غرف العمليات… هجينة ومتكاملة ورقمية
غرف العمليات… هجينة ومتكاملة ورقمية
كيف أدّى تطوّرها إلى رفع الشفاءات؟
تطوّرت غرف العمليات وتغيّرت معها البيئة الجراحية بشكل عام، فأصبحت شاشات الكمبيوتر والروبوت من معالم غرف العمليات الحديثة، فانتقلنا من العمليات التقليدية الى عمليات طفيفة التوغل تتم بأقل تدخل جراحي ممكن. غرف العمليات اليوم باتت أكثر كفاءة ومرونة من أي وقت مضى فتحوّلت الى غرف ذكية.
إن التطور الهائل في جراحة المناظير وما رافقه من ابتكارات تكنولوجية، الى جانب الكاميرات صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وأنظمة العدسات التي تنتج صوراً أكثر وضوحاً، وتطور أجهزة التصوير التشخيصي والأشعة التداخلية الى جانب تطور تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات كلّها عوامل أدّت الى إحداث تغير جذري في غرف العمليات.
ترافق ذلك مع تطور المعدات المستخدمة داخل غرفة العمليات مثل آلات التخدير وطاولة العمليات والأذرع الخاصة بها؛ وفي غرف العمليات المتقدمة التي تُجرى بواسطة المنظار تتوفر شاشات متطورة تكون في بعض الأحيان معلّقة في السقف لكي لا تعيق الحركة في غرفة العمليات، وهي تمتلك أذرع خاصة بحيث يمكن تحريكها بالشكل المطلوب حسب مكان وقوف الجراح.
أنواع غرف العمليات المتطوّرة
في حين أنها قد تبدو متشابهة، إلا أن الفروقات بين أنواع غرف العمليات المتطورة نابع من كيفية عمل التكنولوجيا والبيانات معًا. بشكل عام، تهدف غرف العمليات الهجينة أو المتكاملة أو الرقمية إلى تحسين السلامة وتبسيط سير العمل للجراح والفريق الجراحي للتأثير بشكل إيجابي على نتائج المرضى.
غرفة العمليات المتكاملة (Integrated Operating Room)
هي الغرفة المجهزة بجميع المعدات والأجهزة الطبية المطلوبة للتصوير والمسح التشخيصي، ولإجراء العمليات المعقدة التي قد تحتاج لتدخل جراحي، إضافة إلى العمليات الجراحية التقليدية. تجمع بين تقنيات الجراحات المتطورة وأحدث تقنيات التصوير الطبي والأشعة التداخلية مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأجهزة التصوير المقطعي وغيرها من الأجهزة التي تتيح للجراح الإطلاع على الصور التشخيصية المباشرة أثناء إجراء العمليات الأمر الذي أحدث تغييراً في أساليب العديد من العمليات الجراحية المعقّدة. لقد ساهم توظيف أجهزة التصوير التشخيصي الطبي داخل غرف العمليات في حصول الفريق الجراحي على صور مباشرة أثناء العملية ما أدى الى تغيير الرعاية الجراحية المقدمة للمريض، حيث أصبح بمقدور الجرّاحين العمل جنباً إلى جنب مع أطباء التخدير وأخصائيي التصوير الإشعاعي لتقييم سير العملية الجراحية بناءً على الصور التشخيصية المباشرة التي تردهم مباشرة أثناء إجراء العمليات الجراحية. لقد أصبح بالإمكان إجراء عمليات جراحية تتطلّب قدراً كبيراً من الدقة وكان إجراؤها في الماضي مستحيلاً.
غرفة العمليات المتكاملة (Integrated Operating Room)
تجمع غرفة العمليات المتكاملة كل ما يمكن أن يحتاجه مقدمو الرعاية الصحية والطاقم التمريضي ضمن غرفة العمليات، فيكون لدى الموظفين أسباب أقل لمغادرة غرفة العمليات بسبب الاتصال المباشر مع معدات وأنظمة المعلومات بالمستشفى. تتوافر في غرف العمليات المتكاملة المعدات الخاصة بما في ذلك معلومات المرضى وأضواء الجراحة والغرفة وأتمتة غرفة العمليات وأجهزة التصوير والتحكم من وحدة التحكم المركزية. يشتمل المحول المتكامل على التحكم في العديد من الأجهزة من وحدة تحكم واحدة ويمنح المشغل وصولاً أكثر مركزية إلى التحكم في الجهاز. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود أجهزة التصوير عالية الدقة ضمن غرفة العمليات مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها من معدات التشخيص تعني أنه لا يتعين نقل المرضى أثناء الجراحة عندما يكون التصوير مطلوبًا.
إن غرف العمليات المتكاملة تسهم في تحسين سير العمل التشغيلي بحيث يمكن للجراح مشاركة العملية عبر إرسال فيديو مع الصور الجراحية لغيره من المتخصصين والتعاون فيما بينهم.في غرفة العمليات المتكاملة، يمكن التحكم في العديد من الأجهزة من وحدة تحكم واحدة ما يمنح الفرق المتخصصة ضمن نطاق غرفة العمليات بالوصول الى المعلومات بسلاسة والتحكم بالأجهزة بمرونة أكبر.
غرفة عمليات رقمية (Digital Operating Room)
غرف العمليات الرقمية تكون مزوّدة بشاشات عالية الدقة والجودة لعرض بيانات المريض وخطوات الجراحة ما يتيح دقة أعلى أثناء العمليات الجراحية. كما يمكن نقل وقائع تلك الجراحات مباشرة في المؤتمرات الطبية العالمية.
لقد ساهمت غرف العمليات الرقمية في اتخاذ القرارات الجراحية سريعاً وبشكل يزيد من فعالية الجراحة، ما ينعكس إيجابياً على المريض ويسهم في تلقيه للعلاج المناسب في الوقت المثالي.
وفي غرف العمليات الرقمية، يتم استخدام أدوات الجراحة لمرة واحدة فقط (Single Use) ما ينعكس على نجاح العمليات، تهدف غرفة العمليات الرقمية إلى دمج الصور والمعلومات وسير العمل في كل من المستشفى وغرفة العمليات. بالإضافة إلى ذلك، يتم ربط البيانات بجهاز واحد وعرضها، وهذا يتجاوز التحكم البسيط في الأجهزة والبرامج، مما يسمح بإثراء البيانات الطبية في غرفة العمليات.
تتميز غرف العمليات الرقمية بأنها مزوّدة بنظام رقمي من شاشات تحكم متطورة وعالية الدقة تعمل باللمس او الصوت تسهل عمل الجراحين وتزيد من دقة العمل وتقلل من الاخطاء. كما تتميز بإمكانية توثيق العمليات بأحدث الوسائل التقنية والكاميرات عالية الدقة بالإضافة الى بثّها مباشرةً إلى أي مكان في العالم لهدف التعليم أو الاستشارة أثناء إجراء هذه العمليات.
كما يتوافر في هذا النوع من الغرف نظام للأذرع المعلقة في الاسقف للمناظير والغازات الطبية، وهو ما يعطي غرفة العمليات المساحة والمرونة والقدرة على التكيف مع متطلبات اي عملية في اي تخصص بحيث لا يتطلب الامر سوى تغيير توصيلات معينة لتناسب متطلبات العملية. كما ان عدم التلامس مع الارض يعطي المجال لاستخدام أمثل للمساحات ويقلل من احتمالية العدوى بشكل كبير.