البروفيسور ميشال معوض
عميد كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية الأميركية
البروفيسور ميشال معوض
“عيادة LAU النقالة تضم فريقا متكاملا من المتخصصين”
عيادة LAU النقالة فكرة مبدعة في زمن إنتشار وباء كورونا Covid-19. نود في البداية بالحديث عن هذه الفكرة؟
تم تجهيز عيادة LAU النقالة بفضل بعض المتبرعين الذين ارتأوا أهمية الوصول إلى المناطق النائية والأرياف التي لا يتوافر لسكانها إمكانية الوصول إلى المستشفى لأسباب مادية أو غيرها؛ فكانت الفكرة أن نصل نحن إليهم ضمن حملات تتناول مواضيع طبية مختلفة مثل السكري والسمنة وإرتفاع ضغط الدم وسرطان الثدي وسرطان القولون وغيرها الكثير.
ما إن تم الإنتهاء من تجهيز عيادة LAU النقالة حتى ظهر وباء كورونا Covid-19، فكانت الفكرة هي الإستفادة من هذه العيادة للتجوال على المناطق النائية والقرى في شتى المحافظات والأقضية اللبنانية من أجل إجراء فحوصات الـPCR مجانا لكل من ليس لديه الإمكانية لذلك؛ فما كان منا إلا أن أخذنا العيادة بكل مستلزماتها وفريقها الطبي إلى هذه الفئة من الناس وحرصنا على إجراء الفحوصات في المناطق الأكثر حاجة لتقديم المساعدة الطبية، مع إدخال بعض التعديلات التي فرضتها هذه الجائحة لإجراء فحوصات الـPCR. مع بداية الفيروس، أدركنا أنه ينبغي القيام بالكثير من الفحوصات على مختلف الأراضي اللبنانية لإجراء مسح يسهم في إحتواء الفيروس والحد من إنتشاره.
ماذا عن مواصفات هذه العيادة؟ وماذا تحتوي؟
الخطة الأساسية التي كانت معدّة لعيادة LAU النقالة كانت تحتم وجود طبيب متخصص في الطب العائلي وممرض أو ممرضة للقيام بفحص العلامات الحيوية إلى جانب أطباء متمرنين وطلاب من كلية الطب ومتخصص في الطب المخبري لإجراء فحوصات الدم اللازمة وتخطيط القلب وغيرها من الأمور الضرورية. مع إنطلاق عمل عيادة LAU النقالة للتجوال على المناطق وإجراء فحوصات الـPCR، تم تحديث الخطة واضافة فريق متخصص لإجراء فحوصات الـPCR ليتم أخذ العيّنات من المرضى وحفظها إلى أن يتم نقلها إلى المختبر لتحليلها ومعرفة ما إذا كانت سلبية أو إيجابية، والهدف هو الحفاظ على صحة المصابين المحتملين بفيروس كورونا المستجد والحد من إنتشاره.
وأود الإشارة إلى أن هناك الكثير من طلاب كلية الطب والأطباء المتمرنين الذين أبدوا رغبة في العمل ضمن عيادة LAU النقالة بشكل تطوعي حيث شاركوا في عدد من الجولات على المناطق وهو ما أكسبهم خبرة متميزة في العمل الميداني.
لقد أبدى فريق العمل حماس ورغبة عالية في العمل ضمن عيادة LAU النقالة التي ضمّت فريقا متكاملا من المتخصصين سواء فني المختبرات أو الممرض والطبيب المتمرن. وفي كثير من الجولات، شارك البروفيسور جورج غانم المدير الطبي للمركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق – وكذلك البروفيسور جاك مخباط رئيس قسم الأمراض الجرثومية والعدوى ومساعد رئيس الجامعة للمشاريع الخاصة ومنسق حملة عيادة LAU النقالة والفريق الطبي السيد سعد الزين إلى جانب الفريق الطبي حيث قاموا بجهود جبارة من اجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المناطق.
برأيك، أين تكمن أهمية التواجد على الأرض بالقرب من الناس في ظل هذه الظروف التي فرضتها جائحة كورونا؟
العمل في مهنة الطب هو عمل إنساني بالدرجة الأولى، ومن غير المنطقي أن يبقى الطبيب في المستشفى أو المركز الطبي وينتظر المرضى ليأتوا إليه؛ إن العمل الإنساني يحتم عليه التواجد بين الناس ومعرفة إحتياجاتهم الصحية لاسيما في مثل هذه الظروف حيث يوجد الكثير من سكان القرى النائية ليس لديهم الإمكانية للنزول إلى العاصمة وإجراء الفحوصات ربما لسبب مادي أو خوفا من إلتقاط العدوى خلال تطبيقهم الحجر المنزلي. التواجد على الأرض بالقرب من الناس هو أمر ضروري في مثل هذه الظروف لاسيما من قبل الأطباء المتمرنين وطلاب كلية الطب لأن ذلك سيكسبهم خبرة متميزة في كيفية التعاطي مع الناس على الأرض.