علاج انصمام جديد لتخفيف آلام هشاشة العظام في الركبة.. قيد الدراسة
علاج انصمام جديد لتخفيف آلام هشاشة العظام في الركبة.. قيد الدراسة
من مستشفى جامعة شيكاغو
يمكن للمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام في الركبة تجربة العديد من العلاجات المختلفة للتغلّب على الألم والتورم والصلابة التي تصاحب هذا المرض التنكسي. إن مسكنات الألم وحقن الستيرويد والعلاج الطبيعي والعلاج باستئصال الأعصاب توفر لهم الراحة، ولكن بعض المرضى يحتاجون إلى جراحة لاستبدال الغضاريف والعظام التالفة في الركبة.
حالياً، يعمل الأطباء في “مستشفى جامعة شيكاغو” على استكشاف ما إذا كان العلاج طفيف التوغل الذي يتضمّن سد الشرايين المسبّبة للمشكلة في الركبة، يمكن أن يساعد المرضى الذين قد لا يكون استبدال الركبة خياراً متاحاً لهم. إن “مستشفى جامعة شيكاغو” هي واحدة من أوائل المستشفيات في البلاد التي تُجري هذه العملية، كما أنها المؤسسة الوحيدة في الغرب الأوسط التي تُجري حالياً تجربة سريرية على هذا النوع من العلاج.
يقول أخصائي الأشعة التداخلية، الدكتور عثمان أحمد: “بعض المرضى يواجهون مشكلة في الحصول على العلاج الأمثل، إذ إن المسكنات لا تنجح في السيطرة على آلامهم بشكل جيد، وفي الوقت ذاته، لا يكونوا مستعدين للخضوع لعملية جراحية. ربما لا يكون اللجوء إلى الانصمام علاجاً نهائياً لهذا المرض، ولكنه علاج يمكن أن يخفف آلام المريض”.
الدكتور أحمد هو الباحث الرئيسي في دراسة تجريبية تقوم على استخدام إنصمام الشريان في الركبة لتخفيف الألم الذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد في حالات هشاشة العظام في الركبة.
تحدث هشاشة العظام في الركبة عندما يتآكل الغضروف الواقي في المفصل. ويمكن أن يشتد الألم في حال تلاشى الغضروف بالكامل واحتككت العظام ببعضها البعض.
تقول الدكتورة ماغدالينا أنيتيسكو، حاصلة على درجة الدكتوراه، وأخصائية علاج الألم التداخلي وطبيبة تخدير وباحثة رئيسية مشاركة في الدراسة: “قد يعاني المرضى من ألم شديد في كل مرة يُحمّلون تلك الركبة وزناً، وهم يفعلون ذلك في كل خطوة يخطونها”.
عندما تفشل العلاجات غير الجراحية في تخفيف الألم، يمكن أن يكون العديد من المرضى أيضاً غير مستعدين لإجراء عملية جراحية للركبة. فبعض المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى أو الذين يعانون من السمنة المفرطة أو مرض السكري غير المتحكم فيه، قد لا يكونوا مؤهلين لإجراء جراحة استبدال الركبة.
تقول جرّاحة تقويم العظام تيسا بالاش، المتخصصة في جراحة استبدال الركبة: “يُعد استبدال الركبة إجراءً مميزاً يمكن أن يعيد للناس حياتهم ويسمح لهم بالعودة إلى ممارسة الأنشطة التي لم يكونوا قادرين على القيام بها، أعتقد أن انصمام الشريان في الركبة قد يكون خياراً رائعاً لشريحة كبيرة من المرضى الذين لا يزالون غير مستعدين لاستبدال الركبة بعد”.
إن الإنصمام أو سد الأوعية الدموية، يُستخدم منذ عقود لقطع إمدادات الدم إلى الأورام ووقف النزيف الداخلي، بما في ذلك في الركبة. خلال إجراء انصمام الشريان في الركبة، يستخدم الطبيب الأشعة السينية لتوجيه أنبوب بعرض يقل عن 1 ملليمتر في شرايين الركبة، وحقن الصبغة لتحديد الشرايين غير الطبيعية. ثم يتم حقن خرزات مجهرية متوافقة حيوياً لسد تلك الأوعية المحددة.
يقول الدكتور أحمد: “الإلتهاب هو ما يدفع نمو الأعصاب والشعور بالألم في منطقة الركبة. لذلك، إذا تمكنا من عكس عملية نمو الأوعية الدموية والالتهابات، فيمكننا عكس الألم”.
يكمل الدكتور أحمد قائلاً إن البيانات الأولية تشير إلى أن المدة التي يستغرقها هذا العلاج التجريبي لا تقل عن عام، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث للتأكد من ذلك.
عند إجراء انصمام الشريان في الركبة، يتم تخدير المريض بشكل معتدل. ينطوي هذا الإجراء على خطر حدوث نزيف وعدوى بالإضافة إلى تغير لون الجلد بشكل مؤقت وألم بعد إنتهاء الإجراء. يخطط الفريق لإجراء دراسة أكبر تشمل 100 مريض هذا الربيع، بهدف مقارنة فعالية انصمام الشريان في الركبة مع استئصال العصب في حالة التهاب مفاصل الركبة، حيث سيخضع نصف المرضى لإجراء انصمام الشريان في الركبة، بينما يخضع النصف الآخر لاستئصال العصب.
يقول الدكتور أحمد: “في حال نجح إجراء انضمام الشريان في الركبة، فقد نكون أمام الكثير من الاحتمالات الأخرى، وقد نكون قادرين على تطبيق هذه التقنية على أمراض المفاصل والأوتار الأخرى”.
تستجمع مجموعة من الأطباء من عدة تخصصات في أقسام الأشعة والتخدير والعناية المركزة وجراحة العظام وطب إعادة التأهيل جهودها معاً لإنجاز هذا البحث، حيث يقول الدكتور أحمد إن هناك تعاون كبير في هذه الدراسة داخل المؤسسة.
لمعرفة المزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع https://uchicagomedicine.org/global