خطورة الإلتهابات البولية لدى الأطفال
خطورة الإلتهابات البولية لدى الأطفال
إرشادات وتوجيهات لصحّة سليمة
الإلتهابات البولية لدى الأطفال من المشاكل الصحية الأكثر شيوعا وتحديدا ما بين عمر السنتين والخمس سنوات لاسيما الفتيات، والمشكلة تكمن في صعوبة اكتشاف الأهل أو معرفة ذلك حيث أن بعض الحالات لا يرافقها أي عارض سوى ارتفاع الحرارة، والمشكلة الثانية هي عدم قدرة الطفل على التعبير عمّا يعانيه.
كيف يحدث؟
يصاب الطفل بالتهابات في المجاري البولية نتيجة الإصابة بأحد أنواع البكتيريا التي يمكن أن تنتقل من الجلد أو البراز. وتعَد الفتيات أكثر عرضةً للإصابة بهذا النوع من الإلتهاب عن الذكور؛ حيث يكون طول مجري البول عند الإناث أقصر ممّا هو عند الذكور، ممّا يسمح لهذه البكتيريا بالانتقال بشكل أسهل.
في حالات أخرى يمكن أن يعاني بعض الأطفال من مشاكل في المثانة أو الكلى فيصبحوا أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المجاري البولية. من ضمن هذه المشاكل الإصابة بـ”الجزر المثاني الحالبي” وهو عبارة عن ارتداد البول من المثانة الى الكلى، أو تضيق في القناة البولية والذي قد يساهم في انسداد مجرى البول وبالتالي يؤدي إلى زيادة نمو الجراثيم والميكروبات، أو دخول البكتيريا التي توجد بالشرج الى مجري البول ثم الكلى.
الأعراض
الرضع وحديثو الولادة قد لا تظهر لديهم أي أعراض سوى ارتفاع درجة الحرارة، وفي أحيان أخرى يمكن أن تنخفض شهيتهم للطعام أو يتراجع نموهم، أو يبدو عليهم الخمول، أو يصابون بالتقيؤ أو الإسهال.
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين فمن الممكن أن يعانوا من حمى، أو تقيؤ، أو إسهال، أو ألم بطني، أو رائحة بول كريهة. أما الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين والمصابين بعدوى في المجاري البولية فيشتكون من الأعراض النموذجية لعدوى المثانة أو الكلية عند البالغين. في العادة، يشكو الأطفال المصابين بعدوى في الكلية من ألم أو حرقة في أثناء التبول، والرغبة المتكررة بالتبول، والألم في منطقة المثانة؛ وقد يعانون من صعوبة في التبول أو حبس البول ورائحة بول كريهة. عادةً ما يشتكي الأطفال المصابين بعدوى في الكلية (التهاب الحويضة والكلية– pyelonephritis) من ألم في جانب الجسم أو منطقة الظهر فوق الكلية المصابة، وحمى شديدة، وقشعريرة، وشعور عام بالتوعك. أما الأطفال الذين يعانون من شذوذ تشريحي في المجرى البولي فقد تكون لديهم كتلة في البطن، أو تضخم في الكلى، أو تشوه في فتحة الإحليل، أو شذوذ محتمل في أسفل العمود الفقري. بعض الأطفال يكون لديهم تدفق البول ضعيفًا، حيث يمكن ان يكون سبب ذلك انسداد في أحد الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة (الحالبين – ureters ) أو قد يكونون غير قادرين على التحكم بالمثانة بسبب مشكلة عصبية.
تتمثل الأعراض عند الرضع على النحو التالي:
- ارتفاع درجة الحرارة من دون وجود سبب واضح.
- رائحة كريهة للبول.
- عدم النمو الجيد وعدم زيادة الوزن.
- القيء والإسهال المتواصل من دون سبب واضح.
عند الأطفال في عمر أكبر:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- القيء والإسهال.
- حدة المزاج وعصبية الطفل من دون سبب ظاهر.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن.
- ألم وصعوبة عند التبول.
- ألم في البطن وأحيانًا في أسفل البطن والخاصرة من الظهر.
- نزيف في البول في الحالات المتقدمة.
- رائحة كريهة للبول.
تكمن الخطورة في إمكانية حدوث بعض المضاعفات المحتملة مثل:
- مشاكل على مستوى المسالك البولية.
- تشوهات أو تندب في الكلى.
- الجزر المثاني الحالبي Vesicoureteral reflux الذي يعتبر اضطرابا يسبب تدفق البول إلى الكليتين والحالب، أي بالاتجاه المعاكس.
كيف يتم التشخيص؟
تشخيص التهاب المجاري البولية لدى الأطفال يتطلب طبيبا متخصصا في هذا المجال من أجل تحديد مسار العلاج الدقيق بحسب الحالة لاسيما وأن الطفل لا يعرف كيف يعبّر. على الطبيب في البداية إجراء الفحص السريري المعتاد على الطفل وفي حال كان ناضجا بعض الشيء يمكن ان يسأله بطريقة ما عمّا يشعر به من ألم أو حرقة عند التبول، إضافة الى إجراء الفحص الجسدي الشامل للبحث عن أي تورم أو ألم حول منطقة الأعضاء التناسلية. لكن ليس ذلك ما يعتمد عليه الطبيب، بل ينبغي إجراء فحص البول وتحديدا زرع البول لمعرفة نوع البكتيريا، كما تساعد الاختبارات الدموية والاختبارات التي تكشف عن وجود الالتهاب عندما لا تنجح الاختبارات البولية في تأكيد التشخيص، وقد تُستخدم لمساعدة الطبيب على تشخيص عدوى في الكلية بالإضافة إلى عدوى في المثانة. يمكن أن يُستخدم الزرع البكتيري لعينة من الدم عند الأطفال الرضع المصابين بعدوى في المجاري البولية، وعند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-2 سنة ويعانون من توعك شديد. كما يتم أيضاً التحري عن عوامل أخرى مثل حالات الإمساك والتبرز من خلال سؤال الأهل عن ذلك. من سبل التشخيص المتبعة أيضا فحص إشعاعي مثل الإشعة الصوتية للجهاز البولي، وذلك للتأكد من عدم وجود أي أسباب غير طبيعية وراء هذا الالتهاب مثل العيوب الخلقية. فقد يوصي الطبيب بعمل أشعة ملونة للجهاز البولي والأشعة النووية على الكليتين للتأكد من عدم وجود أي مناطق متضررة يمكن أن تؤثر على وظيفة الكليتين مستقبلاً.
خيارات العلاج
التهاب المجاري البولية يُعالج باستخدام المضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان يطلب الطبيب فحصا جديدا للبول بعد الانتهاء من العلاج بهدف التأكد من اختفاء الالتهابات بالكامل، وهو ما يضمن أن الحالة المرضية لن تظهر ثانية أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. في الحالات الشديدة، تُعطى المضادات الحيوية عن طريق الحقن (العضلي أو الوريدي)، في حين تُعطى عن طريق الفم لباقي الأطفال. يستمر العلاج لفترة تتراوح بين 7-14 يومًا تقريبًا.
غالبًا ما يستمر الأطفال الذين يحتاجون إلى إجراء المزيد من الاختبارات لتحري الشذوذات التشريحية في الجهاز البولي بأخذ المضادات الحيوية إلى حين اكتمال الاختبارات وظهور نتائجها. الأطفال الذين يعانون من شذوذ في بنية المجاري البولية قد يكونون بحاجة الى عمل جراحي لتصحيح هذا الشذوذ، في حين يحتاج أطفال آخرون إلى تناول المضادات الحيوية بشكل يومي للوقاية من العدوى. وغالبًا ما يحتاج الأطفال المصابون بالجَزْر المثاني الحالبي إلى إجراء عمل جراحي لتصحيح ذلك، وتناول المضادات الحيوية الى حين إجراء العملية.
الوقاية
الوقاية من التهاب المجاري الولية امر ممكن في بعض الحالات، وهنا يأتي دور الأهل في تعليم الطفل كيفية تنظيف الأعضاء التناسلية عندما يبدأ بالإعتماد على نفسه في الدخول الى الحمام، وقبل ذلك تكون مهمة الأم تنظيف طفلها وعدم ترك الحفاضات لوقت طويل.
خطوات الوقاية يمكن اختصارها على النحو التالي:
- ضرورة تنظيف الأعضاء التناسلية وخاصة لدى الفتيات بعد الذهاب إلى المرحاض.
- المسح من الأمام إلى الخلف، وبعد المسح للخلف لا يجب المسح من الأمام مرة أخرى، لأن القيام بذلك قد ينقل الجراثيم من فتحة الشرج إلى المهبل أو المسالك البولية.
- تغيير الحفاضات بشكل متكرر بعد كل حركة أمعاء، ويجب التوقف عن استخدام الحفاضات تماماً للأطفال الذين تم تدريبهم بشكل صحيح على استخدام المرحاض.
- تعليم الطفل بضرورة الذهاب الى الحمام عند الشعور بالحاجة الى التبول وعدم حبس البول.
- إذا لاحظت الأم أن طفلها يعاني من الإمساك ينبغي معالجة ذلك على الفور ومراجعة الطبيب في الحالات المزمنة.