قطر تنظم اجتماعا وزاريا لمجموعة أصدقاء التضامن من أجل الأمن الصحي العالمي
قطر تنظم اجتماعا وزاريا لمجموعة أصدقاء التضامن من أجل الأمن الصحي العالمي
وزير الصحة العامة: في ظل القيادة الحكيمة لسمو الامير شهد قطاع الرعاية الصحية في دولة قطر نمواً ملحوظاً وحداثةً غير مسبوقة على مدار العقد الماضي ويمتد هذا التغيير إلى الخدمات الطبية الطارئة.
نظّمت دولة قطر اجتماعا وزاريا لمجموعة اصدقاء التضامن من أجل الأمن الصحي العالمي، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي.
شارك في الاجتماع سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة والوفد الدائم لدولة قطر لدى الامم المتحدة وعدد من اصحاب السعادة الوزراء المعنيين.
عقد الاجتماع الوزاري تحت عنوان ”النهوض بالهدف الـثالث من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاهية في جدول أعمال الصحة العالمية وتحديد مكانة أفضل للأمن الصحي لقمة المستقبل والاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2024“.
قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة في كلمتها خلال الاجتماع الوزاري: “إن هذا التجمع يمثّل بالنسبة لنا لحظة محورية للتعمق في الاستراتيجيات الرامية إلى زيادة رفع مستوى الأمن الصحي العالمي والرفاه، لا سيما في سياق مؤتمر القمة المعني بالمستقبل، واجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب المبادرات الأخرى الهامة رفيعة المستوى، مؤكدة أن هذا التوقيت هو المناسب لاستعراض نتائج الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها وحشد الزخم السياسي الناتج عنه”.
وأضافت سعادتها: “أبرزت التجربة الجماعية لجائحة كوفيد– 19 الحقيقة القاتمة المتمثلة في أن الأوبئة تشكل تهديدات وجودية تتطلب استثمارات وموارد كبيرة للوقاية والتأهب، وإن إهمال هذه الحتمية لن يؤدي إلا إلى تفاقم تأثير الأوبئة، وخاصة على أكثر سكان العالم ضعفاً، ما يزيد من حدّة خطر الأمراض المعدية الفتاكة، إضافة إلى تردد صداها عبر القطاعات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مشيرة إلى أن الجائحة أكدت على الأهمية القصوى للوقاية والتأهب والاستجابة. ومما لا يقل وضوحاً أن الصحة لا يمكن أن تكون في عزلة. وبدلا من ذلك، يجب أن نتبنى نهجاً صحياً شاملاً يضم المجتمع بأسره، موضحة أن هذا النهج هو أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى العواقب المتعددة الأوجه للأوبئة التي تمتد عبر مختلف القطاعات”.
وقالت سعادة الدكتورة حنان الكواري: “إن دولة قطر تقف ثابتة في التزامها بالوقاية من الأوبئة والتأهب لها والاستجابة لها، بما يتماشى بشكل وثيق مع ركيزة التنمية البشرية في رؤية قطر الوطنية 2030 حيث تدور رؤيتنا حول رعاية سكان أصحاء، بدنياً ونفسياً، من خلال رؤية متعددة القطاعات”. وأشارت سعادتها إلى أنه في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، شهد قطاع الرعاية الصحية في دولة قطر نمواً ملحوظاً وحداثةً غير مسبوقة على مدار العقد الماضي، ويمتد هذا التغيير إلى الخدمات الطبية الطارئة، كما تمثل في افتتاح أكبر مركز لعلاج الإصابات والطوارئ في المنطقة في عام 2019، كما تم التركيز بشكل كبير على تنمية القوى العاملة ذات المهارات العالية في مجال الرعاية الصحية، وضمان تقديم رعاية عالية الجودة لسكان قطر. فدولة قطر تعتبر رائدة في رؤية “الصحة للجميع”، والتي تؤكد على سهولة الوصول إلى الخدمات الطبية عالية الجودة، إضافة إلى خلق بيئة مواتية للصحة الجيدة، بما في ذلك نهج الاستدامة.
وأضافت سعادتها: “إن دولة قطر تفخر بكونها أول دولة تحصل على اعتراف منظمة الصحة العالمية لجميع بلدياتها بأنها “مدن صحية”. لقد حصلنا على مرتبة عالية في مؤشر التغطية الصحية الشاملة، ما يؤكد التزامنا الثابت بتوفير الوصول إلى الخدمات الصحية الجيدة، وتعزيز رفاه المجتمع، والحماية من أزمات الصحة العامة، كما حظيت إنجازات الرعاية الصحية في قطر بإشادة عالمية في عام 2022، حيث تم إدراج خمسة مستشفيات ضمن أفضل 250 مركزا طبياً أكاديمياً في جميع أنحاء العالم ومستشفيين من بين أفضل 100 مستشفى. بالإضافة إلى ذلك، فإن انتخاب قطر لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية لمدة ثلاث سنوات واستلام جائزة منظمة الصحة العالمية لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في عام 2022 يؤكد من جديد التزامنا بالصحة العالمية”.
وأوضحت سعادتها أن الاستثمارات الكبيرة في الرعاية الصحية والتأهب والنهج العلمي، جنباً إلى جنب مع التدابير الشاملة، قادت دولة قطر إلى الحفاظ على أحد أدنى معدلات الوفيات الناجمة عن كوفيد– 19 في العالم، ومعدلات التطعيم المرتفعة، والمساهمات القيمة في الفهم العالمي لكوفيد– 19، مشيرة إلى أنه وبينما نستعد للأمراض المرتبطة بتغير المناخ، تتخذ دولة قطر خطوات استباقية من خلال القيادة، وخطط التأهب الوطنية، والوصول على نطاق واسع إلى الفحوصات واللقاحات والعلاج. علاوة على ذلك، فإننا نرى أن نهج الصحة الواحدة هو الأمثل لمعالجة المخاطر العالمية للتهديدات الصحية الناشئة بين البشر وكذلك الحيوانات والنظام الإيكولوجي وتأثيرها. وقد نجحنا في تطبيق هذا النهج من خلال ترصد الأمراض الحيوانية المصدر مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وغيرها من التهديدات الصحية.
وقالت سعادة وزير الصحة العامة: “من الضروري أن نكرر التزامنا بالمبادئ الأساسية لتعددية الأطراف وتعزيز التعاون الدولي، لأنها تكمن في صميم التضامن الإنساني العالمي والسعي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وأضافت: لقد كان دعم دولة قطر ثابتاً في التخفيف من تأثير الوباء، لا سيما على المجتمعات المهمشة والمحرومة. ومن خلال صندوق قطر للتنمية، قدمنا المساعدات الإنسانية والموارد إلى بلدان في جميع أنحاء العالم، والتي تجاوزت 140 مليون دولار، كما تفخر دولة قطر بتعاونها الوثيق وشراكتها مع منظمة الصحة العالمية، داعية إلى أن تكون منظمة الصحة العالمية قوية، بما في ذلك زيادة المساهمات المقررة”. وأكّدت أن تعزيز التأهب والتنسيق والقدرة على التدخل السريع والتضامن وحلول التمويل المبتكرة على الصعيد العالمي ليست مجرد أمور مرغوبة، بل هي أيضاً حتميات ملحة للصحة العامة العالمية ولتنفيذ خطة عمل 2030.
تم خلال الاجتماع الوزاري التركيز على آثار جائحة (كوفيد– 19) على مسار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة كما تم استعراض ضعف الأمن الصحي العالمي وأهمية النظم الصحية المرنة والتغطية الصحية الشاملة، والحاجة الملحة إلى آليات عالمية فعالة للتأهب والوقاية. ومثل هذا الحدث الوزاري إسهاما لقمة الأمم المتحدة للمستقبل التي ستعقد في شهر سبتمبر عام 2024 من خلال الحوار والتعاون وتبادل المعرفة. يذكر أن دولة قطر عضو مؤسّس للمجموعة بجانب جمهورية كوريا الجنوبية وكندا والدنمارك وسيراليون، وتأسست المجموعة في عام 2020.