تكنولوجيا

الجراحة الموجهة بالصور

الجراحة الموجهة بالصور

رؤية أجزاء الجسم الدقيقة في الوقت الفعلي

هو إجراء يستخدم فيه الجراح صورًا في الوقت الفعلي من داخل جسم المريض أثناء العملية للمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة للعملية الجراحية الموجهة فتسمح له هذه الصور بالتخطيط الجيد؛ أهم ما في الأمر هو خبرة الجراح في هذا النوع من العمليات لأن ذلك يتطلب مهنية وكفاءة عالية.

سيقوم الجراح بإجراء العملية باستخدام الصور على شاشة تلفزيون أو كمبيوتر في غرفة العمليات. إنها تكنولوجيا التصوير الطبي المتقدمة للحصول على صور ثلاثية الأبعاد تمكّن الأطباء من تحديد حجم أعضاء الجسم وموقعها بدقة.

لقد بات بإمكان الجراح التعاون مع أخصائيي الأشعة أثناء الجراحة ووضع التقييمات باستخدام الصور الآنية لتطبيق الإجراءات العلاجية فورًا بعد الإجراءات التشخيصية، وذلك بفضل أجهزة التصوير المتطورة في غرفة العمليات تتيح إجراء الجراحات البسيطة بعد رؤية أجزاء الجسم الأصغر حجمًا مثل الأوعية الدموية الدقيقة جدًا في عضلة القلب. 

من فوائد نظام دمج الصور ثلاثية الأبعاد مساعدة الجراح في التخطيط للعملية بشكل أفضل، وبالتالي إيجاد طريقة أكثر احتمالًا للنجاح وتجنب المضاعفات المحتملة، ما يحقق للمريض فائدة علاجية بحصوله على عملية آمنة تسمح له بالتعافي بشكل أسرع والعودة إلى حياته الطبيعية.

يعتبر استخدام هذا النظام ضرورياً خاصة في العمليات التي تحظى بمخاطر عالية قد يواجهها المريض أثناء العملية الجراحية. فعندما يتم تخطيط العملية باستخدام هذا النظام، يصبح المجال الجراحي أكثر سهولة ودقة، ويتم تحقيق أعلى مستويات الأمان والفعالية في النتائج.

 وعليه، إن التصوير الجراحي في الوقت الحقيقي يساعد في تحديد مكان الورم بدقة أثناء الجراحة ويضمن استئصال الورم بشكل كامل مع الحفاظ على الأنسجة السليمة. العمليات التي تتم بواسطة المنظار تعكس التطور في استخدام التصوير خلال التدخل الطبي في غرف العمليات بحيث يستخدم الطبيب أنظمة تصوير متطورة يتم إدخالها إلى المنطقة المتضررة في جسم المريض عبر ثقب صغير فيتم نقل الصور مباشرة من جوف المريض إلى شاشة كبيرة تتيح للجراح إمكانية إجراء العملية بأقل مضاعفات ممكنة.

اليوم، يلجأ الأطباء إلى العمليات بواسطة المنظار في الكثير من الجراحات منها جراحات المعدة والمرارة وأمراض النساء والأنف والأذن والحنجرة وجراحات المسالك البولية. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم استخدامه في الجراحة العصبية وأمراض العمود الفقري وغيرها.

جراحة المخ والأعصاب الموجهة بالصور

يعمل أطباء وجراحو الأعصاب جنباً إلى جنب مع اختصاصيي الأشعة الذين يستخدمون تقنيات التصوير المبتكرة والمتقدمة للحصول على تشخيص دقيق وعلاج أمراض الدماغ والعمود الفقري والجهاز العصبي، وذلك باستخدام أساليب مبتكرة مثل جراحة الدماغ أثناء اليقظة، واستخدام الروبوتات، والتصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية، وجراحة الدماغ بمساعدة جهاز الكمبيوتر، والجراحة الإشعاعية التجسيمية والتحفيز العميق للدماغ. 

التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية والجراحة الموجهة بالصور والاستئصال بالليزر والمراقبة العصبية الشاملة في أثناء العملية وجراحة الدماغ أثناء اليقظة، كلها أساليب متطورة تحوّلت اليوم إلى نهج متبع في غرف العمليات للتعامل مع الأورام وأمراض الدماغ المعقدة بطريقة آمنة مع الحفاظ على الوظائف الحيوية كافة.

فالتقدم التكنولوجي ساهم في تمكين الجراحين من إجراء عمليات جراحية لأورام المخ حتى أثناء استيقاظ المريض؛ هذه التقنيات تزيد من معدلات النجاح في كل من التشخيص والعلاج، كونها تساعد في تحديد البنية الفيزيائية للدماغ بأدق التفاصيل فيقل خطر حدوث أي تلف للأنسجة الصحية خلال الإستئصال الجراحي في المخ.

جهاز الملاحة العصبية في جراحة المخ والأعصاب

أحد التقنيات الحديثة والمتطورة التي لها القدرة على القيام بالتوجيه في الوقت الحقيقي أثناء جراحات الدماغ والحبل الشوكي التي تحولت اليوم الى معيار جراحة الاعصاب والتي أحدثت ثورة طبية عملاقة بعد أن تبيّن ما لها من فوائد. تسمح هذه التكنولوجيا توجيه الجراح إلى الأهداف الجراحية من دون استخدام إطارات خارجية، بحيث يُظهر الملاح الجراحي للطبيب الجراح الطريق الأقصر والأكثر أمانًا إلى المنطقة التي يتواجد فيها الورم بمساعدة صور التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب التي تم التقاطها مسبقًا في جراحات الدماغ والعمود الفقري.

وبما أن الجراح يصل إلى المنطقة التي يريدها بمساعدة الملاحة العصبية، فهو بذلك يقترب من المنطقة المستهدفة بدون خطأ تقريبًا وبدون أي تلف للأنسجة السليمة على الأقل. وعليه، يسمح جهاز الملاحة العصبية للجراح الوصول إلى الهدف بأقل المضاعفات من دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، خاصةً إذا كان الورم في مكان عميق في المخ، والذي قد يكون من الصعب الوصول إليه من دون الإستعانة بالملاح الجراحي. 

كما يتم إجراء الجراحة بشق أصغر في الجلد والعظام حيث يكون الفتح الجراحي على سطح الجمجمة عبارة عن فتحات صغيرة من السنتيمترات، مع استئصال الورم بدقة أكثر. 

ويمكن أخذ عيّنة من أماكن عميقة في الدماغ مثل جذع المخ أو داخل بطينات المخ سواء كانت أورام كبيرة أو أورام صغيرة باستخدام الملاح الجراحي، والذي يكون من الصعب أخذ عينة أو الوصول إلى مكان الورم من خلال الجراحة التقليدية بالميكروسكوب فقط.

جراحات العظام والعمود الفقري

ساهمت التقنيات الحديثة في تطور جراحة العظام، حيث يزداد الطلب على مناهج التشخيص والعلاج التي تضمن السلامة وتُسهل العودة السريعة إلى ممارسة النشاط البدني، وقد أصبحت العمليات الجراحية الموجهة بالموجات فوق الصوتية واستخدام إجراءات التنظير الداخلي والعمليات بواسطة المنظار أدوات أساسية للإدارة الفعالة لجراحات العظام بشتى أنواعها. استفاد مرضى الإصابات العظمية والعمود الفقري من تطور تقنية المنظار التي تتم عن طريق ثقب صغير واستخدام أنظمة تصوير متطورة لعلاج الأمراض التي تحدث في أي مكان في الجسم حيث يتم نقل المنطقة المصابة إلى الشاشة باستخدام أنظمة الصور ويتم تكبير المجال البصري باستخدام أنظمة العدسات المتقدمة. 

جراحات العمود الفقري بالمنظار هي وسيلة ذات منفعة عالية في علاج أمراض العمود الفقري الخلفي، حيث يتم حفر فتحتين إلى أربعة ثقوب في صدر المريض في الوضع الجانبي، اعتمادًا على ضرورة التدخل ويتم إجراء الجراحة من خلال النظر إلى الشاشة من خلال القنوات الموضوعة من خلال هذه الثقوب.

يعتبر هذا النوع من الجراحات الحديثة هو الأفضل لجراحة العمود الفقري ولكنها تتطلب مستوى عاٍل من الخبرة والمهارة لأنها تستخدم جروح صغيرة وأقل تأثيراً على العضلات والأنسجة المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى