أمراض وعلاجات

ألزهايمر… البداية والتطوّر

ألزهايمرالبداية والتطوّر

نصائح للرعاية المنزلية طويلة الأمد

يندرج مرض ألزهايمر ضمن أسباب الخرف الأكثر انتشاراً فيدمر القدرة على التفكير وتتدهور الذاكرة شيئاً فشيئاً؛ ارتبط هذا المرض بالتقدم في السن والوصول الى مرحلة الشيخوخة لكن الإصابة به في هذه المرحلة العمرية ليس نتيجة حتمية.  ورغم عدم فهم أسباب المرض بشكل واضح، إلا أن العلم آخذ بالتطور على هذا الصعيد حيث ان العلماء تمكنوا من التوصل الى فهم أعمق لآليات المرض البيولوجية الكامنة وراء الإصابة به ما يعزّز الجهود لتطوير علاجات في المستقبل.

بداية المرض تكون بطيئة ويشمل أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والذاكرة واللغة.

النسيان وفقدان الذاكرة سمة المرض البارزة، لكن المشكلة تكمن في صعوبة ملاحظة بداية ألزهايمر لأن النسيان يمكن ان يكون خفياً في البداية ولكنه يزداد سوءاً الى ان تبدأ تأثيراته على الحياة اليومية بشكل غير مألوف مثل نسيان الأماكن المألوفة او أداء المهام الروتينية اليومية او التعرف على الأشخاص وتسمية الأشياء. مع مرور الوقت يحتاج المريض الى المساعدة في ارتداء الملابس وتناول الطعام والعناية الشخصية، فيحتاج المريض الى رعاية كاملة خلال المراحل المتقدمة من المرض.

أمّا آلية حدوث المرض، فإن التغيرات في الدماغ تبدأ قبل عقد أو أكثر من بدء ظهور الأعراض على المصاب. يبدأ تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمىبيتا أميلويدوألياف مكونة منبروتين تاوفي الدماغ؛ مع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية، تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ. مع مرور الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل، وفي النهاية تموت الخلايا، مع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.

رعاية مريض ألزهايمر

جلّ ما يحتاج إليه مريض ألزهايمر هو التقرب منه ورعايته وعدم التذمر وهو ما تركّز عليه حملات التوعية التي تسعى الى تثقيف المجتمع حول المرض وكيفية تقديم الدعم والمساندة لهذه الفئة من أجل تحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم عبر تأمين العلاج والأجهزة المساندة وتقديم الدعم والمشورة لعائلات المصابين ومن يقوم برعايتهم، مع التأكيد على أهمية دعم المجتمع لهم خاصة في ظل ازدياد عدد المصابين بهذا المرض. ينبغي على جميع أفراد الأسرة معرفة بعض المعلومات الأساسية عن المرض وتطوره وكيفية رعاية المريض في المنزل للحفاظ على حياته من التعرض لأي مكروه ولتجنب تدهور حالته الصحية.

إليكم بعض النصائح والإرشادات لكل من يعيش مع مريض ألزهايمر:

  • الشخص الذي يهتم بالمريض بشكل مباشر ويومي عليه أن يحصل على وقت للراحة لأنه لن يستطيع القيام بالمهام الموكلة إليه بمفرده، ولا يستطيع رعاية المريض بصورة متواصلة. الراحة مفيدة له بين المهام اليومية لكي يعود الى نشاطه. 
  • وضع جدول يومي وروتين للمهام اليومية للإستحمام والأدوية والطعام والمواعيد الطبية؛ ينبغي تطبيق هذا الروتين في فترة الهدوء التي يمر بها المريض خلال اليوم.
  • على من يعتني بمريض ألزهايمر ان يعي أنّ الأمور والمهام الروتينية سوف تأخذ وقتاً أطول مما كانت عليه في السابق.
  • تعليم المريض المشاركة بالأعمال قدر الإمكان مثل ارتداء الملابس او ترتيب الفراش. 
  • عند سؤال المصاب عن أمر ما ينبغي ان يكون محددا لان الخيارات المتعددة تربكه، فمثلا هل تفضل القهوة أو الشاي.
  • تجنب القيلولة أو النوم خلال ساعات النهار لأن ذلك يحد من قدرة المريض على النوم ليلاً وهو أمر مربك للغاية.   
  • عند تناول الطعام او التحدث مع المصاب، ينبغي التقليل من العوامل المحيطة التي تشتت انتباهه كمشاهدة التلفزيون او الحديث على الهاتف، وذلك لتسهيل تركيز المريض.
  • ينبغي توفير البيئة الآمنة لتجنب الإصابات وتعزيز السلامة العامة للمريض في المنزل؛ يجب إزالة الأسلاك والسجاد او أي فوضى، بالإضافة الى تركيب قضبان عالية على الشرفات وقضبان في الحمام تساعده على الوقوف والجلوس، كما يجب إقفال الخزانات التي تحتوي على مواد التنظيف السامة والأدوات الخطرة. 

الخرف أو ألزهايمر

قد يكون الفرق غير واضحاً للتفريق ما بين الخَرَف وألزهايمر، لكن المتخصصين في هذا المجال يميّزون بين الحالتين. الخَرَف هو مصطلح عام لمجموعة من الاضطرابات تشمل تراجع اثنتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة. ألزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، كما أنه مرض محدد، أما الخرَف فليس كذلك. فهناك أنواع أخرى من الخرف غير ألزهايمر، مثل الخرف الوعائي والخرف المختلط والخرف الجبهي الصدغي والخرف الناتج عن كلٍّ من الشلل الرعاش ومرض هنتنغتون.التشخيص الدقيق للحالة يتم عن طريق أخصائي الأعصاب على دراية باضطرابات الذاكرة التنكسية العصبية، على أن تشمل إجراءات التشخيص أخذ التاريخ الكامل للمريض واختبارات الدم وتصوير الدماغ والاختبار العصبي النفسي، وما إلى ذلك للمساعدة في استبعاد الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تؤدي للمعاناة من أعراض مشابهة إلى حد ما.

أعراض مرض ألزهايمر

  • النسيان هو السمة البارزة للمرض مثل نسيان الأماكن والأسماء والمواعيد، كما يصعب التعرف على الأماكن المحيطة والمألوفة.
  • تكرار الجمل والأسئلة من دون أن يعرف المصاب أنه كرّر هذا السؤال من قبل.
  • مشاكل في التفكير، مثل عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية ومتابعتها.
  • صعوبة في القيام بأمور مألوفة مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
  • صعوبة في اختيار الكلمات للنطق والكتابة.
  • الإكتئاب وتقلبات في المزاج.
  • تغيرات في نمط النوم.

كيف تكون بداية المرض؟

تكون بداية المرض بتغيرات في قدرات الشخص وسلوكه، يعتقد أن ذلك يحدث معه بسبب ضغوطات الحياة اليومية أو يعتبرها أمورا طبيعية تحدث مع التقدم في السن فلا يلحظ هو أو من يحيط به أن تلك هي علامات المرحلة الأولى من مرض الزهايمر. 

في المرحلة الأولى من مرض الزهايمر، ينسى المريض المحادثات الأخيرة أو الأحداث ويعيد الكلام نفسه من دون أن يدرك ذلك؛ كما يكون فهمه للأفكار الجديدة بطيئا ومع الوقت يصبح عاجزا عن ترتيب الأفكار ما يجعله يفقد الرغبة في تجربة أي شيء جديد أو التكيف معه. يصبح المريض في هذه المرحلة قلقا وعصبيا لعدم قدرته على القيام بمهامه اليومية؛ وهنا يأتي دور العائلة في تقديم الدعم النفسي له وحثه على تجربة الامور بنفسه وتشجعيه على ذلك وعدم لومه في حال أخطأ لكي يشعر بقيمة نفسه.

مرحلة متقدمة

في هذه المرحلة، تبدو التغيرات أكثر وضوحا؛ المريض بحاجة أكبر للدعم والمساعدة في حياته اليومية حتى في أصغر التفاصيل.

 ينسى الاسماء والاماكن وتتدهور الذاكرة قصيرة المدى وقد يفشل في التعرف على الأشخاص أو قد يخلط بينهم. ينزعج بشكل سريع ويغضب لشعوره بالإحباط فيفقد الثقة بنفسه. يعاني المريض كذلك من عدم القدرة على التعرف على المكان المتواجد فيه، فيجد نفسه فجأة في مكان يجهله ولا يعرف كيف يعود الى منزله، كما يختلط عليه الأمر في الوقت والاستيقاظ في الليل بسبب خلط الليل والنهار. كما يواجه صعوبات في تصور الأشياء ويعاني من الهلوسة في بعض الحالات؛ أحيانا، يعرض حياته وحياة من حوله الى الخطر بسبب عدم إقفال الغاز مثلا.

مرحلة متأخرة

فقدان الذاكرة يصبح واضحا تماما ولا يمكن للمريض أن يعتمد على نفسه بل يحتاج الى الدعم والمساندة من قبل الآخرين لعجزه عن القيام بشيء. المريض في هذه الحالة لا يتعرف على الأشياء أو البيئة المحيطة أو حتى على أقرب المقربين إليه، إلا أنه ربما تكون هناك ومضات فجائية يتعرف فيها على الآخرين. وقد يزداد ضعف الشخص كذلك، وقد يبدأ في جرجرة قدميه أو التخبط في المشي، وفي النهاية يصبح حبيس الفراش أو الكرسي المتحرك.

تشمل الأعراض أيضا صعوبة في الأكل وأحيانا في البلع لاسيما في مراحل المرض الاخيرة، فيفقد الكثير من الوزن، كما يعاني من عدم التحكم بالمثانة، وفقدان الكلام التدريجي او تكرار كلمات قليلة. قد يصبح الشخص متململا، ويبدو أحيانا وكأنه يبحث عن شخص ما أو شيء ما، وقد يصبح متضايقا أو عدوانيا، وخاصة إذا شعر بأنه مهدد بطريقة ما. وقد تحدث موجات من الغضب أثناء الرعاية الشخصية القريبة، خاصة أن الشخص لا يفهم ماذا يحدث، وعلى من يقدمون الرعاية للشخص ألا يأخذوا هذه الأمور على محمل شخصي. مع أن الشخص ربما يبدو أنه لا يفهم من الكلام إلا قليلا ولا يتعرف على من حوله، إلا أنه قد يكون لا يزال يستجيب للحنان والحديث معه بصوت هادئ ومهدئ للأعصاب.

التمارين الرياضية

يجمع الأطباء على ان التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية ويمارسون الرياضة باستمرار هم أقل عرضة لتدهور وظائفهم العقلية ولديهم خطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر. كما أن التمارين المنتظمة تساعد في مكافحة عوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثل الاكتئاب والسمنة.

السمنة

هناك ارتباط وثيق بين السمنة وخطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 أو أكثر معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 31٪.

السكري من النوع الثاني

يضاعف داء السكري من النوع 2 خطر الإصابة بمرض الزهايمر، استنادًا إلى حقيقة أنه في كل من مرض السكري ومرض الزهايمر، يوجد نقص في إشارات الأنسولين الذي يلعب دورًا مهمًا في تكوين لويحات الأميلويد. كما يوجد خصائص جزيئية وخلوية مشتركة بين مرض السكري ومرض الزهايمر. إن ما يحدث في المخ لدى مرضى الزهايمر هو نقص في إشارات الأنسولين في الدماغ ما يؤدي إلى فقدان طاقة خلايا الدماغ، وبالتالي تصبح بدون إشارات كافية من الأنسولين، فلا يتم نقل سكر الدم إلى خلايا الدماغ. العلاج الجذري لمرض ألزهايمر لا يزال غير متوفر، ولكن العلاجات المتاحة اليوم تعمل على الحد من ظهور الأعراض والتحكم بها قدر الإمكان؛ كما ينصح الاطباء باتباع نمط حياة صحي من حيث الغذاء والرياضة والنشاطات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين والقراءة. من هنا، فإن اتباع بعض الخطوات خلال الحياة اليومية قد يكون مفيدا في الحد من الإصابة؛ بحسب بعض الأطباء يوجد بعض الأسباب او العوامل التي تزيد من خطر الإصابة يمكن التحكم بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى