أمراض وعلاجات

سرطان المعدة… عيون المريض دليل الطبيب

سرطان المعدة… عيون المريض دليل الطبيب

ينشأ سرطان المعدة في خلاياها وينتشر إلى الأنسجة المحيطة وقد ينمو عبر جدارها ليصل إلى المريء والأمعاء الدقيقة، لكن الكشف المبكر يساعد في نجاح العلاج وإنقاذ المريض؛ ورغم أن سرطان المعدة قد لا يتسبب بأي آلام أو أعراض إلا أن وجود بعض الإشارات قد تكون دلالة على الإصابة فتساعد الطبيب على اكتشاف المرض مثل تغيّر لون العيون وحتى شكلها أحياناً، إضافة إلى تغيّر الوزن والكسل والتعب.

عند الإصابة بسرطان المعدة، يتبدّل لون العيون فتصبح صفراء بشكل مخيف، ويترافق ذلك مع فقدان الوزن؛ وجود هذه الدلالات تدفع الطبيب إلى الشّك فيطلب المزيد من الفحوصات المخبرية والتصوير الشعاعي للتأكد من الإصابة بالمرض وما إذا كان المرض قد انتقل إلى الأعضاء المحيطة أم لا، على أن يتم وضع بروتوكول العلاج المناسب.

المراحل المبكرة للمرض تبدأ بصمت، ومع تطور المرض يمكن أن يعاني المريض من أعراض عدّة تشمل عسر الهضم والألم في الجزء العلوي من البطن. وفي أحيان كثيرة قد لا تحدث الأعراض حتى يتقدم السرطان، وقد تتسبب المراحل المتأخرة من سرطان المعدة في ظهور أعراض مثل الشعور بالتعب الشديد وفقدان الوزن وتقيؤ الدم والبراز الأسود.

عند اكتشاف السرطان مبكراً جداً، وكان انتشاره محدوداً فقط على الغشاء المخاطي السطحي؛ يكفي  استئصاله بالمنظار؛ أما إذا كان قد اخترق بالفعل أنسجة أعمق، فمن الضروري إجراء عمل جراحي أكثر شمولاً، حيث تتم إزالة أجزاء من المعدة أو المعدة بأكملها، وربما أيضا الجزء السفلي من المريء أو الطحال أو جزء من البنكرياس. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي.

الأسباب

أسباب الإصابة بسرطان المعدة بشكل عام تتعلّق بالنظام الغذائي الغني بالمواد المسببة للسرطان، لكن تأثيرها يختلف من شخص لآخر بحسب العوامل المحيطة به أي أن ليس كل من يتناول هذا النوع من الأطعمة سوف يصاب بالسرطان.

من العوامل التي من الممكن أن تعرض أي شخص لخطر أكبر للإصابة بسرطان المعدة:

    • التقدم بالسن حيث أن كبار السن معرضون أكثر لخطر الإصابة بسرطان المعدة.
    • الرجال أكثر عرضة للإصابة، حيث أنه يصيبهم أكثر بمرتين من النساء.
    • العامل الوراثي أي أن الشخص الذي لديه قريب مباشر مصاب بسرطان المعدة يكون معرضاً لخطر متزايد للإصابة بهذا المرض.
    • جرثومة المعدة إذا تُركت من دون علاج تؤدي إلى قرحة في المعدة ومن ثم إلى التهاب؛ في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب يتحول الإلتهاب الى مزمن ويؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة مع مرور الوقت.
    • بعض الإضطرابات الصحية الخلقية مثل بعض أشكال فقر الدم والتهاب المعدة المزمن، يزيدان خطر الإصابة بسرطان المعدة.
    • التعرض للملوثات والمواد الكيميائية والمواد المسببة للسرطان في الهواء لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة خطر التعرض للإصابة بسرطان المعدة. 
    • التدخين بشكل مستمر يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

تكون بداية التشخيص لدى الطبيب المختص بالإستماع الى شكوى المريض والتعرف على تاريخه الطبي وإجراء فحص كامل للجسم، لينتقل بعد ذلك إلى الفحوصات المخبرية مثل تحليل تعداد الدم الكامل أو اختبار الرجفان، بالإضافة إلى تحليل عينات من البراز.

كما يمكن إجراء ابتلاع مادة الباريوم التي تضاعف التباين بحيث تظهر أي عقد أو أجسام غير طبيعية في المعدة على صورة الأشعة السينية. من أهم الإجراءات التشخيصية منظار المعدة الذي يسمح للطبيب رؤية المعدة ومحيطها بشكل واضح، كما يمكنه إزالة أي نسيج مشتبه فيه لتحليله.

التصوير التنظيري بالموجات فوق الصوتية يوفر رؤية واضحة للمعدة ويوفر معلومات عن المرحلة التي وصل إليها المرض بالفعل. ويمكن للتصوير المقطعي المحوسب بعد ذلك أن يعطي الطاقم الطبي صورة ثلاثية الأبعاد في غاية التفصيل للأعضاء الداخلية، مما يساعدهم على تحديد موضع انتشار السرطان واكتشافه. كما أن الفحص بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني هو كذلك من الفحوصات التي توفر رؤية جيدة للمعدة وتعطي تحليلًا حول انتشار السرطان.

يحدد التشخيص الدقيق مرحلة السرطان ومدى تقدمه، حيث تَنقسم مراحل سرطان المعدة إلى:

    1. المرحلة الأولى: يقتصر وجود الورم على الطبقة العلوية من النسيج الداخلي المبطّن للمريء أو المعدة، قد يكون منتشراً في عدد محدود من الغدد الليمفاوية القريبة.
    2. المرحلة الثانية: يكون الورم قد انتشر بشكل أعمق، حيث ينمو داخل طبقة العضلات الأعمق في جدار المعدة أو المريء. يُمكن أيضا انتشار خلايا السرطان في كثير من الغدد الليمفاوية.
    3. المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة، يَنتشر نمو السرطان خلال جميع طبقات المريء أو المعدة وفي الأجزاء المجاورة. أو قد يكون سرطاناً أصغر حجماً انتشر ولكن بشكل أوسع في الغدد الليمفاوية.
    4. المرحلة الرابعة: تُشير هذه المرحلة إلى انتشار السرطان إلى مناطق بعيدة في جسمك.

جرثومة المعدة والسرطان

تعد جرثومة المعدة أو عدوى بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) أحد عوامل الخطر القوية للإصابة بأنواع معينة من سرطان المعدة، حيث أنها يمكن أن تعيش لسنوات في المعدة، لكونها قادرة على التكيّف في البيئة الحمضية من خلال تقليل الحموضة في المعدة للبقاء لأطول مدة ممكنة، فيعجز الجهاز المناعي عن مكافحتها لأنها تخترق بطانة المعدة وتؤدي إلى التهابها فيرتفع خطر الإصابة بالقرحة الهضمية وسرطان المعدة في بعض الحالات.

أعراض وعلامات

هناك بعض الأعراض التي تنذر بوجود سرطان المعدة وينبغي التنبّه لها في وقت مبكر؛ قد تكون مشاكل هضمية طبيعية ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون بداية لسرطان في المعدة وتشخيصها في وقت مبكر ينقذ الحياة. من أبرز الأعراض والعلامات الغثيان والقيء بشكل مستمر، آلام مزمنة في المعدة، فقدان الشهية والشبع بعد تناول كميات قليلة، التقيؤ الدموي، صعوبة في البلع وخسارة الوزن من دون سبب.

تشمل الأعراض المبكرة لسرطان المعدة ما يلي:

آلام مستمرة بالمعدة: ينبغي عدم تجاهل هذا العارض لأن الألم وعدم الشعور بالراحة من الأعراض الشائعة لسرطان المعدة.

إنتفاخ المعدة: خصوصاً بعد كل وجبة وعدم الشعور بالراحة بشكل مستمر دليل على وجود سرطان في المعدة.

الغثيان والقيء: ربما يكون عارضاً طبيعيا بسبب تناول أنواع معينة من الأطعمة أو غيرها من الظروف، لكن استمرار هذه الحالة من دون وجود سبب ينذر بمشكلة أكبر في المعدة أو الجهاز الهضمي.

عسر الهضم أو حرقة الصدر: قد يكون هذا العارض نتيجة الإصابة بعسر الهضم ولكن يمكن له أن يكون مؤشراً على وجود سرطان في المعدة؛ تكرار هذه الحالة تستدعي التشخيص الدقيق من قبل الطبيب المختص لتحديد حجم المشكلة.

فقدان الشهية: عندما يحدث هذا الأمر بشكل مفاجئ ولفترة طويلة، فقد يكون عرض من أعراض سرطان المعدة.

الإسهال أو الإمساك: على الرغم من شيوع مثل هذه الحالات والتي يعتبرها البعض أمراً طبيعياً، لكن ينبغي استشارة الطبيب في حال عدم التخلص من هذه المشكلة لأنها يمكن أن تكون مؤشراً على وجود سرطان في المعدة.

الشعور بالتعب والإرهاق: إستمرار هذا الشعور لوقت طويل من دون سبب واضح خصوصاً إذا ما تزامن مع واحد أو أكثر من الأعراض المذكورة أعلاه يستدعي استشارة الطبيب على الفور.

النزيف: ويكون إما على شكل تقيؤ دموي أو نزيف دموي في البراز وهو من الأعراض الخطيرة وينبغي التوجه فوراً إلى الطبيب المختص.

العلاج

يعتمد نجاح العلاج على المرحلة التي يتم فيها تشخيص السرطان وكما هو الحال مع جميع أنواع السرطانات، فإن التشخيص المبكر مهم جداً أيضا في سرطان المعدة. قد يستخدم الأطباء في علاج سرطان المعدة الجراحة، أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعيَّ. ولكن، معظم المرضى يتلقون أكثر من نوع واحد لأن الدراسات أثبتت نجاح الدمج بين العلاجات في علاج السرطان.

يقتل العلاج الكيميائي الخلايا في جميع أنحاء الجسم، بينما يوقظ العلاج المناعي جهاز المناعة لمحاربة السرطان. بصفة عامة، يعمل العلاج الكيميائي لفترة ثم يتوقف. أما عندما يعمل العلاج المناعي، فإنه عادة ما يستمر لفترة أطول. ويعتمد اختيار النظام على الأهداف المختلفة بالنسبة للخلايا السرطانية.

إن التطورات في الأدوية الموجهة والعلاج المناعي التي تم دمجها مؤخراً مع العلاج الكيميائي بدأت تعطي نتائج جيّدة في ما يتعلق بسرطان المعدة، حيث يعمل العلاج المناعي على تنشيط جهاز المناعة لتعزيز هجومه على الورم بدلا من التأثير المباشر على الخلية السرطانية. وعندما يقترن بالعلاج الكيميائي، فإن العلاج المناعي يحد من تطور المرض ويعزّز فرص البقاء على قيد الحياة من خلال المساهمة في انكماش الورم في مرضى سرطان المعدة.

كما تتوفر خيارات علاجية جديدة لسرطان المعدة، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على الجمع بين العلاج الكيميائي ودواء نيفولوماب، وهو دواء علاجي مناعي، يُستخدم في سرطان المعدة الغُدي النقيلي. لقد أصبح دواء فامتراستوزوماب ديروكستيكاننكسكي، الذي يُعطى في شكل حقن، خيارًا الآن للمرضى المصابين بسرطان المعدة النقيلي إيجابي البروتين HER2.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى