السياحة العلاجية في الدمام والأحساء… أرقام وعوامل جذب
السياحة العلاجية في الدمام والأحساء… أرقام وعوامل جذب
إستقبلت المملكة العربية السعودية 8 ملايين زيارة سياحية في الربع الأول من العام 2023، أي ضعف التوقعات. وقال الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة “الهيئة السعودية للسياحة” فهد حميد الدين، إن عدد زيارات العمرة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، بلغ 4 ملايين و100 ألف زائر. وأوضح أن “هناك 42 ألف غرفة فندقية تحت الإنشاء حالياً في السعودية، مع توقعات بـ700 ألف غرفة بنهاية العام 2030”.
سجّلت السياحة السعودية إرتفاعاً بعدد الزيارات من الخارج بنسبة 20% إلى 25% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنةً بالفترة عينها من العام 2022، بحسب المتحدث الرسمي لهيئة السياحة عبدالله الدخيل الذي توقع أن تشهد السنة الحالية تحطيماً للأرقام القياسية المحققة العام الماضي.
وكشفت بيانات هيئة السياحة السعودية عن أن إجمالي عدد الزيارات في المملكة وصل إلى 62 مليون زيارة في العام 2022، توزَّعت على 29.5 مليون زيارة من الخارج، و32.5 مليون زيارة من الداخل. وتستهدف هيئة السياحة الوصول إلى 55 مليون زيارة خارجية و45 مليون زيارة داخلية بحلول 2030. وبذلك تكون المملكة قد حقّقت قفزة كبيرة في ترتيب الدول الأكثر استقبالًا للسياح الدوليين، لتتقدم 12 مركزًا، وتصل إلى المركز 13 في العام 2022 مقارنة بالمركز 25 في العام 2019.
أسباب الطلب على السياحة العلاجية بالسعودية
بناءً على ما ورد في الموقع الرسمي لوزارة السياحة السعودية، تتلخص أسباب الطلب على السياحة العلاجية، ومقوماتها في السعودية في الآتي:
-
- رغبة المريض في الحصول على العلاج الآمن في أرقى المستشفيات، وأيضاً في المنتجعات والأماكن الطبيعية.
- الرغبة في تجديد النشاط والحيوية.
- توفر عناصر الجذب السياحي في المكان نفسه مثل الفنادق، والمطاعم، وأماكن العلاج التي تتمتّع بأفضل المهارات وأحدث التجهيزات.
- خلق نمط سياحي جديد مناسب لحاجات ورغبات الأفراد والشرائح المستهدفة.
- شمولية الخدمة التي تقدَّم في المنتجعات والمرافق السياحية الاستشفائية.
- إرتفاع معدل الإقامة في الأماكن السياحية إلى 11 ليلة مقارنة بنحو 3 أيام في المستشفيات.
وقد حققت المملكة تقدّمًا في العلاج الطبي بوجود مستشفيات ذات تجهيز تقني عالٍ، ووجود كفاءات طبية محلية وأجنبية على مستوى مهني عالٍ وفي مختلف التخصصات الطبية، وكذلك وجود المستشفيات المتخصصة ذات الشهرة الإقليمية في معالجتها لعدد من الأمراض المزمنة.
لماذا الدمام والأحساء؟
تتميّز جميع مناطق المملكة العربية السعودية بخصائص جاذبة للسياح طلباً للعلاج والإستشفاء. ومنها على سبيل المثال مستشفيات الدمام والأحساء ومنتجعاتهما والتي تتميّز بعلاجها الطبيعي إضافة إلى مواكبتها للتطورات الطبية والتكنولوجية التي يشهدها القطاع الصحي في المملكة. ونظراً للإرتفاع المطّرد لعدد السياح الذين يتوافدون إلى السعودية ونسبة لا بأس بها بقصد العلاج، فإن أعداد السياح العلاجيين هي بارتفاع دائم.
تُقسّم هيئة السياحة السعودية السياح الوافدين إلى المملكة إلى ثلاث فئات:
-
- السياحة الدينية وتشمل الوافدين إلى الحج والعمرة وزيارة الأماكن الدينية.
- السياحة الترفيهية للنقاهة والإستجمام والتعرف إلى المواقع الأثرية والسياحية والسفاري في المملكة.
- السياحة العلاجية التي تشهد نموًا ملحوظاً بسبب التحديث والتطويرات التي يشهدها القطاع الصحي والإنفاق العالي عليه. كما تقسم السياح بين داخليين وخارجيين.
وتفيد الإحصائيات المثبتة بأن عدد الوافدين للعلاج في مستشفيات المملكة، ومنها مستشفيات الدمام والأحساء، في تزايد مستمر. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 200 ألف إلى 250 ألف وافد بهدف العلاج قد قصدوا مستشفيات هاتين المنطقتين في العام 2022، وأن العدد شهد إرتفاعاً بنسبة 12% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي. ويشير خبراء في السياحة العلاجية إلى أن موقع الدمام والأحساء القريبتين من البحرين، وتمتعهما بموارد طبيعية مساعدة ومقومات مناخية وعلاجية طبيعية (مثلا الينابيع الساخنة الطبيعية المعروفة بخصائصها العلاجية في مناطق مثل الأحساء)، يساهم في تعزيز السياحة العلاجية ويعد بمواصلة إرتفاعها على مدى السنوات المقبلة ما يرفع المداخيل المحصّلة في هذا القطاع. ويلفتون إلى أن السوق السعودي عموماً سينمو بنسبة 4,6 بالمئة خلال الفترة من 2022 حتى 2028.
مشاريع صحية تلبي احتياجات السياح
بالتوازي، تشهد مختلف المناطق والمحافظات في المملكة العربية السعودية تطورات ملحوظة على مستوى المرافق الصحية المتوفرة فيها، إنْ لجهة إدخال التعديلات والتطويرات في المستشفيات والمراكز الطبية القائمة حالياً أو لجهة افتتاح مشاريع وأقسام جديدة وحديثة لخدمة أكبر قدر ممكن من المواطنين والوافدين على أرض المملكة وفق أرقى المستويات. وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الإستفادة المثلى من المستشفيات والمراكز الطبية من خلال سعيها المستمر الى تحسين جودة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية على حد سواء، إضافة إلى تركيز القطاع العام على توفير الطب الوقائي للمواطنين، وتشجيعهم على الإستفادة من الرعاية الصحية الأولية كخطوة أولى في خطتهم العلاجية.
من جهته، أوضح عضو الجمعية السعودية للإقتصاد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث، نقلا عن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن القطاع الصحي في المملكة يُعتبر الأكبر حجماً بين جميع دول الشرق الأوسط بإنفاق يتجاوز الـ150 مليار ريال أي ما يقارب 40 مليار دولار. وكان الوزير الربيعة تحدث في وقت سابق عن جاهزية 19 مشروعاً صحياً، تضم مستشفيات وأبراجاً طبية تم تدشين البعض منها خلال العام الماضي، والبعض الآخر في العام الحالي، وذلك في عدد من مناطق ومحافظات المملكة. ويشير مختصون إلى أن المملكة تتجه لتكون وجهة سياحة صحيّة راقية ورائدة في المنطقة، وذلك في وقت قياسي لم يكن يتوقعه حتى الخبراء في هذا المجال.