البروفسورة مريم رجب
“متلازمة الإلتهاب متعدّد الأجهزة لدى الأطفال”
علاقة مباشرة مع فيروس كورونا
البروفسورة مريم رجب، الأخصائية في طب الأطفال والعناية الفائقة
مع إنتشار جائحة كورونا وتسجيل العديد من الإصابات بين الأطفال، بدأت تتكشف بعض العوارض والمضاعفات لدى هذه الفئة العمرية ومنها “متلازمة إلتهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال” MIS-C MULTI-SYSTEM INFLAMMATORY Syndrome associated with COVID-19. ما هي هذه الحالة؟ وما مدى خطورتها؟ وما سبب إرتباطها بفيروس كورونا المستجد؟ أسئلة كثيرة تجيبنا عنها الأخصائية في طب الأطفال البروفسورة مريم رجب. وفي ما يلي نص الحوار.
ما هي “متلازمة إلتهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال”؟ وما مدى خطورتها على الأطفال؟
تعتبر “متلازمة الإلتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال” من الحالات الخطيرة التي ترتبط بفيروس كورونا المستجد. هي حالة تلتهب فيها أجزاء مختلفة من الجسم حيث تصاب بعض الأعضاء والأنسجة بإلتهاب شديد مثل القلب والرئتين والأوعية الدموية والكلى والجهاز الهضمي والدماغ والجلد والعينين.
إرتبطت هذه المتلازمة بالأطفال الذين أُصيبوا سابقًا بفيروس “كورونا” أو كانوا مخالطين لمريض مصاب بالفيروس وتحدث عادة بعد إصابتهم بالفيروس بثلاثة أو أربعة أسابيع. تتشابه أعراض هذه الحالة مع أعراض مرض “كاواساكي” وهو مرض يصيب الأطفال دون سن الخامسة ويسبب إلتهاباً في جدران الأوعية الدموية خاصة التي تزوّد عضلة القلب بالدم. معظم الأطفال الذين يصابون بهذه المتلازمة قد يشفون منها من خلال حصولهم على رعاية طبية لكن البعض منهم قد تزداد حالتهم سوءاً.
ما علاقتها بفيروس كورونا المستجد؟ وهل تصيب جميع الأطفال المرضى بالفيروس؟
لقد تبيّن أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة الإلتهاب متعدد الأنظمة الإلتهابية الحادة المرتبطة بعدوى Covid-19 رفعوا مستويات السيتوكينات، وخفضوا مستويات خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى والتي تسمى الخلايا الليمفاوية. وبينما تساعد السيتوكينات الجهاز المناعي على قمع العدوى، فإن الإفراط في إنتاج هذه الجزيئات يمكن أن يسبب إلتهاباً شديداً يضر المريض. يعاني معظم المصابون بعدوى covid-19 من أعراض خفيفة، لكن بعض الأطفال يمكن أن تتطور لديهم هذه المتلازمة حتى بعد شفائهم من الفيروس فتتأثر بعض الأعضاء بإلتهاب شديد. ورغم أن سبب الإصابة ليس واضحاً حتى الآن، إلا أنه على ما يبدو أنه ناتج عن إستجابة مناعية مفرطة مرتبطة بالفيروس. تصيب الأطفال ما بين عمر الأربع سنوات والـ14 سنة ومن الممكن أن تصيب الرضع.
ماذا عن العلامات والأعراض التي تنذر بوجود هذه المتلازمة لدى الطفل؟
في الواقع هناك عدد من الأعراض التي تختلف بين طفل وآخر، كما تختلف باختلاف الجزء المصاب من الجسم. لكن في الأغلب تتمثل الأعراض على النحو التالي:
- حمى تستمر لأكثر من 24 ساعة وصداع شديد
- تضخم في الغدد الليمفاوية
- تسارع في نبضات القلب
- تسارع في التنفس
- الطفح الجلدي
- الإسهال والقيء
- تعب غير طبيعي
- ألم في المعدة
- إحمرار في العيون
- إحمرار الشفتان واللسان
- إنتفاخ في اليدين والقدمين
ورغم أن الأعراض كثيرة، إلا أن البعض منها قد تشكل علامات تحذيرية بالنسبة للطبيب المعالج مثل آلام شديدة في المعدة وصعوبة في التنفس مع هبوط في نسبة الأوكسجين في الدم مع إزرقاق الشفتان.
ماذا عن الفحوصات المخبرية المتبعة لتشخيص الحالة؟ هل من دور لفحص الـPCR؟
هناك عدد من الفحوصات المخبرية التي نقوم بإجرائها لتحديد الحالة والتي تدل على وجود عاصفة من الإلتهابات، حيث أنه وفي حال وجود إلتهاب شديد يسجّل المريض إرتفاعاً في بعض العناصر مثل الـ Procalcitonine – CRP, D-dimer, fibrinogen and ESR, Ferritin، في مقابل هبوط الـAlbumin. نلجأ كذلك إلى فحص الـPCR وليس بالضرورة أن يكون إيجابياً، ولكن ما نقوم بفحصه هو الجلوبيولين المناعي ((IgG و(IgM).
ماذا عن المضاعفات والآثار السلبية التي يمكن أن تتسبب بها؟
التدخل الطبي يسهم في علاج الحالة، لكن عدم التدخل الطبي سيؤدي حتماً الى الموت.
ما هي العلاجات المعتمدة؟
يعتمد العلاج على الكورتيزون بشكل أساسي لمقاومة الإلتهاب وتثبيط الجهاز المناعي والحقن الوريدي بالبروتين المناعي (immunoglobulin) وجرعات الأسبرين والمضادات الحيوية وفي بعض الحالات الأدوية للوقاية من الجلطات الدموية.