مقابلات

الدكتور وديع أيوب 

الدكتور وديع أيوب 

رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

تطور وسائل التشخيص والعلاج أنقذ العديد من الأطفال من عيوب القلب الخلقية

كثيرة هي أنواع عيوب القلب الخلقية، منها ما يتم اكتشافه قبل الولادة أو بعدها مباشرة ومنها عند البلوغ؛ لكن في كل الحالات، فإن تطور العلاجات ساهم إلى حد كبير في إنقاذ حياة الطفل. عن عيوب القلب الخلقية، يحدّثنا الدكتور وديع أيوب، رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي في بيروت. وفي ما يلي نص الحوار.

ما هي أبرز عيوب القلب الخلقية؟

هناك مجموعة كبيرة من عيوب القلب الخلقية منها ما يظهر مباشرة عند ولادة الطفل ومنها ما يظهر مع الوقت عندما يبدأ الطفل بالمشي أو ممارسة أي نشاط في المدرسة فيعاني من إرهاق شديد عند القيام بأي جهد أو ربما تظهر بعض المشاكل في النمو؛ على طبيب الأطفال المتابع اكتشاف الحالة والإستماع إلى شكوى الأهل.

من أبرز عيوب القلب الخلقية التي نشهدها وجود ثقوب في القلب أي في الجدران الموجودة بين حجرات القلب أو بين الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب. وبحسب حجم الثقب تظهر أعراض وعلامات نقص الأوكسجين مثل إزرقاق الجلد والأظافر. 

قد يعاني الطفل من انسداد تدفق الدم والذي يحدث عندما تكون الأوعية الدموية أو صمامات القلب ضيقة بسبب عيب في القلب، حيث ينبغي أن يعمل القلب بقوة أكبر لضخ الدم عبرها. ويؤدي هذا في النهاية إلى زيادة حجم القلب وكثافة عضلة القلب. من أمثلة هذا النوع من العيب التضيق الرئوي أو التضيق الأبهري. من عيوب القلب الخلقية أيضاً اضطرابات صمام القلب في حال لا تستطيع صمامات القلب أن تنفتح وتنغلق بشكل صحيح، وبالتالي لا يتدفق الدم بالشكل اللازم. 

ما هي الإجراءات التي يتم اتباعها عند اكتشاف الحالة؟

لعل أهم ما يمكن القيام به بالدرجة الأولى هو تقييم الحالة لمعرفة مدى خطورتها؛ فهناك حالات قد تكون خطرة للغاية وهنا ينبغي التدخل الطبي الفوري سواء بالجراحة أو القسطرة للحفاظ على حياة الطفل؛ في حالات أخرى عندما يكون معدل الخطر منخفض، يكتفي طبيب القلب المتخصص في طب القلب لدى الأطفال بمراقبة الحالة ومدى تأثيرها على نمو الطفل لتحديد التدخل الطبي اللازم.

ماذا عن أبرز وسائل التشخيص؟ وما مدى تطورها؟

في الواقع، لقد شهدت وسائل التشخيص تطوراً ملحوظاً، ومن أبرزها تخطيط صدى القلب للجنين خلال أشهر الحمل لمعرفة صحة القلب قبل الولادة فيتمكن الطبيب من التخطيط للعلاج بشكل أفضل. خلال التخطيط يقوم الطبيب بإجراء كشف بالموجات فوق الصوتية لعمل صورة للجنين.

تخطيط صدى القلب بعد الولادة بشكل منتظم لتشخيص أداء القلب بشكل منتظم.  وهناك أيضاً تخطيط كهربية القلب لتسجيل النشاط الكهربائي وتشخيص عيوب القلب أو مشكلات نظم القلب. توضع أقطاب كهربائية متصلة بكمبيوتر وطابعة على صدر الطفل وتعرض موجات تشير إلى طريقة دقات قلب الطفل. يمكن أن نلجأ كذلك إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية لمعرفة ما إذا كان القلب متضخماً أو الرئتان تحتويان على دم زائد أو سائل لأنها علامات على الإصابة بفشل القلب.

العلاجات شهدت تطوراً ملحوظاً. هلا حدثتنا عنها؟

لقد شهد هذت المجال تطوراً ملحوظاُ إلى حد بات خيار التدخل الجراحي محدوداً للغاية ولا يلجأ إليه الطبيب إلا في حالات الضرورة القصوى بحيث يكون التشوه الخلقي يؤثر على حياته؛ في المقابل، فإن غالبية عيوب القلب الخلقية يمكن علاجاه بواسطة القسطرة مثل رأب الأوعية الدموية أو رأب الصمامات، التي تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية أو الصمامات المتضيقة. خلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال أنبوباً رفيعاً في وريد بالساق ويوجهه إلى القلب بمساعدة صور الأشعة السينية، بمجرد وصول القسطرة إلى مكان العيب، يتم توجيه أدوات دقيقة عبر القسطرة إلى القلب لإصلاح العيب. 

بعض الأطفال المصابين بعيوب القلب الخلقية الخفيفة وليس لديهم أعراض ولديهم النمو طبيعي قد لا يحتاجون إلى العلاج، أما المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة مثل فشل القلب وضيق في التنفس والتعب بسهولة هم بحاجة إلى العلاج للتحكم في الأعراض والسيطرة عليها. ولكن عندما لا تتحسن الأعراض بالعلاج، يلجأ الطبيب المتخصص إلى إجراء القسطرة أو جراحة القلب لتصحيح العيوب وقد تتم معالجة بعض أنواع العيوب مثل الثقوب بالقسطرة لتجنب الجراحة. 

في السنوات الأخيرة، تم تطوير أجهزة ميكانيكية لحالات الأطفال المصابين بفشل شديد في القلب ولا يستجيبون للأدوية؛ تحتوي على مضخة تساعد على إرسال كمية كافية من الدم إلى الرئتين وإلى الجسم عندما يكون القلب غيرَ قادر على الضخ بشكلٍ فعال. 

www.cmc.com.lb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى