هلا الدحداح أبو جابر
هلا الدحداح أبو جابر
رئيسة ومؤسّسة “صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين”
“نساعد على تخفيف آلام مرضى السرطان ودعمهم نفسياً”
يعتبر “صندوق دعم مرضى السرطان” الأول من نوعه في لبنان وهو مبادرة خيرية أطلقها المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بهدف مساعدة المرضى البالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان. رئيسة ومؤسّسة “صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين” هلا الدحداح أبو جابر، تحدّثت إلى مجلة “ المستشفى العربي” حول آلية عمل الصندوق ورؤيته، وأكدت أن الهدف هو تخفيف معاناة فئة كبيرة من المرضى للتخفيف من آلامهم والحد من معاناتهم سواء المادية أو المعنوية. وقالت: “إن صندوق دعم مرضى السرطان للبالغين موجّه إلى شريحة كبيرة من المجتمع ترزح تحت وطأة المعاناة، مهمته الأساسية هي تقديم الدعم المادي والمعنوي في وقت لا يوجد جهات داعمة لهم؛ فقد قمنا بإطلاق هذا الصندوق منذ حوالى خمس سنوات، أنا والدكتور علي طاهر مدير معهد نايف باسيل للسرطان والمؤسّس المشارك للصندوق، للإهتمام بشؤونهم في مجالات عدة من حيث توجيههم حول التشخيص والدواء والعلاج وغيرها إلى جانب الوقوف إلى جانبهم معنويا وتقديم الدعم النفسي طوال فترة العلاج”.
أضافت أنه حتى اليوم تم تقديم مساعدات لنحو 3500 مريض وهو عدد ليس بقليل نظراً للكلفة الباهظة لعلاجات السرطان في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان. “فالتحديات كبيرة جداً ولكن تمكّنا من تخطيها بفضل التبرعات السخية التي نتلقاها والتي ساهمت في استمرارنا حتى اليوم، فبتنا قادرين على مساعدة أي مريض يدق بابنا حتى لو كان يتلقى علاجه خارج معهد نايف باسيل للسرطان أي خارج نطاق الجامعة الأميركية في بيروت”.
ماذا عن الرؤية والأهداف التي من أجلها تأسس الصندوق؟
في الواقع، تبيّن لنا أن هذه الفئة من المرضى لا يوجد من يدعمها فقررنا الوقوف إلى جانبهم على مختلف الأصعدة للمساعدة على جعل رعاية مرضى السرطان في متناول العدد الأكبر من المرضى البالغين المصابين بالسرطان، على أن تكون هذه الرعاية متكاملة من حيث توجيه المريض حول كيفية التسجيل على منصة وزارة الصحة وآلية الحصول على التشخيص الصحيح والطبيب المعالج بحسب الإختصاص. كما نرافقه طوال رحلة العلاج بتفاصيلها اليومية لتقديم الدعم النفسي وهو ما يحتاجه معظم المرضى للتخفيف من المخاوف التي تنتابهم بمجرد سماعهم بكلمة سرطان”.
تتمثل إحدى ركائز عملنا الرئيسية في توفير الدعم المالي والنفسي لمرضى السرطان البالغين الذين هم بحاجة. ونقف إلى جانب المرضى ونسعى لتقديم أحدث العلاجات المتاحة، على الرغم من الأوقات الصعبة التي يواجهها لبنان.
هل المساعدات تطال مرضى معهد نايف باسيل للسرطان فقط؟
إن ما أود الإشارة له في هذا المجال هو أنه يتم تشخيص حوالى 12 ألف حالة سرطان جديدة في لبنان سنوياً بحسب السجل الوطني للسرطان؛ 40 بالمئة من هؤلاء المرضى يتلقون علاجهم في معهد نايف باسيل للسرطان ما يعني أننا نغطي تقريباً نصف مرضى السرطان في لبنان؛ جميع هؤلاء المرضى أو غالبيتهم يتلقون الدعم من الصندوق إما مادياً أو نفسياً. لكن، مع مرور الوقت واشتداد الأزمة في لبنان، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الإجتماعية وهو الدور الرائد التي تلعبه الجامعة الأميركية في بيروت منذ تأسيسها حتى اليوم، قرّرنا الوقوف إلى جانب مرضى السرطان من خارج المركز وتقديم المساعدة لكل من يقصدنا في ظل الدعم السخي الذي حصلنا عليه من قِبل الكثير من الخيّرين في الفترة الأخيرة على أن يتم تقييم الحالة من مختلف الجوانب من قبل اللجنة ضمن صندوق الدعم.
ما هي إذن الآلية المتبعة؟
ما إن يزور المريض طبيب الأورام ويتم تشخيص الحالة، يقوم الطبيب بإحالة المريض إلى المساعِدة الإجتماعية في صندوق دعم المرضى التي بدورها تجلس مع المريض وتطلع على حالته العامة بكل تفاصيلها ويتم تحويل التقرير إلى اللجنة التي تقرر حجم المساعدة المالية التي تُمنح له.
على صعيد الدعم المعنوي، فإن كل مريض هو بحاجة لهذا الدعم لأن كلمة “سرطان” تأثيرها مدمر على صحة المريض فيشعر وكأنه في انتظار الموت؛ الدعم النفسي يسهم في مساعدة مريض السرطان في التغلب على مخاوفه. نحن نعمل على مواكبة المريض بمختلف مراحل العلاج لنقدم له العون ونعطيه الأمل، ونؤكد دوماً أن مرض السرطان بغالبية الحالات هو مرض قابل للشفاء.
دور توعوي
تدخل التوعية ضمن إطار عمل “صندوق دعم مرضى السرطان البالغين”، حيث يتم توجيه المرضى نحو القيام بإجراءات الكشف المبكر لما له من دور مهم في نجاح العلاج والشفاء من السرطان.
وفي هذا الإطار، تقول السيدة الدحداح إن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضاً في حالات التشخيص المبكر بسبب تفشي جائحة كورونا وانكفاء الناس عن متابعة حالتهم الصحية وصولاً إلى الأزمة التي نعيشها في لبنان؛ وتابعت : “ نعمل اليوم على إقامة حملات توعية وحث الناس للعودة إلى متابعة الفحوصات السنوية والإجراءات التي تسهم في الكشف المبكر؛ ففي شهر أكتوبر / تشرين الأول قدمنا مساعدات لصورة الماموغرافي وسنستمر هذا العام بمنح المزيد، وفي الفترة المقبلة سنعمل على تقديم فحوصات الـPSA للكشف عن الإصابة بسرطان البروستات بالإضافة إلى منظار القولون للكشف عن سرطان القولون.