ليبور فوتروبا
مؤسس شبكة NEO Center للعيادات العلاجية الدولية في براغ، عاصمة جمهورية التشيك
ليبور فوتروبا
”أريد أن أساعد الناس للوقوف على أقدامهم من جديد، ليتمكّنوا من تكريس أنفسهم لعملهم وأطفالهم وعدم تعريض أنفسهم أو من حولهم للخطر. مثلما فعلت أنا“
ليبور فوتروبا هو مؤسس عيادتان سكنيتان وعيادة خارجية واحدة NEO Center، والتي تقدم أيضًا خدمات باللغة الإنجليزية. مرّ ليبور فوتروبا بفترة مضطربة منذ عشر سنوات. يقوم مالك شركة “تايكو” منذ عدة سنوات بتنظيم أسواق عيد الميلاد المشهورة عالميًا في براغ. وبهدف التعويض عن ضغوط العمل وارتفاع الطلب على الأداء، التجأ إلى المتعة قصيرة المدى التي نشأت من استهلاك الكحول وتعاطي المخدرات. وقد بدأت إنجازاته العالية ونمط حياته الصعب في التأثير على حياته وتجسّدت تحت أشكال عدّة من الإدمان. قبل الوصول إلى المرحلة النهائية من الإرهاق العقلي والجسدي، أدرك أنّه لن يستطيع الخروج من هذا المأزق بمفرده. ومع ذلك، لم يتمكّن في ذلك الوقت من العثور على عيادة في جمهورية التشيك تلبي احتياجاته ومتطلّبات العلاج. ولم يجد عملية للتعافي سوى في عيادة في جنوب إفريقيا فقط، قرّر خلالها أنه يريد تقديم أمرًا مشابهًا في وسط أوروبا، في مسقط رأسه براغ.
ما هو الأمر المهم بالنسبة لك عندما أسّست NEO Centrum؟
المكان وجودة المعالجين. تمكنّا من العثور على مبانٍ جميلة وهادئة ذات تاريخ عريق، حيث يجد عملاؤنا الهدوء الكافي والسريّة الكاملة في مجموعة صغيرة من الأشخاص. بدعم من المعالجين لدينا، يمكنهم العمل بشكل كامل على علاجهم في بيئة نظيفة فوق نهر فلتافا. قمنا بإعادة بناء أوّل فيلا تحقيقًا لهذه الأهداف. وفي وقت لاحق، وجدنا فيلا أخرى قريبة من الأولى وتحتوي كلاهما على أحواض سباحة. الهندسة المعمارية المعاكسة هي عيادتنا الخارجية، والتي تقع في بيئة حديثة للغاية بالقرب من وسط المدينة.
لقد ذكرت المعالجين المؤهلين. ما مدى صعوبة العثور على الفريق المثالي؟
ليس من السهل العثور على أفضل المعالجين لتقديم خدمات احترافية. فقد تمكنّا من إنشاء فريق من الأشخاص المتلهّفين للتعلّم والاستمتاع بعملهم. ولهذا السبب يمكننا اليوم أن نوفّر معالجين وعلماء نفس وأطباء نفسيين وعلماء متخصصين في الإدمان رائعين مستعدين لمساعدة الجميع في رحلتهم نحو التعافي. كما أنهم يعملون بشكل رائع كفريق واحد. لذلك، يمكننا تقديم رعاية شاملة، بدءًا من سن مبكرة، وتحديداً من سن 13 عامًا.
لماذا وجدت أنّ العيادات المدفوعة من شركات التأمين الصحي غير مناسبة؟
على الرغم من أنني اعتقدت أنّ لديهم أطباء ومعالجين مؤهلين، إلاّ أنني كنت أبحث عن أمر يتميّز بنسبة أكبر من الخصوصية ويوفّر السريّة الكاملة، الأمر الذي لم يكن ممكنًا. كان هناك العديد من الأشخاص في العيادات، وكانت هناك أنواع مختلفة ومختلطة من السلوك الإدماني، وكنت أحد رجال الأعمال المعروفين في براغ في ذلك الوقت، وبالطبع لم أكن أرغب في نشر المزيد من المعلومات بسبب عائلتي والموظفين لدي. وتلقيت أيضًا تعليقات مماثلة من شخصيات عامة مثل الرياضيين أو الفنانين. لم أجد أي عيادة في وسط أوروبا تفي بهذه المعايير.
تسبّبت جائحة كوفيد- 19 في زيادة الاهتمام بعلماء النفس والمعالجين في جميع أنحاء العالم. كما ازدادت حالات الإدمان والاكتئاب والقلق والحالات المرضية الأخرى التي لم يختبرها الناس كثيرًا منذ ثلاث سنوات. كما أنّ هناك أوقات انتظار طويلة في كل مكان. كيف يتم ذلك في مراكز NEO؟
نحاول الإستجابة في أسرع وقت ممكن. أنا شخصياً أعلم أنه عندما يقرّر الشخص القيام بأمر ما بشأن إدمانه أو مشكلته النفسية، فمن الضروري القيام بذلك في أقرب وقت ممكن لكي لا يكون لهذا الشخص الوقت الكافي للتفكير في الأمر مليًا أو إعطاء فرصة ليؤثر عليه / عليها شخص آخر. لذلك، يتميّز NEO Center بتوفير مساعدة سريعة وهادفة بدون الإنتظار لفترة طويلة لبدء العلاج. يحتاج المدمن إلى بعض الوقت ليعترف لنفسه بأنه بحاجة إلى المساعدة، وإذا وصل إلى هذه المرحلة وطلب المساعدة، فهذا أمر رائع ويجب الاستفادة منه لتوفير المزيد من العلاج. ولذلك السبب
بدأنا على الفور بمساعدة موتول خلال جائحة كوفيد– 19، وهو أكبر مستشفى جامعي حكومي في جمهورية التشيك.
كان المستشفى مكتظاً بالمرضى. ولم يتمكّن بعض الأطباء والممرّضات من تحمل العبء النفسي الهائل خلال أصعب لحظات حياتهم المهنية. فقام NEO Centrum بتزويدهم بمساحة خالية لاستعادة قوتهم في مهنتهم الجديرة بالإحترام.
كيف نشأ هذا التعاون المميّز مع أكبر مستشفى حكومي؟
قام صديقي الفنان بافيل ستاستني برسم عشرات الأعمال الفنية للعيادات في ذلك الوقت. فيمكن أن يكون الرسم أيضًا شكلاً من أشكال العلاج، ليس فقط لمن يقوم بإنشائه ولكن أيضًا لمن ينظر إليه.
لقد عرض أعماله للتو في معرض Helpful Art in Covid في مستشفى موتول تحت عنوان “الفن جزء من العلاج الإيجابي وهو يشفي”. أنشأ المشروع بأكمله مع الدكتور مارتن هولكات، نائب مدير مستشفى موتول الجامعي في براغ للرعاية العلاجية والوقائية ووزير الصحة السابق في جمهورية التشيك. وقد أخبرني عن الضغط النفسي على الأطباء والممرّضات. فاستجبنا على الفور وعرضنا المساعدة.
تواصل معنا بافيل ستاستني وفي غضون أسبوع اجتمعنا مع الممرّضات والأطباء من أجل الخضوع للعلاجات الأولى. كما بدأنا أنا وبافيل أيضًا في التعامل مع برنامج العلاج بالفن. فهو يتعامل مع إنشاء الشعارات والإعلانات والتسويق والمعارض، وهو عمل مرهق للغاية ويتطلّب مجهودًا كبيرًا في بعض الأحيان.تسبّبت جائحة كوفيد- 19 في زيادة الاهتمام بعلماء النفس والمعالجين في جميع أنحاء العالم. كما ازدادت حالات الإدمان والاكتئاب والقلق والحالات المرضية الأخرى التي لم يختبرها الناس كثيرًا منذ ثلاث سنوات. كما أنّ هناك أوقات انتظار طويلة في كل مكان. كيف يتم ذلك في مراكز NEO؟
كيف ينظر إليك الناس عندما يكتشفون أنك خضعت للعلاج؟
بالطبع، هذا يعتمد على الأشخاص. ومع ذلك، يبدو لي مؤخرًا أنّ وجهة النظر هذه آخذة في التغيّر، وهذا أيضًا الهدف الذي أودّ تحقيقه في عيادتي. على سبيل المثال، يعتبر الناس عادةً أنّ الأشخاص المدمنين على الكحول هو ذنبهم ويجب أن يُعاقبوا بطريقة ما، لكن الشخص المدمن على أي مادة هو شخص مريض ويحتاج إلى المساعدة. أرى أنّ تجربتي مع الإدمان مهمة جدًا في مساعدة الآخرين. فقد ذهبت أيضًا إلى تايلاند بحثًا عن نفسي، حيث تعلّمت التأمّل. ثم دعمت إنشاء مركز Tīsaranā للتأمل في براغ. واليوم، تُعد برامج التأمل التايلاندي أيضًا جزءًا من برامج العلاج لدينا في مركز نيو.
ما هي المدة التي تنصح فيها باستخدام خدمات عياداتك السكنية؟
نوصي بالبرامج المختارة بشكل فردي، لكنها غالبًا ما تستمرّ لمدّة أربعة أو ستة أسابيع. إنّ الإقامات القصيرة تناسب الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق أو القلق الشديد والاكتئاب، على سبيل المثال. أمّا الحد الأقصى لسعة منزل واحد هو أحد عشر شخصًا. وهذا يفي برؤيتنا المتمثلة في الحفاظ على السريّة والسلام والخصوصيّة.
هل تعمل مع العملاء بشكل فردي؟
يقدّم المعالجون لدينا العلاج الفردي والجماعي. يتوفر أيضًا طبيب نفسي وطبيب باطني.
وتشمل الركائز الأساسية العلاج النفسي والتأمل والبرنامج المؤلّف من 12 خطوة لمدمني الكحول والمخدرات المجهولين.
ماذا يحدث بعد خضوعهم للعلاج؟ هل يأتون إلى العيادة الخارجية؟
يُعد إعدادهم لما يحدث بعد مغادرتهم العيادة أمرًا مهمًا للغاية. نقوم بإبطاء وتيرة حياتهم ونعلّمهم أن ينظروا إلى أنفسهم، وليس أن يهربوا من أنفسهم كما يفعل كل مدمن. نعلّمهم التحلّي بالقدرة على تجاوز المواقف المؤلمة التي تجلبها الحياة بدون الوصول إلى حالة الثمالة أو تعاطي المخدرات. عيادتنا الخارجية هي بالطبع متاحة لهم كجزء من مرحلة متابعة العلاج. نوصي الجميع بحضور اجتماعات مدمني الكحول والمخدرات المجهولين وهذا ليس فقط من تجربة شخصية. كل قصّة نجاح وكلّ مريض سعيد يتمتّع بصحة جيّدة يمنحنا القوة للقيام بالمزيد من العمل.