الأسرّة الذكية
الأسرّة الذكية
مفهوم جديد للرعاية الصحية
تضع المستشفيات الحديثة جل اهتمامها في توفير بيئة مريحة للمريض عبر تواجده في غرفة مريحة تسهم في تحسين حركته وتساعد القيّمين على تقديم الرعاية الصحية من خلال ما توفره من نظم الأسرّة الذكية عالية الاداء التي تساعد الطبيب والكادر التمريضي بالحصول على أدق تفاصيل الحالة المرضية وقراءة الوظائف الحيوية للمريض عن بعد.
الغرف الذكيّة في المستشفيات توفر للمريض على سرير العلاج إمكانية التواصل بينه وبين الطبيب عبر الاتصال المرئي. كما أن أسرّة المستشفيات الذكية والمتطورة قدّمت مفهوما مبتكرا من خلال ما تتمتع به من مزايا الإتصال بالفريق الطبي المعالج إضافة الى إمكانية جمع البيانات وإرسالها إلى مركز المعلومات الرئيسي في المستشفى. الأسرّة الذكية هي واحدة من التقنيات المتطورة المنتشرة في المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، حيث أنها لعبت دورا مهما في رفع كفاءتها وتحسين مستوى الخدمات فيها، وكذلك مساعدة الكوادر الطبية ومقدمي الرعاية الصحية على أداء المهام الملقاة على عاتقهم على أكمل وجه، ما أسهم بالتالي في الحد من نسبة الأخطاء الطبية في المستشفيات.
الأسرّة الذّكية أيضا مصممة لكي تسهل حركة المريض وتجعله يستعيد حركته الطبيعية بشكل أسرع لما لذلك من دور فاعل في استعادة عافية المريض وصحته ونشاطه، والسرير هو المدخل الأساسي لهذه الغاية وفق ما أظهرته الدراسات التي تؤكد أن حركة المريض خلال تواجده في غرف العناية المركزة تسهم في سرعة تعافيه وخروجه مبكرا من المستشفى. تعتمد هذه الأسرّة على مبدأ الحوسبة للوصول الى البيانات بشكل دقيق ومباشر بكفاءة وجودة عالية عبر نظام ذكي ومبتكر يطابق احتياجات المنشأة الطبية وأنماط العمل فيها بهدف تقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية باستخدام التكنولوجيا الذكية، تطبيقاً لأفضل المعايير والبروتوكولات المعتمدة عالمياً.
فمن خلال وجود رقائق استشعارية حساسة تراقب الوظائف الحيوية للمريض أثناء مكوثه في السرير مثل نبض القلب ودرجة الحرارة والتنفس وغيرها، يحصل الكادر الطبي في غرفة الطبيب المشرف على المعلومات الخاصة بالمريض عبر جهاز الكمبيوتر الخاص مع توضيح كامل للبيانات والتنبيه في حال حدوث تدهور مفاجئ للحالة المرضية مثل قرب تعرضه لسكتة دماغية او نوبة قلبية وما الى ذلك من حالات طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري.
الأسرّة الذكية كذلك يمكن أن تحدد ما إذا كان السّرير شاغرا، أو اذا كان المريض يحاول النهوض.
ويمكن ان تقوم أيضا بضبط نفسها لضمان الضغط المناسب وتقديم الدعم للمريض. كما يمكن أيضا لأجهزة الاستشعار مراقبة الحالة الصحية لكبار السن، ويمكن للأجهزة اللاسلكية الأخرى أن تشجع المستخدم على الحياة بصحة جيدة مثل أجهزة قياس القلب التي يمكن ارتداؤها. كما أن أسرة المستشفيات الحديثة قادرة على تمييز إنذار خروج المريض من السرير حيث يتم وضع وسادة الضغط على أذرع الفراش لتعطي تنبيها عند قيام المريض من السرير؛ وسرعان ما يدرك الكادر التمريضي هذه الحركة بعد ان ينبعث الإنذار من السرير.
الغرف الذكية
مفهوم جديد يطغى على الرعاية الصحية في المستشفيات وهو مفهوم الغرف الشاملة والذكية في بيئة استشفائية متطورة تضمن سلامة المريض وحصوله على رعاية طبية دقيقة الى جانب تحسين سير العمل بالنسبة للطاقم الطبي. تعتمد غرف المرضى الذكية على ربط الأجهزة الطبية في غرفة المريض إلكترونياً مع ملف المريض، ما يسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى من حيث توفير طرق ذكية للتواصل مع مقدمي الخدمة والجهات الأخرى.
من مميزات غرف المرضى الذكية الربط الآلي للأجهزة الطبية مع نظام المعلومات الصحية الإلكترونية ومع أجهزة العلامات الحيوية أي أجهزة قياس الوزن والوظائف الحيوية للمريض وأجهزة ضخ الأدوية، أجهزة التنفس بحيث يتم تسجيل العلامات بشكل تلقائي في النظام من دون تدخل طاقم التمريض. كل سرير مجهّز بآيباد بحيث يتم استعراض علامات التنبيه ومؤشرات الحالة الطبية على شاشة إلكترونية خاصة لكل مريض، تسمح لطاقم الرعاية الطبية مراقبة حالة المريض عن بعد.
أنظمة الإتصالات الحديثة وتقنية المعلومات كان لها الدور الكبير في تطوير المنظومة الصحية بشكل عام، فعملت المستشفيات على تطوير انظمتها لتواكب هذا التطور لخدمة عدد اكبر من المرضى بدقة وجودة أكبر. فقد أتاحت التطبيقات الذكية الصحية المجال لتخزين البيانات من غرفة المريض مباشرة وإمكانية معالجتها بسرعة عالية، والمساعدة في توفير رعاية طبية تتلاءم واحتياجات المريض ما يضمن حصوله على خدمات عالية المستوى معتمدة على الجودة والثقة والدقة.