التهاب السحايا عند الأطفال: دليل شامل للأهالي
التهاب السحايا عند الأطفال: دليل شامل للأهالي
البروفيسور أزهر داوود، إستشاري طب أعصاب الأطفال – المستشفى الأهلي/ قطر
التهاب السحايا يُعد من الأمراض الخطيرة عند الأطفال. يشكّل النوع البكتيري نسبة كبيرة من الوفيات الناتجة عن المرض عالميًا، بالإضافة إلى احتمالية ترك مضاعفات دائمة في حال عدم علاجه مبكرًا. لذلك، من المهم للأهالي معرفة كيفية الوقاية، الأعراض، وأهمية العلاج المبكر.
أفضل وسيلة لحماية الطفل هي التأكد من حصوله على جميع التطعيمات الموصي بها، فهي تقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالتهاب السحايا ومضاعفاته.
ما هو التهاب السحايا؟
هو التهاب يصيب الأغشية التي تحيط الدماغ والحبل الشوكي، وينتج غالبًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية تنتقل من أماكن أخرى في الجسم.
الأطفال دون سن الخامسة والرّضع هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا.
أعراض التهاب السحايا عند الأطفال
إذا ظهرت الأعراض التالية على الطفل، يجب التوجه فورًا للحصول على الرعاية الطبية:
1. عند الرضع:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- رفض الرضاعة.
- بكاء شديد أو خمول.
- تقيؤ أو إسهال.
- طفح جلدي.
- تيبّس الرقبة أو انتفاخ اليافوخ (المنطقة الطرية في جمجمة الطفل).
2. عند الأطفال الأكبر سنًا:
- حمى مفاجئة.
- صداع شديد.
- غثيان أو تقيؤ.
- تصلب في الرقبة.
- حساسية من الضوء الساطع.
- نوبات تشنجية.
- طفح جلدي يظهر كبقع حمراء أو بنفسجية.
مع الإشارة هنا إلى أن الأعراض قد تتطور بسرعة خلال ساعات قليلة، ما يتطلب تدخلاً طبيًا طارئًا.
أسباب التهاب السحايا عند الأطفال
يمكن أن ينشأ التهاب السحايا من أنواع عدة من العدوى:
1. التهاب السحايا الفيروسي:
النوع الأقل خطورة؛ عادةً لا يهدد الحياة لكنه يسبب أعراضًا مزعجة تستمر أيامًا أو أسابيع.
2. التهاب السحايا البكتيري:
النوع الأكثر خطورة، يتطلب علاجًا فوريًا في المستشفى؛ يسبب الوفاة لدى 10% من الحالات أو يترك مضاعفات دائمة، مثل الصمم أو نوبات الصرع.
3. التهاب السحايا الفطري:
- نوع نادر لكنه خطير؛ يصيب عادةً الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
- تشخيص التهاب السحايا عند الأطفال
- التشخيص المبكر أساسي لإنقاذ حياة الطفل، ويتم ذلك من خلال فحوصات الدم والبزل القطني (سحب عيّنة من السائل الشوكي) لتحديد النوع المسبب لالتهاب السحايا واختيار العلاج الأنسب.
علاج التهاب السحايا عند الأطفال
1. التهاب السحايا البكتيري
- يتطلب علاجًا طارئًا في المستشفى.
- يُعطى الطفل مضادات حيوية وسوائل عبر الوريد، بالإضافة إلى علاجات أخرى حسب الحالة.
- يستمر العلاج عادةً لمدة 10-14 يومًا، حسب نوع البكتيريا المسببة.
2. التهاب السحايا الفيروسي
يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض.
يتضمن الراحة، شرب السوائل، استخدام مسكّنات الألم وخافضات الحرارة.
تُوقف المضادات الحيوية بمجرد تأكيد التشخيص الفيروسي واستقرار حالة الطفل.
كيفية الحد من انتشار العدوى
إذا أُصيب الطفل بالتهاب السحايا، يجب اتخاذ الاحتياطات التالية:
- استشارة الطبيب بشأن المضادات الحيوية الوقائية لأفراد الأسرة (في حالة التهاب السحايا البكتيري).
- غسل اليدين بانتظام.
- تجنّب مشاركة الأدوات الشخصية مع الطفل المصاب.
التهاب السحايا مرض خطير لكن يمكن الوقاية منه وعلاجه بنجاح عند التشخيص المبكر. لا تتردّدوا باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة. كل دقيقة تفرق في حماية صحة طفلك.
