أمراض وعلاجات

الجراحات الهادفة لخسارة الوزن

الجراحات الهادفة لخسارة الوزن

فوائد وإيجابيات تفوق السلبيات

لم تعد الجراحات الهادفة لخسارة الوزن مسألة جمالية فقط بل هي اليوم الخيار الأمثل لعلاج الحالات الطبية المرتبطة بالسمنة ومضاعفاتها؛ فقد تحوّلت هذه العمليات إلى بروتوكول علاجي ونهج يتبعه الأطباء لتحسين نوعية حياة المرضى الجسدية والنفسية.

عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) مرتفعاً للغاية أي 30 وما فوق، تصبح الجراحة ضرورة حيث أصبحت اليوم وسيلة فعّالة في السيطرة على مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والعديد من الأمراض الأخرى التي تترافق مع السمنة المفرطة. جراحات السمنة هي عبارة عن إجراء التدخل الجراحي بالمعدة أو بواسطة المنظار، بهدف خسارة الوزن؛ إنها أحد الخيارات العلاجية المتاحة أمام الأشخاص الذين يعانون من السمنة، لا سيما السمنة المرضية، وغير قادرين على إنقاص الوزن بالوسائل الأخرى، أو أولئك ممن يعانون من مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويعتمد نجاح هذه العمليات على المدى الطويل على التزام المريض بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية الموصوفة له خلال مرحلة ما بعد الجراحة.      

تحويل مسار المعدة

عندما تفشل كل السبل لإنقاص الوزن، ومع وجود تهديد مباشر للسمنة المفرطة على الصحة مثل وجود أمراض أخرى او خطر الإصابة بها، يلجأ الأطباء إلى عملية تحويل مسار المعدة أو جراحة المجازة المَعِدية وتتم تحت تأثير التخدير العام. المرضى المرشّحون لهذه العملية هم كل شخص لديه مؤشر كتلة الجسم عنده 40 أو أكثر، أو كان بين 35-39.9 ويعاني مشكلات صحية خطرة بالوزن الزائد. تتضمن هذه العملية خطوتين، الأولى تهدف إلى تصغير حجم المعدة حيث يستخدم الجراح دبابيس لتقسيم المعدة إلى جزء علوي صغير (يُسمى الجيب)، وهو المكان الذي سيصل إليه الطعام، ويكون هذا الجزء بحجم حبة الجوز ويستوعب كمية من الطعام تصل إلى 28 جرامًا، وجزء سفلي أكبر، ونتيجة لتقسيم المعدة سيشعر المريض بعد الإجراء بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، ما يساعد على فقدان الوزن. الخطوة الثانية يقوم خلالها الجراح بتوصيل جزء صغير من الأمعاء الدقيقة بفتحة صغيرة في الجيب الذي صنعه في الخطوة الأولى، لينتقل الطعام من الجيب الصغير عبر الفتحة الجديدة إلى الأمعاء الدقيقة (أي أن الطعام سيتجاوز جزء كبير من المعدة والأمعاء) نتيجة لذلك سوف يمتص الجسم سعرات حرارية أقل.

يمكن إجراء عملية تحويل المسار عبر الجراحة المفتوحة حيث يقوم الجراح بعمل قطع جراحي كبير لفتح البطن ليعمل على المعدة والأمعاء الدقيقة، أو بواسطة المنظار وهي أقل توغلاً حيث يستخدم الطبيب كاميرا صغيرة تسمح له برؤية ما بداخل البطن، ويقوم بعمل 4 إلى 6 شقوق صغيرة في البطن، ويُدخل من خلالها الأدوات اللازمة لإجراء الجراحة. بعد العملية على المريض تناول السوائل وتجنب الأطعمة الصلبة حتى تتعافى المعدة والأمعاء، بعد ذلك سيضع نظامًا غذائيًا يتضمن الإنتقال من السوائل ببطء إلى الأطعمة المهروسة، ثم الّلينة وحتى الأطعمة الصلبة. على المريض كذلك التقيد ببعض التعليمات حول نوعية الطعام والكمية المسموح بها، كما ينبغي تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة مع الحديد والكالسيوم وفيتامين ب 12 لتعويض نقص الفيتامينات الناتج عن عدم امتصاص جزء كبير من الطعام بعد العملية.

تكميم المعدة

تشمل جراحة تكميم المعدة إزالة جزء كبير منها يصل إلى نحو 80% لتغيير حجمها الأساسي، فيصبح شكل المعدة كالكمّ وستكون سعتها حوالى 50 إلى 100 مل من السوائل فقط. بعد العملية، تقل كمية الطعام التي يتناولها المريض بشكل كبير ويشعر بالشبع بسرعة أكبر. لكن هذه العملية ليست مناسبة للجميع، فالطبيب هو من يقرر ذلك وفقاً لبعض المعايير حيث يجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) 40 وما فوق، أو وجود بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل ضغط الدمّ، أو السكّري، أو مرض الكبد الدهني أو انقطاع النفس أثناء النوم.

تُجرَى عمليّة تكميم المعدة بالمنظار عبر إجراء عدّة شقوق صغيرة في الجلد حول المعدة من البطن، فيقتطع الجرّاح جزء كبير من المعدة بعد إدخال الأدوات الجراحيّة اللازمة من خلال تلك الشقوق ما من شأنه أن يساعد في تقليل كميّة الطعام التي تستطيع المعدة استيعابها. تعتمد خسارة الوزن في هذا النوع من العمليات على مجموعة من العناصر وعوامل هرمونية، وعادات أكل مختلفة وتغييرات في طريقة إفراغ المعدة. ولكن يُعتبر تقييد المعدة من أبرز العناصر في هذه الجراحة. وعلى الرغم من استحالة عكس هذه الجراحة، قد تتوسّع المعدة من جديد إذا لم يتبع المريض إرشادات أخصّائي التغذية.

هناك مجموعة من الإيجابيّات التي تمنحها الأفضلية على كثيرٍ من الإجراءات الأُخرى لتخفيف الوزن، منها: 

من إيجابيات هذه العملية مساعدة المريض في خسارة 40% إلى 70% من وزنه خلال سنة، وانخفاض معدل الإصابة بسوء التغذية الناجم عن عدم امتصاص المواد الغذائيّة الضروريّة للجسم. 

كما تسهم هذه العملية في انخفاض خطر الإصابة ببعض المضاعفات مثل انسداد الأمعاء أو الفتق الداخلي وغيرها من المشاكل الأُخرى. ولا يتطلّب إجراء عملية تكميم المعدة وقتًا طويلًا كما باقي الإجراءات الجراحيّة الأُخرى، فوقت العمليّة قصير وكذلك فترة التعافي.

ربط المعدة

ربط المعدة بالمنظار من التقنيات الجراحية الحديثة التي تتم من خلال وضع حلقة صغيرة من السيليكون حول القسم العلوي من المعدة، حيث تتكوّن جيبة معدية صغيرة أعلى الحلقة ويتبقّى الجزء الأكبر من المعدة أسفلها. يؤدي ذلك إلى تقليل كميّة الطعام الذي تستطيع المعدة استيعابه ما يرفع معدل الشعور بالشَبَع بعد فترة قصيرة، بالتالي تعزيز خسارة الوزن لاحقًا. تتميّز عملية ربط المعدة بإمكانيّة التخلُّص من الحلقة وعودتها لحجمها السابق، إضافة إلى أنّ الحلقة حول المعدة تتصّل مع أنبوب بلاستيكي يمتدّ ليكون مَنفذه تحت الجلد، فيتمكّن بذلك جرّاح السمنة من تخفيف الوزن لاحقًا وشدّ الحلقة أو إرخائها بحقنها بمحلول ملحي.

على المريض الإلتزام بحمية غذائيّة صحيّة بعد إجراء ربط المعدة لمساعدته بخسارة الوزن الزائد خلال فترة أقصر وبطريقة صحيحة، وعادةً ما تبلغ نسبة خسارة الوزن الزائد بعد ربط المعدة ما يقارب 35% إلى 45%. يوصى بإجراء ربط المعدة بالمنظار للمرضى الذين يعانون من السمنة المَرَضية، فهي لا تتطلب أي قطع في الأمعاء أو تغيير موضعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى