تكنولوجيا المعلومات في خدمة الطب
تكنولوجيا المعلومات في خدمة الطب
تناسق رقمي وحلول مستدامة أسهمت في رفع مستوى جودة الخدمات الصحية
لقد كان لتكنولوجيا المعلومات الأثر الكبير في تطوير القطاع الصحي، فدخلت إلى المستشفيات والمرافق الصحية من أوسع الأبواب وأسهمت في تأسيس حقبة جديدة إلى جانب رفع مستوى جودة الخدمات الصحية على سائر الأصعدة سواء التشخيصية أو العلاجية أو حتى آلية العمل داخل المستشفى وغيرها. كلما تقدمت التكنولوجيا تقدم معها قطاع الرعاية الصحية إلى أن بات تأثيرها هائلاً في سائر مجالات الرعاية الصحية.
فقد نشأت شركات متخصصة في تزويد المستشفيات بأنظمة تكنولوجية وتقنيات رقمية عالية الجودة، مكّنتها من وضع خطط عمل وإستراتيجيات واضحة وشاملة خلال السنوات الماضية للإستفادة من تكنولوجيا المعلومات بحيث تتواءم مع النموذج التشغيلي والممارسات الطبية للمستشفى. الهدف من إدخال حلول تكنولوجيا المعلومات على إختلافها في أي مكان من العالم يكمن في ضمان إنسياب البيانات المتعلقة بالمريض على أكمل وجه وتسهيل عمل مقدمي الرعاية الصحية وغيرهم من العاملين في المستشفى وإتاحة المعلومات في أي مكان وزمان، وما يمكن أن يوفره ذلك من توفير في الكلفة والوقت.
الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات أتاحت الفرصة لتحويل سائر جوانب الرعاية الصحية داخل المستشفيات إلى رقمية فأصبحت جميع الخدمات متناسقة فيما بينها. أما خارج المستشفيات، فقد أتاح قسم تكنولوجيا المعلومات الفرصة للمرضى للتواصل وحجز المواعيد وطلب الدواء عبر الإنترنت وغيرها من التسهيلات. لقد حرصت تلك الشركات على مواكبة أحدث التكنولوجيات في مجال الرعاية الصحية لتوفير حلول مستدامة في المرافق الصحية تلبي إحتياجات المرضى وتواكب تطورات القطاع الصحي من خلال الإطلاع على مستجدات التكنولوجيا الصحية وتحسين بنيتها الأساسية بشكل مستمر.
تطبيقات الهواتف الذكية
مع التطور التكنولوجي الحاصل، كان لابد لهذه الشركات من مواكبة تطبيقات الهواتف الذكية لتوسّع مجال عملها تلبيةً لإحتياجات السوق فتمكنت من إنشاء تطبيقات مخصصة للمستشفيات والمرافق الصحية (Mobile Application-app) تتيح الفرصة للمستشفى للتواصل مع المرضى من خلال هذا التطبيق في وقت يتمكن المريض من الإطلاع على آخر أخبار المستشفى مع إمكانية التواصل مع الطبيب وحجز الموعد وغيرها من التسهيلات.
لقد بات تصميم تطبيقات الهواتف الذكية في صلب عمل شركات التكنولوجيا المتخصصة في الرعاية الصحية وهو ما جعل المرافق الصحية قادرة على مواكبة تلك التطورات بشكل لافت، فتمكنت من توسيع نطاق الخدمات عبر الإنترنت وكذلك توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات والأشخاص في أي وقت وفي أي مكان. يمكن القول إن تلك التطبيقات تحمل في طياتها قيمة مضافة سواء للمستشفى أو للمريض على حد سواء. لقد أدركت مؤسسات الرعاية الصحية أهمية إنشاء تطبيقات خاصة بها تتيح للمستخدم الإستفادة من الخدمة الصحية عبر الهاتف المحمول لتحسين طرق الرعاية الصحية المقدمة للمرضى؛ وقد شهد هذا المجال نمواً هائلاً في السنوات القليلة الماضية في ظل ما نعيشه من فورة تكنولوجية غير مسبوقة. لعل أهم ما في الأمر هو الوصول إلى المرضى في الأماكن والقرى النائية وإتاحة الفرصة لهم بالحصول على خدمة صحية تضاهي تلك التي يحصل عليها من يتواجد بالقرب من المستشفى.
إلى جانب المستشفيات، يتواجد اليوم على تطبيقات الهواتف المحمولة (iPhone and Android) مجموعة كبيرة من التطبيقات الصحية التي توفر كمّاً هائلاً من المعلومات الطبية والتعليمات التي يمكن للشخص من إتباعها وربما تذكيره بتناول الدواء وغيرها الكثير من الأمور.
شركات التكنولوجيا المتخصصة أسهمت في إحداث هذا التطور المذهل وهي لم تتوقف عن العمل بل تتابع التطورات في هذا المجال وتعمل على تزويدها بكل جديد حرصاً منها على إبقاء عملائها على إطلاع بآخر مستجدات تكنولوجيا المعلومات، لتقدم بذلك أنظمة متكاملة تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات والتطبيقات التي يستفيد منها العاملين في المؤسسة الصحية والمرضى على حد سواء.
هذه الخطوات العملية التي أقدمت عليها المستشفيات بالتعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات أسهمت في زيادة الإنتاجية، كما أن طريقة العمل أصبحت أكثر مرونة من قبل، ومن الإيجابيات أيضاً تجنب التكرار في إدخال بيانات المرضى نظراً لكونها موجودة حيث تظهر بمجرد إدخال أي معلومة عن المريض كإسمه أو رقم ملفه أو غيرها، الأمر الذي يحسّن من دقة تلك البيانات ويوفّر على الطبيب عناء البحث عن الملفات الورقية أو تكرار الأسئلة على المريض، لا بل أكثر من ذلك ففي حال اضطر المريض إلى زيارة طبيب آخر فإن ذلك لا يستدعي إعادة شرح الحالة له بل يكفي أن يدخل إلى الملف ويطّلع على البيانات ليدرك الحالة التي أمامه.