أمراض وعلاجات

جدري القردة… كيف ينتقل وما هي عوارضه وسبل الوقاية منه؟

جدري القردة… كيف ينتقل وما هي عوارضه وسبل الوقاية منه؟

ينتمي فيروس جدري القردة إلى عائلة مرض الجدري المعروف مع أعراض متشابهة جدًّا، ويعاني معظم المرضى من حمى وآلام الجسم وتعب؛ وفي الحالات المتقدمة والأكثر خطورة، يظهر الطفح الجلدي والبثور على الوجه واليدين ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

إنه عدوى فيروسية نادرة تنتقل إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس، لكنه لا ينتشر بشكل كبير بين الناس.

تشير منظمة الصحة العالمية أن مرض جدري القرود يأخذ مساره بشكل عام، ويتعافى من تلقاء نفسه على مدى أسبوعين إلى أربعة أسابيع. لكن في المقابل يمكن أن تحدث حالات خطيرة حيث يموت حوالى 3٪ إلى 6٪ من المصابين بهذا المرض.

تنقسم عدوى جدري القرود إلى مراحل، الأولى تمتد لمدة 5 أيام وتظهر في صورة حمى وصداع مؤلم وتضخم العقد الليمفاوي وآلام بالظهر، ثم تبدأ أعراض جديدة في الظهور مثل الطفح الجلدي.

تستمر الأعراض لفترة تتراوح بين 14 يوماً و21 يوماً، فيما تستمر فترة حضانة الفيروس بين 6 أيام و16 يوماً. وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.

كيفية انتقال العدوى

يلتقط الشخص فيروس جدري القردة من حيوان مصاب به إذا عضّه أو إذا لمس دمه أو سوائله الجسدية أو بقعه أو بثوره أو قشوره. 

يشير بعض العلماء الى أنه يمكن الإصابة بجدري القرود عن طريق تناول لحوم حيوان مصاب بهذا الفيروس ولم يتم طهيه جيدًا أو عن طريق لمس طرف من الحيوانات المصابة مثل جلدها أو فروها.

أما انتقال فيروس جدري القردة بين البشر فهو نادر الحدوث، ولكن من الممكن أن ينتقل الى المرء عن طريق سعال أو عطس شخص مصاب به، أو عن طريق ملامسة ملابس الشخص المصاب أو فراشه أو مناشفه. كما تعتبر العلاقات الحميمة من أبرز طرق انتقال العدوى حيث يمكن انتقاله عن طريق الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين.

تبلغ فترة حضانة الفيروس، أي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض، ما بين خمسة أيام إلى ثلاثة أسابيع.  يتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع من دون الحاجة إلى دخول المستشفى، لكن يمكن أن يكون جدري القرود قاتلًا بنسبة تصل إلى واحد من كل 10 أشخاص، كما يُعتقد أنه يكون أكثر حدةً عند الأطفال والحوامل ومَن يعانون ضعف المناعة.

ما هي عوارضه؟

يقسم الأطباء العوارض التي تصيب المرضى إلى مرحلتين: 

1. مرحلة الغزو: من لحظة العدوى إلى 5 أيام.

تتمثل الأعراض خلال هذه المرحلة:

  • حمى
  • صداع شديد
  • تضخم العقد الليمفاوية
  • آلام في الظهر وفي العضلات
  • وهن شديد

2. مرحلة الطفح الجلدي 

يبدأ الطفح على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثَم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه وعلى راحتي اليدين والقدمين. يتطور الطفح إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل وبثرات، قد يلزمها 3 أسابيع لكي تختفي تماما.

يمكن أن يصاب بعض المرضى بتضخم في العقد الليمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.

يتم تشخيص جدري القرود من خلال:

  • إرسال عينات من الأنسجة المصابة إلى المختبر لزرعها وتحليلها.
  • إجراء اختبارات دموية لتحري الأجسام المُضادَّة لفيروس جدري القردة.
  • الكشف عن المادة الوراثية للفيروس (DNA) في النسيج المصاب.
  • فحص عينات من النسج المصابة تحت المجهر.

كيف يمكن تجنب الإصابة به؟

لكل من يسافر الى البلدان التي بدأت تظهر فيها هذه العدوى، ينبغي الاهتمام بالنظافة الشخصية عبر غسل اليدين بشكل جيد، وتجنب تناول اللحوم ما لم يتم التأكد من طهيها جيدا، وأهم ما في الأمر تجنب ملامسة أي نوع من الحيوانات الميتة او المريضة. ينبغي كذلك تجنب لمس الأشخاص الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض جدري القرود خصوصاً في أفريقيا أو المملكة المتحدة.

العلاجات واللقاح

في الواقع، لا يتوافر علاج لقتل فيروس جدري القرود. لكن العلاجات المعتمدة تعتمد فقط على تخفيف الأعراض والحفاظ على راحة المريض الى ان يتعافى، ويجب على المصاب الإقامة في وحدة متخصصة في الأمراض المعدية في المستشفى. 

بحسب منظمة الصحة العالمية، فقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الناس بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. 

الفرق بين الجدري وجدري القرود

تنتشر العدوى بالفيروسين المذكورين عن طريق التقارب الجسدي، أي عبر رذاذ متطاير من الجهاز التنفسي، وعبر لمس الجروح والتقرحات الجلدية بشكل مباشر، بالإضافة إلى الأشياء الملوثة بالفيروس حديثاً. لكن الاختلاف الرئيسي بين أعراض الجدري وجدري القردة هو أن جدري القرود يتسبب في تضخم الغدد الليمفاوية بينما لا يحدث ذلك في حالة الإصابة بالجدري. ينتمي الفيروس المسبب لجدري القرود إلى عائلة فيروسات Poxvirus، بينما ينتمي الجدري المائي إلى عائلة فيروسات Varicella Zoster.

أما الطفح الجلدي الذي يشتهر به هذا الفيروس، فهو مختلف؛ فالبقع لا تظهر بشكل منتظم في حالة جدري الماء، وتنتشر على البشرة في أوقات مختلفة. أما بثور جدري القرود فتظهر وتتطور في الوقت نفسه.

تبقى أعراض جدري القرود من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، إلا أن بعض السلالات قد تؤدي إلى أشكال شديدة من المرض. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تراوحت نسبة وفياته أخيراً بين 3 و6 في المئة من الإصابات. أما أعراض جدري الماء فتستمر أسبوعين، وسرعان ما تهدأ في غضون سبعة أيام.

بعد الإصابة بجدري القرود، وفي غضون يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالحمى، يظهر على البشرة عادة طفح جلدي، يبدو في البداية أشبه ببثور جدري الماء. يمر الطفح الجلدي بمراحل مختلفة، إذ يتطور أولاً إلى حبيبات جلدية وفقاعات مملوءة بالسوائل والصديد قبل أن تتشكل على سطحها قشرة وتسقط. وفي حين أن جدري الماء هو مرض شائع وشديد العدوى، يبقى جدري القرود مرضاً نادراً ولا ينتشر بسهولة بين الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى