن شهرية من اللانريوتايد، وهو دواء يوقف الهرمون الذي يغذّي هذه الأورام بطيئة النمو. وقد تم استبعاد الجراحة لأن الأورام كانت قد انتشرت إلى أكثر من نصف كبدها.

أثناء بحثها عبر الإنترنت عن معلومات حول أورام الخلايا العصبية الصماوية، اكتشفت ماير برنامج مستشفى جامعة شيكاغو الخاص بأورام هذه الخلايا. وبحثت عن رأي الجراح المتخصص في هذا النوع من الأورام، زافيير كوتغن، وهو دكتور في الطب، وخبير في هذه الأورام، ومتخصص في استئصال الورم المنتشر في الكبد. في أول لقاء لهما، تتذكر أنها قالت لكوتغن أنه تم إخبارها بأن اللانريوتايد هو الخيار العلاجي الوحيد لسرطانها.

وأشارت إلى أن الدكتور كوتغن قال لها: “حسنًا، هذا ليس صحيحًا. هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها”.

وبالتعاون مع طبيب الأورام الدكتور تشيه ييآنديلياو، وأخصائي الأشعة التداخلية الدكتور عثمان أحمد، طوّر كوتغن خطة علاجية مكثّفة.

وقال: “ما يقلقنا هو أن كريس كانت تعاني من عبء كبير من ورم الكبد، مما يعني أن مجرد مراقبة الأورام حتى تنمو بشكل أكبر يمكن أن يعرضها لخطر فشل الكبد الفوري في المستقبل”.

لأنها صغيرة نسبيًا وتتمتع بحالة أداء جيدة جدًا، قررنا أن نقدم لها نهجًا علاجيًا أكثر فعّالية ومتعدد التخصصات بهدف إزالة أكبر قدر ممكن من الورم ومنع خطر فشل الكبد.”

بدأ لياو مع ماير بنظام العلاج الكيميائي الفموي الذي يشمل الكابيسيتابين والتيموزولوميد لتقليص الأورام العصبية الصماوية. ثم قام أحمد بإجراء عمليتين لتقنية الإنصمام الكبدي، حيث تم حقن حبيبات مجهرية في شرايين معيّنة لحرمان الأورام من الدم المغذي لها.

استغرقت ماير ثلاثة أيام للتعافي من كل إجراء. وتذكرت أن الغثيان كان أسوأ ما في الأمر. أدى هذان العلاجان إلى خفض كمية الورم في كبد ماير بشكل كبير. وسرعان ما شعرت أستاذة الكلية أنها بصحة جيدة بما يكفي لاستئناف ممارسة التمارين والسفر. هذه العلاجات جعلت الجراحة ممكنة أيضًا. ومع ذلك، أجّل فريق طب مستشفى جامعة شيكاغو العملية حتى تتمكن ماير من إكمال فصلها الدراسي الربيعي. وقامت هي والفريق الطبي بتحديد مواعيد عدة حول أحداث كانت ذات معنى بالنسبة إليها، كرحلات التجذيف البحرية (الكانو).

وقالت ماير: “لم أكن أريد أن يسيطر هذا على حياتي”. “كان الأطباء جيدين جدًا في مواءمة مواعيد العلاجات مع جدولي، وقولهم إنه من المهم أن تعيشي حياتك وأنّ معظم هذه الأمور يمكن تعديلها قليلاً”.

في يونيو 2022، أزال كوتغن الورم الرئيسي في معدة ماير ومعظم الأورام المتبقية في كبدها.

وقال: “ليس من غير المعتاد أن يكون لدى المرضى مثل ماير رواسب صغيرة من الأورام العصبية الصماوية متبقية بعد الجراحة، لأن الخلايا المصابة دقيقة. ومع ذلك، فإن الجراحة ضرورية عندما يتعلق الأمر بإعادة ضبطساعةصحة المريض من خلال تقليل مصادر المضاعفات المحتملة في المستقبل”.

وأضاف: “الآن يمكن لكبدها أن يبدأ في إعادة إنتاج أنسجة صحية واستبدال الكثير من الورم الذي تقلّص أو تمت إزالته جراحيًا. قد يستغرق الأمر سنوات عديدة جدًا حتى تنمو تلك الأورام الصغيرة المتبقية مرة أخرى. وإذا حدث ذلك، سيكون عندها بإمكاننا تقديم الكثير من العلاجات، بما في ذلك العلاج بالنويدات المشعة لمستقبلات الببتيد (PRRT)، أو حتى إجراء العمليات الجراحية مرة أخرى.

حالياً، تأخذ ماير حقناً شهرية من اللانريوتايد لتقليل نمو الورم. كما تخضع للتصوير مرتين في السنة لمراقبة كبدها وتقييم حجم الورم، للتأكد من أن التغييرات ليست دراماتيكية كالإكتشاف الأول قبل ثلاث سنوات. ولا تزال تسعى لاتخاذ قرار بشأن ما يجب مشاركته ومع من.

وهي تقول: “عندما تخبر الناس أنك مصاب بالسرطان، عليك أن تقوم بالكثير من الطمأنة. الناس يريدون أن يكونوا مفيدين وأنا أفهم ذلك، لكنّ الأمر يتطلب من المريض الكثير من العمل لشرح الأمور وخوض كل هذا”. 

اليوم تخوض ماير تنفيذ خطة رياضية مكثفة في الصالة الرياضية لتحسين قدرتها على التحمل، وقد عادت مؤخرًا من أسبوع من التجذيف في باونداري ووترز في مينيسوتا.

وتختم ماير: “لقد قطعت مسافة بعيدة عما كنت عليه قبل ثلاث سنوات. في بعض الأحيان، يكون من الجيد أن أذكّر نفسي بمدى تحسني الآن. ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن ذلك سيتغير في أي وقت قريب.”

لمعرفة المزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع https://uchicagomedicine.org/global

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى