أمراض وعلاجات

الشرايين التاجية وأمراضها… إحذروا الأسباب وعوامل الخطر

الشرايين التاجية وأمراضهاإحذروا الأسباب وعوامل الخطر

تعتبر أمراض الشرايين التاجية من أكثر أمراض القلب الوعائية انتشاراً، والتي غالباً ما تتطور ببطء على مدى سنوات من دون ملاحظة الأعراض الى ان يصبح التضيق كبيراً؛ ضغوطات الحياة اليومية تعتبر من أسباب أمراض الشرايين التاجية، وعدم تدارك الحالة مبكراً يزيد من تضيق الشرايين بشكل شبه كامل ما يؤدي الى ذبحة صدرية يكون فيها القلب غير قادر على الحصول على الدم الكافي.

الشرايين التاجية مسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأوكسجين إلى القلب من أجل تغذيته، وتصاب بالمرض عندما تتلف أو تتضيّق بسبب ترسبات الكوليسترول وتراكمها على الجدران الداخلية لها، فيقل تدفق الدم إلى القلب؛ ومع انخفاض معدل تدفق الدم، قد يؤدي ذلك الى الإصابة بذبحة صدرية وضيق التنفس، ويمكن أن يؤدي الانسداد الكامل لتلك الشرايين إلى الإصابة بالنوبة القلبية.

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر التعرض لأمراض الشرايين التاجية، منها ما يمكن السيطرة عليه والتحكم به ومنها ما لا يمكن السيطرة عليه. لكن يبقى الكشف المبكر والسيطرة على ما يمكن التحكم به هو السبيل نحو الوقاية واستقرار الحالة.

عوامل لا يمكن التحكم بها:

  • تزداد فرصة الإصابة كلما تقدم الإنسان بالعمر.
  • العامل الوراثي من أبرز العوامل التي لا يمكن التحكم بها والتي تزيد من خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب.
  • على صعيد الجنس، فإن النساء والرجال يتساوون من حيث خطر الإصابة على عكس الإعتقاد الذي كان سائداً أن النساء لا يعانين من امراض القلب؛ المرأة بعد انقطاع سن الطمث تصبح عرضة لخطر الإصابة تماماً كما الرجل.

عوامل يمكن التحكم بها:

  • السمنة والوزن الزائد. 
  • التدخين بمختلف أنواعه يُضاعف من خطر الإصابة بداء الشريان التاجي، كما تبيَّن أنَّ التدخين السلبي يزيد من المخاطر أيضًا.
  • التعرض للضغوطات والأزمات النفسية.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة وعدم السيطرة عليها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول.
  • الخمول وعدم القيام بأي نشاط بدني لاسيما إذا ما ترافق ذلك مع زيادة في الوزن ووجود مرض مزمن غير مسيطر عليه.

عندما تجتمع عوامل خطر عدة معًا، تزداد احتمالية التعرض للإصابة بمرض الشريان التاجي. فعلى سبيل المثال، وجود مجموعة من الأمراض تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم وزيادة دهون الجسم حول الخصر وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية كلها عوامل تزيد من خطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي.

مضاعفات

ينتج عن مرض الشريان التاجي مضاعفات عدة قد تكون خطيرة ما لم يتم التدخل المبكر للكشف عنها واتباع سبل الوقاية. من أبرز المضاعفات:

  • الذبحة الصدرية: مع حدوث تضيق في الشرايين التاجية، لا يحصل القلب على حاجته من الدم فيسبب ذلك ألمًا في الصدر وهو من عوارض الذبحة الصدرية، أو ضيقًا في النفَس.
  • النوبة القلبية تحدث عند تكسُّر لويحات الكوليسترول وتسببها في تكوُّن جلطة دموية. وقد تسبب الجلطة توقف تدفق الدم. وقد يتسبب نقص الدم في تضرر عضلة القلب. 
  • فشل القلب يحدث عندما لا يضخ القلب
  • الدم بالشكل الكافي، فقد يتسبب ضيق شرايين القلب أو ارتفاع ضغط الدم ببطء في جعل القلب ضعيفًا أو متصلبًا، ومن ثَم يصعب ضخ الدم. 
  • عدم انتظام ضربات القلب لأن عدم وصول كمية كافية من الدم إلى القلب يمكن أن يؤدي إلى تغيير في إشارات القلب الطبيعية، ما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.

أهم سبل التشخيص

من أهم الفحوصات التي تساعد على تشخيص مرض الشريان التاجي قسطرة القلب التشخيصية وأشعة الإيكو وفحوصات الدم، وتتفاوت أهمية الفحوصات تبعاً لتقييم الطبيب لكل حالة.

القسطرة القلبية لتشخيص مرض الشريان التاجي

هي عبارة عن أنبوب يدخله الطبيب عبر أحد الأوعية الدموية من الجسم (عادةً من الفخذ) حتى يصل إلى شرايين القلب، ويكون المريض تحت تأثير المهدئات، وتحقن الصبغة التي تسمح للقسطرة بتمييز الشريان المسدود؛ يمكن أن يلجأ الأطباء لقسطرة القلب كذلك في العلاج، إذ تستعمل في توسيع الشرايين التاجية، وأيضاً لعلاج أمراض صمامات القلب وغيرها.

تخطيط كهربية القلب

اختبار سريع وغير مؤلم لقياس النشاط الكهربائي للقلب. وقد يبيِّن أيضًا مدى سرعة نبض القلب أو بطئه. ويمكن أن يبحث الطبيب عن أنماط الإشارات لتحديد ما إذا كنت تواجه نوبة قلبية أم لا.

مخطط صدى القلب

يمكن لمخطط صدى القلب أن يظهر كيفية انتقال الدم عبر القلب وصماماته، حيث يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية لتكوين صور للقلب أثناء نبضه. 

اختبار الجهد

المشي على جهاز كهربائي أو ركوب دراجة ثابتة أثناء تخطيط كهربية القلب لمعرفة حالة القلب أثناء الإجهاد. 

التصوير المقطعي المحوسب للقلب

يظهر ترسبات الكالسيوم والانسدادات في شرايين القلب. وقد تسبب ترسبات الكالسيوم تضيُّق الشرايين.

تصوير الأوعية التاجية

 يعتبر هذا الإجراء التشخيصي الوحيد الذي يسمح للطبيب بالتحقق الدقيق عن حالة الشرايين التاجية والكشف عن أي تضيق يمكن أن يضر تدفق الدم الى عضلة القلب ويُحدث نقص في التروية مسبباً آلام في الصدر أو احتشاء عضلة القلب. تصوير الأوعية التاجية يجب إجراؤه عند طلب طبيب القلب، بناء على الفحوص التشخيصية والأعراض فيقرر الطبيب ما إذا كان هناك أي مؤشر يستدعي لإجراء تصوير الأوعية التاجية.

رسم القلب

يعمل القلب تحت تأثير نظام كهربائي محدد، وهذا النظام هو المسؤول عن انتظام ضربات القلب، يقيس اختبار رسم القلب مدى انتظام نبض القلب، ويعطل الاختبار وصفاً دقيقاً لنظم القلب بما يسمح للطبيب بمعرفة الكثير من المعلومات عن المرض وسبب المشكلة الصحية وغيرها. هناك نوعان من رسم القلب رسم القلب العادي ورسم القلب الدوائي، ولكل منهما ما يميزه عن الآخر. 

أشعة الإيكو (الموجات الصوتية على القلب)

استعمال أشعة الإيكو له أهمية كبيرة في تشخيص الكثير من أمراض القلب ومن أكثر وسائل تشخيص مرض الشريان التاجي أهمية، وذلك لأنه يقيم مدى انتظام تدفق الدم إلى أجزاء القلب، وأي الأجزاء منها لا تنقبض بصورة طبيعية.

الوقاية والعلاج

الوقاية من أمراض الشرايين التاجية هي نصف العلاج وربما أكثر بحيث تكفل للمريض عدم حصول انتكاسات مع مرور الوقت، ومن جانب آخر في حال اتباع عناصر الوقاية قد لا تحدث الإصابة بهذه المشكلة الصحية. 

كما أن نمط الحياة الصحي يساعد في الحفاظ على قوة الشرايين وخُلُوِّها من اللويحات. من الخطوات الواجب اتباعها لحماية القلب والوقاية من الأمراض:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول وداء السكري.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • اتباع نظام غذائي قليل الملح وقليل الدهون، وغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
  • الحد من التوتر والسيطرة عليه قدر الإمكان.

أما العلاج الدوائي فيختلف باختلاف الشريان المتصلب، وأهم الأدوية التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض مثل مضادات تجمع الصفائح، أو بعض الأدوية التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من ميوعة الدم، أو تقلل من مستوى الدهون والكولسترول في الجسم، وفي حال عدم نجاح هذه العلاجات يلجأ الطبيب إلى الجراحة لفتح الشرايين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى