تكنولوجيا

“ملفي” نموذج أبوظبي الرائد والمبتكر في تبادل المعلومات الصحية

“ملفي” نموذج أبوظبي الرائد والمبتكر في تبادل المعلومات الصحية

تقوم نظم الرعاية الصحية على المستوى العالمي على عدّة عناصر أساسية من شأنها تحديد مدى فاعلية خدمات الرعاية الصحية، فمثلاً حتى تتوفر خدمات صحية فعّالة يجب أن تكون هناك كوادر طبية مدربة وقادرة على مساعدة أكبر عدد من الأشخاص.

على صعيد آخر، تعتبر البنية التحتية هي حجر الأساس لأي منظومة رعاية صحية حول العالم، فعن طريق المنشآت الصحية المتقدمة والمعدات الطبية المتطورة، يتم إنقاذ حياة الكثيرين وتحسينها ليتمتع المجتمع بالصحة والرفاه.

منذ نشأة الطب الحديث، وعلى مدار العقود نجد أن رحلة المريض نحو التعافي تمر بالمراحل ذاتها تقريباً، ولكن مع التطور الذي شهدته النظم الصحية، بدءاً من مرحلة التشخيص المبدئي للأعراض، مروراً بتحليل البيانات والمعلومات المتاحة، مثل الأشعة والتحاليل، وصولاً إلى وضع خطة العلاج والتعافي المرجو من المرض. 

كل مرحلة لا تقل أهمية عن سابقتها، وتلعب المعلومات الصحية دوراً محورياً، إذ من الضروري أن يخبر المريض طبيبه بجميع الأعراض والتاريخ الصحي له ليكون الطبيب على دراية بالتفاصيل كافة. 

من ناحية أخرى، يجب على الطبيب أن يزوّد المريض بكل المعلومات التي تساعده على فهم حالته الصحية، والتعامل معها بشكل سليم وهذه المعلومات تكون مهمة وحيوية للمريض وقد تساعد أطباء آخرين في مختلف التخصصات التي قد تتداخل لتشخيص حالة المريض.

دور البيانات في الرعاية الصحية:

لطالما لعبت البيانات دورًا حاسمًا في مجال الرعاية الصحية، حيث بدأت بشكلها التقليدي في صورة أشعة وتحاليل يحملها المريض كلّما ذهب لطبيب مختلف، وفي بعض الأحيان يضطر إلى إعادة تلك التحاليل وتحمل المزيد من التكاليف، خصوصاً مع تغيّر الأطباء والتخصّصات، مما قد يكون له الأثر السّلبي على المريض، حيث يؤخر التعامل مع الحالة وسرعة علاجه فلا يعود بالنفع على المريض، ويستنزف موارد من الممكن استخدامها بطريقة أمثل. لهذا السبب، توفر البيانات معلومات أساسية يتم استخدامها لتحسين صحة المرضى والنتائج ما يعزّز الكفاءة، ويقلّل التكاليف.

اليوم، ومع تزايد توافر السجلات الإلكترونية للمرضى وقواعد البيانات الصحية، يمكننا أن نقول إن هناك تمازجاً ثورياً بين التكنولوجيا وخدمات الرعاية الصحية، التي تتيح للأطباء والممرضين والباحثين الإستفادة من هذه البيانات لفهم المزيد عن الأمراض والوقاية منها وعلاجها وتحسين جودة الرعاية الصحية بشكل عام.  لذلك، من الضروري تجميع البيانات بشكل صحيح وتحليلها بشكل دقيق لتعزيز جودة الرعاية الصحية وتحسين صحة المرضى.

تجربة أبوظبي المتميزة في تبادل البيانات الصحية

في ظل حرصها الدائم على تعزيز جودة الخدمات وتوافرها وترسيخ مكانة الإمارة كوجهة رائدة للرعاية الصحية عالمياً، أطلقت دائرة الصحةأبوظبي في عام 2019 واحدة من مبادراتها الإستراتيجية لتطوير منصةملفيالتي تعتبر منصة تبادل المعلومات الصحية في أبوظبي والنظام الأول من نوعه على مستوى المنطقة لتبادل المعلومات الصحية. 

اليوم، استطاعت المنصة في غضون ثلاث سنوات فقط ربط قطاع الرعاية الصحية بأكمله، حيث تعتبر واحدة من أسرع منصات تبادل المعلومات الصحية التي تم تنفيذها في العالم، حيث تربط جميع مستشفيات الإمارة ربطاً آمناً بنسبة 100%، إلى جانب ربط أكثر من 2647 منشأة صحية أخرى. 

تتيح منصة ملفي تبادل المعلومات الصحية الهامة بين مقدمي الرعاية الصحية في الوقت الفعلي، بهدف توفير قاعدة موحّدة لسجلات المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق أفضل النتائج للمرضى. ومن خلال إتاحة إمكانية الوصول الفوري للسّيرة السّريرية للمريض، يعزّز نظام ملفي اتخاذ قرارات سريرية أكثر استنارةً وكفاءةً، وإمكانية نقل مكان الرعاية وتنسيقها والحد من فرط استخدام أو تكرار الفحوصات والإجراءات الطبية، ويقلّل من الأخطاء الطبية، ويحسن أمن المريض وتجربته.

ما هي البيانات التي توفرهاملفي؟

تحرصملفيعلى توفير العديد من البيانات، بطريقة آمنة وموثوقة، حيث تشمل هذه البيانات سجل الزيارات الطبية، ونتائج الفحوصات المخبرية السابقة وتقارير الأشعة، وقوائم الأدوية والحساسيات، بالإضافة للتشخيصات السابقة وجميع البيانات الطبية المتاحة للمريض. 

بالرغم من أن المنصة لم يمر عليها وقت طويل منذ إنشائها، فهي توفر بيانات حوالى 7.7 مليون مريض، وتشمل 99.9% من تجارب الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. تسهم هذه البيانات في المساعدة على مراقبة جودة الرعاية الصحية في الإمارة، والمساعدة في إطلاق برامج التوعية والوقاية الصحية، وتحديد المخاطر التي تواجه الصحة العامة، من أجل قطاع صحي ذات جودة عالية في أبوظبي.

بوابة أفراد المجتمع إلى سجلاتهم الطبية

أطلقت دائرة الصحة – أبوظبي في العام الماضي، “بوابة ملفي الصحية”، التي توفر لأفراد المجتمع في أبوظبي وصولاً رقمياً آمناً وسلساً إلى سجلاتهم الطبية المركزية من خلال بوابة إلكترونية وتطبيق للهواتف الذكية.

من خلال هذه البوابة الجديدة، سيستطيع المريض الإطلاع على معلوماته الطبية حول الزيارات التي قام بها للمنشآت الصحية في الإمارة والإطلاع على النتائج المخبرية وتقارير الأشعة والأدوية والحساسيات والحالات والتطعيمات ومذكّرات الخروج من المستشفى الخاصة بهم. 

ذكاء إصطناعي للوقاية من عوامل الخطورة

لقد أضافت “ملفي” “ملف عوامل الخطورة الطبية للمريض” كخاصية جديدة تتيح لجميع الأطباء، المصرّح لهم الوصول إلى المنصة، إمكانية التنبؤ بمخاطر إصابة الفرد بأمراض مزمنة معينة أو التعرض لطارئ صحي خطير بالإستناد إلى تقنيات الذكاء الإصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة بحيث تعمل هذه الخاصية على تطوير نماذج مخاطر تنبؤية تعتمد على البيانات الديموغرافية والسريرية المتوفرة عن سكان الإمارة في ملفي.

يعرضملف عوامل الخطورة الطبية للمريضفيملفيدرجات المخاطر لكل مريض مقابل قائمة الأمراض المزمنة السائدة مثل السكري، وفشل القلب الإحتقاني، ومرض الكلى المزمن، وارتفاع ضغط الدم، والحالات الصحية الحادة مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وغيرها. وتساعد درجات المخاطر الفردية الأطباء على اتخاذ قرارات مستنيرة والتدخل لإدارة المرض وحماية أفراد المجتمع من الإصابة بالأمراض المحتملة أو دخول المستشفى.

عناصر مرئية تُعزّز كفاءة الخدمات  

تضمملفيخاصية جديدة لتبادل الصور تتيح للأطباء المعتمدين الوصول الآمن إلى الصور الإشعاعية والتشخيصية كجزء من سجلات المرضى في المنصة. ومع إتمام تطبيق هذا الحل عبر منهجية مرحلية، ستتوفر أكثر من مليوني صورة شعاعية سنوياً من أكثر من 60 موقعاً مختلفاً للرعاية الصحية في جميع أنحاء أبوظبي من توفير الصور، كصور الأشعة السينية والصور الطبقية المقطعية وصور الرنين المغناطيسي وصور الموجات فوق الصوتية.

خطط أبوظبي الطموحة في تبادل المعلومات الصحية

تُعتبرملفيمن بين سلسلة من الإنجازات التي حققتها أبوظبي في الرعاية الصحية، ما وضعها في مصافِ النظم الصحية المتقدمة والرائدة على مستوى العالم، وجعل من الإمارة محط أنظار البلدان في المنطقة الراغبة في الإستفادة من تجربتها في تطوير نظم تبادل المعلومات الصحية. وتواصل أبوظبي تطوير منصةملفيلتعزيز خدماتها الوقائية والتشخيصية والعلاجية التي تقدمها لأفراد المجتمع والقادمين إلى الإمارة من الخارج بغرض العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى