الدكتور توفيق عيد
الأخصائي في الطب النسائي في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال
الدكتور توفيق عيد
“ خسارة الوزن هي خط العلاج الأول لمريضات تكيّس المبايض”
تنتشر متلازمة تكيّس المبايض في دول منطقة البحر المتوسط بشكل كبير وهي حالة شائعة بين النساء. ما هي هذه المتلازمة؟ وما علاقتها بالسمنة ومقاومة الانسولين؟ الأخصائي في الطب النسائي في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال الدكتور توفيق عيد أجاب عن كل هذه الأسئلة في حديث خاص إلى مجلة “المستشفى العربي”. يقول دكتور عيد إن تكيّس المبايض هي حالة يكون فيها المبيض متضخما أي أكبر من حجمه الطبيعي مع وجود أكياس صغيرة من حوله. والمقصود بـ”المتلازمة” هي تلك الحالة التي تؤدي إلى ظهور طيف واسع من العوارض التي ربما تكون خفيفة فلا تؤثر على المريضة أو تكون حادة تسبب مشاكل كثيرة؛ تترواح تلك العوارض بين السمنة المفرطة وحب الشباب ونمو الشعر في أماكن غير مرغوب بها مع تأخير في موعد الدورة الشهرية. في حال كانت متلازمة تكيّس المبايض حادة، فإن تلك العوارض تكون شديدة وقد تؤثر على إمكانية حدوث الحمل، أما في حال كانت خفيفة فقد لا تشعر المرأة بأي من تلك العوارض أو تكون خفيفة كالقليل من حب الشباب والشعر الزائد أو ربما تكون الدورة الشهرية غير منتظمة لمرة أو مرتين خلال عام كامل.
لكن، ما الذي يمكن أن يزيد من حدة تلك العوارض أو يخفف منها؟
يقول دكتور عيد إن الوزن هو أكثر ما يؤثر على تكيّس المبايض فيزيد من حدة العوارض التي يمكن أن تحدث مع المرأة، وكلما تمكنت من فقدان الوزن كلما شهدت تحسنًا كبيرًا على مستوى حياتها اليومية. أكثر ما يؤثر على الوزن لدى مريضات تكيّس المبايض هو الكربوهيدرات، لذلك هناك حميات غذائية خاصة لهذه الفئة من المريضات تكون عادة قليلة الكربوهيدرات أي السكريات والنشويات لكي لا يتم تخزينها وتحويلها إلى خلايا دهنية.
إن أول خطوة في العلاج كانت في الماضي ولا تزال حتى اليوم هي إنقاص الوزن، وقد تجد المريضات صعوبة في إنزال الوزن نظرًا لمقاومة الانسولين وهو أحد مضاعفات تكيّس المبيض أيضًا؛ ولعل ذلك يبرر الإستعانة بأدوية الـMetformin وهو علاج فموي يسهم بتخفيف الوزن والانسولين معا لهذه الفئة من المريضات.
ما هي الهرمونات التي تؤثر في عمل المبيض؟
يجيب دكتور عيد أن المبيض في هذه الحالة يتأثر بأمور عدة مثل هرمون الـFSH و prolactin الذي يؤثر على المبيض فإذا كان مرتفعًا يوقف عمله، كما يتأثر المبيض بهرمون LH حيث تكون مستوياته مرتفعة. هرمون الإنسولين هو كذلك من ضمن الهرمونات التي تؤثر على عمل المبيض، فمن لديهن التكيّسات هن أكثر عرضة لمقاومة الانسولين فبدل من أن يعمل على الخلايا ويقلل السكر يتأثر بكمية كبيرة جدًا من الإنسولين وبالتالي يفرز هرمونات ذكورة كثيرة جدًا. كما أن هرمونات الغدة الدرقة TSH قد تعطل عمل المبيض في حال إرتفاعها أو إنخفاضها. هذه الهرمونات كلها موصولة ببعضها البعض وتؤثر على المبيض.
العلاج
عن آليات العلاج المعتمدة، يقول دكتور عيد إن خسارة الوزن هي خط العلاج الأول الذي نلجأ إليه لأن هذه الخطوة إيجابية لإستقرار الحالة؛ أما العلاج الدوائي فيعتمد بالدرجة الأولى بحسب المرحلة العمرية التي تمر بها السيدة، فإذا كانت لا تزال فتاة نعطيها علاجات للتخفيف من العوارض كالشعر الزائد وحب الشباب بالإضافة إلى تنظيم الدورة الشهرية، أما إذا كانت تسعى للإنجاب فإن العلاج يعتمد في هذه الحالة على تحفيز الإباضة تمهيدًا لحدوث الحمل. أدوية الـmetformin مع إنقاص الوزن من أهم خطوات العلاج. وهناك العلاج الجراحي الذي بات يتم اليوم وفق تقنية المنظار من دون الحاجة إلى الجراحة؛ ينبغي الإشارة هنا إلى أن الجراحة هي علاج كلاسيكي قديم يعود الى العام 1935 للعالمين اللذين اكتشفا هذه الحالة المرضية ستين ليفنتال حيث كان يتم إزالة جزء من المبيض وفي غالبية الحالات كان يحدث الحمل بعد فترة. اليوم وبفضل تطور التقنيات والمعدات الطبية ودخول المنظار إلى عالم الجراحة من أوسع الأبواب، بات من الممكن القيام بهذه العملية بواسطة ثقوب صغيرة، والدراسات أثبتت أنه يكفي إزالة التكيّسات من مبيض واحد ولا داعي لإجراء هذا العمل الطبي على المبيضين.
في الختام، يؤكد دكتور عيد أن مريضة تكيّس المبايض عليها أن تهتم دائما بنظامها الغذائي والحفاظ على معدل مؤشر كتلة الجسم (BMI) ضمن حدوده الطبيعية لأن هذه الخطوة هي الحل الأمثل لتجنب مضاعفات تكيّسات المبايض والحد من ظهورها. السمنة لدى مريضات تكيّس المبايض قد تقود إلى عواقب وخيمة نتيجة ترافقها مع أمراض أخرى كالسكري وإرتفاع الكوليسترول وأمراض القلب وغيرها.