مقابلات

فادية سمارة

فادية سمارة، رئيسة جمعية “همتنا”

“نسعى إلى تحسين الظروف الصحية لفئة تستحق الأفضل”

تعمل جمعية “همتنا” على مساهمة في تحسين الخدمات الصحية وضمان جودة الرعاية المقدمة في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تسعى إلى تهيئة المراكز العلاجية طبقاً للمقاييس العالمية من خلال تعزيز مفهوم التعاون بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لدعم القطاع الحكومي. مجلة “المستشفى العربي” التقت رئيسة جمعية “همتنا” فادية سمارة لإلقاء الضوء على أبرز مشاريع الجمعية والقيم التي تبنّتها. وفي ما يلي نص الحوار.

حدّثونا أكثر عن الصرخة التي منها انطلقت قصتكم؟

بدأنا من حيث يعتقد الجميع أنها النهاية. انطلقت “همتنا” من صرخة ألم لمريض سرطان ثلاثيني في غرفة عزل في إحدى المستشفيات الحكومية في العاصمة عمان، طالباً الموت مقهوراً ليس من عبء السرطان وإنما من الحالة المضنية والبيئة المتهالكة التي أجبرته ظروفه أن يتلقى بها العلاج.

 كانت تلك الصرخة هي شعلة الأمل التي أضاءت “ همتنا” بها الدروب لكل مريض سرطان يتلقى العلاج في ذلك المكان، حيث تشكلت “همتنا” استجابة لتلك الصرخة من فريق يؤمن بالهدف الإنساني الأسمى ألا وهو تحسين الظروف الصحية لتلك الفئة التي تستحق العيش الأفضل والرعاية الصحية الفضلى، فأطلقنا مشروع إعادة تأهيل جذري وتحديث لذلك المركز وتم انجاز المشروع بمدة زمنية قياسية وتحويله إلى مركز متطور ومجهز بأحدث الأنظمة والأجهزة وبجمالية تليق بإنسانية كل من يتلقى العلاج به وتسهم في دعم الروح المعنوية وتحسين فرص العلاج.

 لم يكن ذلك ليتحقق من دون مساهمة ودعم أهل الخير من شركات هندسية مشهود لها قدمت المخططات وأشرفت على العمل ومن مؤسسات وأفراد داعمين ومناصرين للمشروع، ليكون مشروعنا الأول وهو مشروع مركز الأورام في مستشفى البشير (مركز سميح دروزة للأورام) خلال تسعة أشهر عام 2019 حيث بلغت مساحة المشروع 1400 متر مربع بسعة 40 سريراً، بتكلفة 1.5 مليون دينار أردني تم جمعها على شكل مساهمات نقدية وعينية من الأفراد والمؤسسات.

رغم نجاح مشروعكم الأول وتحقيق هدفكم، ما هو سر استمراركم؟

إن مشروعنا الأول شكّل حالة نادرة من الشراكة ببن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والقطاع الحكومي؛ وجدنا أنه من الممكن أن يتحول إلى نموذج يتم استدامته من خلال منظمة تسعى إلى تعزيز العدالة والجودة في خدمات الرعاية الصحية وتعزيز حقوق المرضى من خلال إعادة تجهيز مراكز طبية وتطويرها في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة وفق أحدث المعايير العالمية. جاء بعد ذلك  جائحة كوفيد19، وكان لانتشارها العالمي تأثيرًا عميقًا على كل جزء من حياتنا، فقد تمكن الوباء من إحداث الشلل في كل مرافق العيش والأنشطة اليومية وأصبح الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية وتقوية أنظمتها هو المخرج الوحيد لاحتواء الأزمة والحفاظ على الإنسانية من تداعيات الوباء حيث أصبح كل فرد يتأثر بصحة من حوله، وكان لا بد لـ”همتنا” من الإستجابة والإستمرار في إطلاق مشاريعها الداعمة للقطاع الصحي أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبحت الضرورة ملحة لإحداث طفرة في مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين ليتم تمكين قطاع الرعاية الصحية المحلي ولتكون المراكز الصحية والطبية قادرة على الإستجابة لمكافحة الأوبئة الحالية والمستقبلية.

 فأنجزنا مشروع قسم العزل العلاجي المتخصص والعناية الحثيثة في مدينة الحسين الطبية في العام 2020 وأطلقنا مشروعنا الثالث لإعادة تأهيل 25 مركز صحي في مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية.

ما هي أهم القيم التي تبنتها جمعية “همتنا”؟

أولاً: التفاعل الإنساني الإيجابي حيث نسعى إلى خدمة الإنسان أينما كان ونهدف إلى تحسين المخرجات الصحية وتعزيز الإستدامة على المدى الطويل للمستفيدين من مشاريعنا.

ثانياً: الإبتكار فنحن نقدم حلولاً مبتكرة، سواء من خلال نموذجنا الفريد أو التعاون غير المسبوق بين مؤسسات القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والأفراد.

ثالثاً: التعاون إذ أننا نسعى باستمرار إلى بناء شراكات جديدة والتشبيك مع مختلف الجهات لتحقيق المصلحة الفضلى للمرضى الأقل حظاً.

رابعاً: العدالة وذلك من خلال ترسيخ حق جميع المرضى بتلقي العلاج السليم بعدالة في بيئة آمنة وظروف تحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم.

ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه فريق عمل “همتنا”؟

إن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو شح الموارد المالية خاصة أن “همتنا” للآن تعتمد على مصادر تمويل محلية 100 %، حيث أن التمويل الإضافي يمكّننا من تسريع وتيرة أعمالنا وإنجاز عدد أكبر من المراكز الطبية في فترة زمنية أقصر، ما يسرّع إيصال العدالة والرعاية الصحية الأولية المثلى لملايين الأردنيين. أطلقنا مشروعنا الثالث لإعادة تأهيل 25 مركز صحي في مختلف أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية مفتتحين بإعادة تأهيل مركز الأميرة بسمة الصحي الشامل الواقع في منطقة المهاجرين/ رأس العين في عمان وتطويره وتجهيزه.

نعمل حالياً على مشروع إعادة تأهيل وتجهيز مركز صحي غور المزرعة الشامل الذي يقع في واحدة من أقل مناطق الأردن حظاً بالإمكانات، ولدينا 23 مركزاً آخر موزعة في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة تنتظر. الخبرات والإمكانات الفنية لدينا متوفرة بالإضافة إلى الشغف وحب العطاء. ونطمح لتحقيق شراكات عربية وإقليمية لمشاريعنا ليصبح نموذجاً عالمياً بإذن الله.

كيف يمكن التواصل مع فريق “همتنا”؟

يمكنكم الاطلاع على موقعنا الالكتروني  

www.himmetna.org

ورقم هاتف 00962791316666

info@himmetna-jo.com  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى