الدكتورة ريتا سمّور
الدكتورة ريتا سمّور
الأخصائية في الأمراض الجلدية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت
”أشعة الشمس تزيد من شيخوخة البشرة وننصح بالتعرض لأشعة الشمس باعتدال وتجنّب التعرض المباشر في أوقات الذروة“
تكثر الأمراض الجلدية في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وكثرة التعرض لأشعة الشمس المباشرة إثر ارتياد المسابح للحصول على اللون البرونزي. لكن في الوقت ذاته، يحذر أطباء الجلد من التعرض المباشر لأشعة الشمس لاسيما في أوقات الذروة. عن أضرار أشعة الشمس وطرق الوقاية وروتين العناية اليومي بالبشرة في فصل الصيف، تحدثنا الدكتورة ريتا سمّور، الأخصائية في الأمراض الجلدية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، والحائزة على شهادتي البورد الأميركية والكندية وهي كذلك أستاذ محاضر في جامعة البلمند.
ما أضرار أشعة الشمس على الجلد؟
تتعرض البشرة للكثير من العوامل الخارجية وأهمها أشعة الشمس في فصل الصيف؛ في الإجمال، يمكن تصنيف أضرار التعرض لأشعة الشمس بين أضرار على المدى القريب وأخرى على المدى البعيد.
على المدى القريب، يمكن أن يتعرض الجلد للحروق وهو ما نراه في العيادات مع بداية فصل الصيف من كل عام، حيث تكون الحروق الجلدية بدرجات مختلفة ومنتشرة بين مختلف الفئات العمرية وأحياناً تتطلب تناول العلاجات الفموية إلى جانب الكريمات والعلاجات الموضعية.
أما على المدى البعيد، فإن التعرض لأشعة الشمس بشكل متكرر ولفترات طويلة يسرَع شيخوخة البشرة والتجاعيد والترهلات قبل أوانها، إضافة إلى تغييرات تصيب البشرة مثل النشاف والتصبّغات الجلدية والكلف والبقع البنية وتوسّع في مسام البشرة وتفتّحها؛ الأخطر من ذلك هو زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد حيث أثبتت الدراسات العملية العلاقة بين التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية UV LIGHT وخطر الإصابة بسرطان الجلد.
أما أنواع سرطان الجلد، فهي:
الميلانوما ويندرج هذا النوع ضمن أخطر الأنواع ويمكن أن يصيب الأشخاص بعمر صغير وينتج عن التعرض للشمس لفترة طويلة لاسيما مع حدوث حروق جلدية في عمر مبكر.
BASAL CELL CARCINOMA-SQUAMOUS CELL CARCINOMA وهي أنواع تزيد نسبة حدوثها مع التقدم بالعمر وتكون في الأماكن التي تعرضت بشكل مزمن لأشعة الشمس مثل الوجه والأنف والأذنين واليدين والرقبة وأعلى الظهر.
وفي هذا الإطار، أود التأكيد على ضرورة تجنّب أشعة الشمس المباشرة لا سيما في وقت الذروة أي من الساعة الحادية عشر إلى الرابعة حيث يكون مؤشر الأشعة فوق البنفسجية مرتفعاً، مع الإشارة إلى أنه حتى مع وجود غيم يحجب أشعة الشمس إلا أن ذلك لا ينفي أضرارها لأن الغيم لا يحجب الأشعة ما فوق البنفسجية (UV).
الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والعيون الملونة أو الذين يتناولون أدوية معينة أو يعانون من انخفاض المناعة هم أكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس.
ماذا عن تأثير البرونزاج على البشرة؟
في الواقع، تنتشر في مجتمعاتنا ظاهرة البرونزاج للحصول على اللون البرونزي والسمرة على اعتبار أنها دلالة على الجمال والجاذبية. لكن نظرة طب الجلد والدراسات العلمية مختلفة تماماً، فالبشرة التي تكتسب اللون الأسمر نتيجة البرونزاج يعني أنها قد تعرّضت للأذى لأن اسمرار البشرة هو رد فعل على تعرّضها للأشعة ما فوق البنفسجية، وما يحدث أن الجلد يفرز مادة الميلانين ليحمي نفسه من هذه الأذية فيتغير لون البشرة وتصبح سمراء.
لذلك، نحن كأطباء جلد ننصح بالتعرض لأشعة الشمس باعتدال وتجنّب التعرض المباشر في وقت الذروة وارتداء قبّعة ونظارات شمسية، ومن الضروري استعمال واقي الشمس قبل التعرض لأشعة الشمس بنصف ساعة وتجديده كل ساعتين؛ مع الإشارة إلى ضرورة أن يكون واقي الشمس يوفر الحماية ضد الـ UVA – UVB، كما يجب أن يكون الـSPF 30 وما فوق. كما ونحذّر من تعرض الأطفال دون عمر الستة أشهر لأشعة الشمس، ومن هم أكبر من هذا العمر من الضروري استعمال كريمات الحماية من أشعة الشمس.
ما هي الأمراض الجلدية الأخرى التي قد تحدث في فصل الصيف؟
من المشاكل الجلدية الشائعة في فصل الصيف هي الفطريات الجلدية التي تصنّف على أنها إلتهابات جلدية سطحية، يمكن أن تصيب أماكن متعدّدة من الجسم عند الأشخاص من كل الأعمار، حيث نراها بكثرة في القدمين وكعب القدمين وبين الأصابع فتؤدي إلى ظهور بقع حمراء ونشاف وحكة قوية، ويمكن أن تنتقل إلى الأظافر فتؤدي إلى سماكتها وتغيّر لونها.
المشكلة هنا تكمن في أن هذه الحالة معدية جداً والعدوى يمكن أن تحصل بشكل مباشر من شخص لآخر عبر الإحتكاك المباشر، أو غير المباشر مثل الإشتراك في استخدام الأغراض الشخصية كالمنشفة أو الجوارب أو الحذاء الملوّث وكذلك الأماكن الرطبة مثلاً حول حوض السباحة والأماكن العامة. الوقاية من الإصابة بالفطريات تبدأ بالمحافظة على النظافة الذاتية وتفادي رطوبة الجلد حيث يجب تنشيف الجسم جيداً لاسيما الأماكن المخفية مثل بين الأصابع وثنيات الجلد، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية، ومن المهم عدم السير حافي القدمين في الأماكن العامة.
كيف نحمي البشرة في فصل الصيف؟ وما هو روتين العناية اليومي بالبشرة؟
يجب زيارة طبيب الجلد ليقدم لنا النصيحة حول ما هو الروتين اليومي للعناية بالبشرة والذي يتناسب مع نوعها وما تعانيه من مشاكل جلدية أو ما يمكن أن تعانيه من مشاكل في فصل الصيف. بالنسبة لروتين العناية بالبشرة في فصل الصيف، أهم خطوة هي حماية البشرة عبر استخدام واقي الشمس يومياً على الوجه وبشرة الجسم في حال التعرض المباشر وتجديدها كل ساعتين. ننصح كأطباء جلد بتعديل الروتين اليومي للعناية بالبشرة مع ارتفاع درجات الحرارة بما أن الإفرازات الدهنية تزداد، فمثلاً من الضروري المحافظة على نظافة البشرة عبر استخدام الغسول الطبي بحسب نوع البشرة.
ننصح كذلك باستخدام فيتامين سي صباحاً كونه مضاد للأكسدة ويؤمن حماية إضافية للبشرة من الشمس ومن الملوثات البيئية الأخرى. كما ننصح باستبدال المرطب السميك بمرطب خفيف على البشرة وخالي من الزيوت. ولا مانع في المساء من تقشير البشرة بشكل خفيف عبر استخدام الـRetinol وGlycolic acid بين مرة وثلاث مرات بالأسبوع للمحافظة على رونقة البشرة.
على صعيد الأجهزة والتقنيات، لقد شهدنا تطوراً هائلاً في التقنيات التي تعمل على معالجة المشاكل الجلدية أو حتى الوقاية منها مثل الوقاية من شيخوخة البشرة.
من الضروري أيضاً تجنّب التقنيات التي تسبب احمرار البشرة مثل التقشير والليزر والـMicroneedling في فصل الصيف وتأجيلها إلى فصل الخريف او الشتاء.