نظام صحي خلال مرحلة الصيام
نظام صحي خلال مرحلة الصيام
التعامل مع داء السكري خلال شهر رمضان المبارك
يُعد داء السكري من الأمراض الخطيرة خاصة إذا ما ترك بدون علاج ومتابعة، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الوفاة. ومن حسن الحظ أنه أصبح بالإمكان التحكّم بداء السكري والتعايش معه، إلا أن معظم الذين يعانون منه لا يدركون أنهم مصابون به، وعليه لا يقومون بعلاجه إلا بعد بلوغه مرحلة متقدّمة. لذلك، إذا كنت تشك بإصابتك بداء السكري فمن المهم أن تتصرّف بحذر إلى حين التأكد من ذلك.
وقد وفقنا الله إلى تقديم هذا التقرير وفيه كل ما يجدر معرفته عن هذا المرض المدمر لكثير من الأسر في شتى بقاع الأرض. فهناك أكثر من 100 مليون شخص حول العالم ممن يعانون من داء السكري ولعل تلك النسبة تكون مرتفعة بشكل ملحوظ في عالمنا العربي.
يتأثّر المصابون بداء السكري من النوع الثاني بشكل أكبر من عدم وضوح الرؤية، ومشاكل الكلى وأمراض القلب وتلف الأعصاب، علما أنّ أكثر من 90% من العادات اليومية والتعديل في نظام الحياة مثل خفض الوزن وتقليل الدهون في الطعام وممارسة التمارين الرياضية اليومية يمكنها المساعدة في الحفاظ على المستوى المطلوب من السكر في الدم.
انواع داء السكري:
داء السكري من النوع 1
يتسم داء السكري من النوع 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي الاعتماد على الأنسولين يومياً. ولا يُعرف سبب داء السكري من النوع 1، ولا يمكن الوقاية منه. تشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.
داء السكري من النوع 2
يظهر هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين. وقد تكون أعراضه مماثلة لأعراض النوع 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات. وإذ لم نكن نُصادف هذا النمط من داء السكري إلا بين البالغين حتى وقت قريب، بتنا حالياً نراه بين صفوف الأطفال أيضاً.
داء السكري الحملي
السكر الحملي هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه نسبة الجلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي، من دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، وهو يحدث أثناء الحمل.
أمّا النساء المصابات بالسكر الحملي فهنّ أكثر عرضةً لمضاعفات الحمل والولادة. كما أنهن وأطفالهن أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2 في المستقبل.
ويُشخّص داء السكري الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها.
أهم العلامات والأعراض التي تصيب مريض السكري
تتشابه أعراض داء السكري بنوعيه، إلاّ أن بعضها قد يكون أكثر وضوحاً لدى فئة دون الأخرى.
تتمثل أهم أعراض داء السكري في:
- الجوع الشديد.
- العطش.
- كثرة التبول.
- فقدان الوزن.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب والوهن.
- تأخر التئام الجروح.
أعراض النوع الأول
في ما يلي أشهر أعراض داء السكري من النوع الأول:
- الشعور بالعطش.
- الجوع الشديد.
- التبول المتكرر.
- التبول اللاإرادي عند الاطفال.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب والوهن العام.
- فقدان الوزن.
- تقلّب المزاج.
أعراض النوع الثاني
عادة ما تتطور أعراض داء السكري من النوع الثاني ببطء. وفي بعض الأحيان قد يصعب على مريض السكري معرفة اصابته لسنوات. وأكثر أعراض هذا النوع شيوعاً هي:
الجوع المفرط
اذ لا يتم افراز هرمون الأنسولين بكميات كافية داخل الجسم مما يعني عدم نقل السكر الى خلايا الجسم بصورة سليمة واستغلاله كمصدر للطاقة، وبالتالي الشعور بالجوع الشديد.
التعب والوهن
اذ يتم حرمان الخلايا من الجلوكوز، أي مصدر الطاقة.
العطش الشديد
يؤدي السكر الزائد في مجرى الدم الى اختلال في توازن السوائل على أسطح الخلايا، ما يؤدي إلى سحب السوائل داخل الانسجة، وبالتالي زيادة الشعور بالعطش.
التبول المتكرر
وخاصة ليلاً، نتيجة للشعور بالعطش وتكرار عملية الشرب يزيد وتيرة التبول.
ضبابية الرؤية
تؤدي نسبة السكر المرتفعة في مجرى الدم الى سحب السوائل من عدسة العين مما يؤثر على قوة التركيز والنظر.
بطء التئام التقرحات والجروح.
الالتهابات المتكررة
نتيجة لارتفاع السكر في الدم، ما يجعل البيئة مناسبة للميكروبات.
رائحة النفس الكريهة
نتيجة لإنتاج الاجسام الكيتونية، اذ يعمد الجسم الى حرق الدهون كمصدر بديل للطاقة عند عدم توافرها من الجلوكوز في الخلايا، وكنتيجة جانبية لعملية أيض الدهون ينتج أجسام كيتونية تتسبب برائحة الفم الكريهة.
فقدان الوزن
إذ على الرغم من الاستهلاك المرتفع للسعرات الحرارية، لا يستطيع الجسم الحصول على الطاقة بمقدار كاف، وبالتالي يعمل على التحول الى مخازن الجلايكوجين والدهون واستخدامها لإنتاج الطاقة.
وجود أماكن داكنة اللون في أنحاء الجسم
مثل الرقبة أو الابطين، والذي قد يكون دليلاً على مقاومة الانسولين.
كيفية تشخيص داء السكري
يمكن تشخيص السكري في مراحل مبكّرة بواسطة اختبار الدم زهيد التكلفة نسبياً. فعادةً ما يكون ارتفاع مستوى السكر في الدم او في البول وسيلة للكشف عن الاصابة بداء السكري، وعادة ما يتم ذلك بعدد من الفحوصات المخبرية التي يتم اجراؤها من قبل المريض.
فاذا اتضح في النتائج زيادة في مستويات السكر عن المعدل الطبيعي قد يتم تشخيص الاصابة.
وتشمل فحوصات الدم المستخدمة لهذا الغرض ما يلي:
- فحص مستوى السكر في الدم العشوائي (يكون السكر في الدم أكثر من 200 ملغ).
- فحص مستوى السكر في الدم أثناء الصيام (يكون السكر في الدم أكثر من 120 ملغ).
- الفحص التراكمي (يكون المعدل 6.5% أو أكثر).
معالجة داء السكري، وأحدث العلاجات الطبيعية
يتمثل علاج داء السكري في تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني وخفض مستوى الجلوكوز في الدم، وخفض سائر عوامل الخطر المعروفة التي تضر بالأوعية الدموية. كما يُعد الإقلاع عن التدخين مهما أيضا في تجنّب المضاعفات.
تشمل التدخلات:
- ضبط المستوى المعتدل لجلوكوز الدم. ويتطلب ذلك إعطاء الأنسولين للمصابين بداء السكري من النوع 1؛ في حين يمكن علاج المصابين بداء السكري من النوع 2 بالأدوية عن طريق الفم، إلا أنهم قد يحتاجون أيضاً إلى الأنسولين في المستقبل.
- ضبط مستوى ضغط الدم.
- الاعتناء بالقدمين.
وتشمل التدخلات الأخرى، ما يلي:
- تحري اعتلال الشبكية وعلاجه (إذ قد يؤدي السكري إلى فقدان النظر).
- ضبط مستوى الدهون في الدم (لتنظيم مستويات الكولسترول).
- تحري العلامات المبكّرة لأمراض الكلى المتعلقة بداء السكري.
إحتياطات ونصائح لمرضى السكري في شهر رمضان
من الضروري قياس مستوى السكر فى الدم عدة مرات يومياً، خصوصا لدى مرضى السكري الذين يحتاجون للأنسولين. ويوصى بتحليل السكر صباحاً وفي منتصف النهار وعند صلاة العصر وقبل الإفطار وبعد صلاة التراويح وقبل السحور. وإذا كنت تشعر بأعراض انخفاض السكر فى الدم فيجب قياس السكر فوراً.
أمّا بالنسبة للأشحاص الذين يعانون من آلام الوخز المتكرّر للإصبع، أصبح هناك تقنية جديدة متطوّرة لقياس السكر بالدم بدون الحاجة إلى الوخز، مثل جهاز فري ستايل ليبري FreeStyle Libre وهو جهاز سهل الاستخدام صُمّم لمساعدة مرضى السكري في قياس وضبط معدلات السكر.
من المخاطر المحتملة عند الصيام انخفاض السكر فى الدم أو ارتفاعه، أو الجفاف أو تجلط الدم. أمّا مرضى السكري الأكثر عرضة لمخاطر الصيام فهم الذين يصابون بانخفاض حاد فى مستوى السكر، ومرضى النوع الأول، والحوامل، وكبار السن الذين يعانون من أمراض أخرى متزامنة.
ويعلّق الدكتور أحمد أمين، المدير الطبي الإقليمي في وحدة الأغذية في شركة أبوت، قائلاً: “يُعتبر شهر رمضان الكريم مرحلة مهمّة جداً بالنسبة لعدد كبير من الناس في الشرق الأوسط والعالم. ويطرأ خلالها تبدّل كبير في عاداتنا اليومية مثل أوقات تناولنا للطعام وخلودنا للنوم، لذلك، فمن الضروري الاعتناء بصحتنا بشكل جيّد من خلال الحصول على المغذيات المناسبة وتناول كمية كافية من المياه، والحفاظ على اللياقة بما يتناسب مع الحالة الصحية لكل فرد. أمّا العبرة فهي في التوازن والاعتدال.”
يُنصح بالإفطار عند انخفاض مستوى السكر إلى أقل من 70 ملغ/دل، أو ارتفاعه إلى أكثر من 300 ملغ/دل.
وتتنوّع أعراض نوبات انخفاض السكر فى الدم بين الجوع، والرجف، وتصبب العرق، والعصبية، وتسارع النبض، وخفقان القلب. يجب أن تضمّ الوجبات أطعمة صحية تحتوى على الكثير من الألياف “بطيئة الامتصاص”، كي تمد الجسم بالطاقة ببطء. يجب تعجيل الإفطار وتأخير السحور لتجنب حدوث انخفاض السكر أثناء الصيام.
تجدر الإشارة إلى أن هناك مكمّلات غذائية مثل جلوسيرنا اس ار (Glucerna SR) تحتوي على كربوهيدرات بطيئة الهضم، وغنيّة بالألياف الغذائية والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، تساعد في التحكم بالجوع. وفي حين لا تسبّب التمارين الرياضية الخفيفة أي مشكلة، من الأفضل تجنب الرياضات المجهدة خلال ساعات الصيام. فقد يؤدي النشاط البدني إلى خسارة كمية كبيرة من السوائل والجفاف وارتفاع السكر فى الدم. لذلك، يُنصح بممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعتين. يؤدي تناول الكربوهيدرات والأطعمة السكرية إلى ارتفاع السكر فى الدم وإلى زيادة الوزن. لذا، فاحرص على تناول كميات كبيرة من السلطة والخضار كونها صحية ومنخفضة السعرات الحرارية.
ويوصى بتجنب الأغذية التى تحتوي على الكثير من الملح مثل المكسرات المملحة، والأنظمة الغذائية التى تحتوي على نسبة عالية من البروتين.
ويُستحسن الإقلال من المشروبات الغنية بمادة الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
نموذج إفطار صحي
3 ملاعق أرز + شريحة لحم + خضار مسلوق + طبق سلطة خضراء. ويمكن استبدال المشروبات الغازية بطبق أرز أو رغيف خبز.
نموذج وجبة سحور صحية
يجب أن تحتوي الوجبة على الكربوهيدرات المركبة “التي تنتج الطاقة ببطء” مثل الحبوب والقمح والأرز والذرة، والبقوليات مثل الفول والعدس. أحرص على تأخير وجبة السحور لتقليل مخاطر انخفاض السكر في الدم أثناء الصيام.