انسداد الشرايين الطرفية… الأعراض وعوامل الخطورة!
انسداد الشرايين الطرفية… الأعراض وعوامل الخطورة!
تعمل الشرايين الطرفية على توصيل الدم من القلب إلى الذراعين والساقين، فالشرايين السليمة تحتوي على بطانة ناعمة تمنع تجلط الدم وتعزز مرور الدم بشكل ثابت. لكن عند حدوث انسداد بها يقل تدفق الدم إلى الأطراف، ويحدث ذلك نتيجة تراكم الدهون على البطانة الداخلية للأوعية الدموية التي تؤدي إلى ضيق الشريان وعدم سريان الدم بشكل طبيعي داخله.
تحدث أمراض الشرايين الطرفية على مدى سنوات، ما يؤدي إلى تضيق بطيء في الشرايين الرئيسية وحرمان الأنسجة من العناصر الغذائية الأساسية؛ من دون كمية كافية من الأوكسجين والمواد المغذية الأخرى التي تُتعب العضلات بسهولة وتُفقد الأنسجة سلامتها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض كثيرة. انسداد الشرايين الطرفية هو اضطراب بالدورة الدموية يؤدي الى ضيق الشرايين في الأطراف، حيث تصبح الأوعية الدموية ضيقة ويتقلص تدفق الدم بها، ويكون عادة بسبب تصلب الشرايين، حيث تتراكم الترسبات الدهنية في الشريان، وتحد من تدفق الدم والأوكسجين إلى الأعضاء والأطراف. مع كثرة تراكم الترسبات الدهنية، قد تتطور الحالة الى حدوث الجلطات بسبب منع تدفق الدم بشكل تام؛ كما يؤدي ذلك إلى الشعور بالألم والتعب بالساق خصوصاً أثناء ممارسة الرياضة. قد يتطور المرض إلى تلف الأطراف وفقدان الأصابع إذا تُرك من دون علاج.
الأعراض
يعاني مريض انسداد الشرايين الطرفية من ألم يرافقه تنميل أو حرقة خاصة في الليل وعند التمدد او عند الشعور بالبرودة، كما تظهر تغيرات في لون البشرة وتكرار الإصابة بالإلتهابات بالإضافة الى قروح لا تندمل في القدمين وبين الأصابع. تتمثّل أبرز الأعراض:
- برودة في أسفل الساق أو القدم.
- خدر أو ضعف في الساق.
- تغيرات في لون جلد الساقين.
- بطء نمو أظافر القدمين.
- تقرحات لا تُشفى في أصابع القدم أو القدم.
- الشعور بألم عند استخدام الذراعين.
- تساقط شعر الساقين أو بطء نموه.
- تقلصات مؤلمة بعد ممارسة أنشطة معيّنة مثل المشي أو صعود الدرج.
اعتلال الشرايين الطرفية وانسدادها يحد من تدفق الدم إلى الساقين، وهو السبب في أن المريض قد يعاني من تغيرات في لون الساقين والقدمين، وإذا تركت من دون علاج تبدأ الساقين في التحول إلى اللون الشاحب أو الأزرق وقد تعاني من ألم مؤلم فيها خاصة عند المشي.
قد يهدأ هذا الألم بعد بضع دقائق من الراحة، بالإضافة إلى إن البرودة والخدر والضعف في أسفل الساق أو القدم، يكون أيضًا علامة منبهة لارتفاع الكوليسترول في الدم. كما يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في مجرى الدم إلى تراكم الترسبات الدهنية في الجلد أيضًا، وتظهر هذه المشاكل الجلدية والنمو في العديد من المناطق، بما في ذلك زوايا العين أو الخطوط الموجودة على راحة اليد أو الجزء الخلفي من أسفل الساقين، وفقًا لجمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية.
عوامل الخطورة
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية، منها التدخين ومرض السكري والتقدم في العمر. يتعرض الأشخاص بعمر الـ 65 عام وما فوق إلى زيادة في خطر الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية؛ العامل الوراثي يزيد كذلك من خطر الإصابة، فعند إصابة أحد أفراد عائلته سابقًا بأمراض القلب أو الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة.تصلب الشرايين هو أشهر أسباب انسداد الشرايين، ومن أشهر العوامل التي تساعد على ذلك التدخين، وضغط الدم المرتفع، وداء السكري، وزيادة الكوليسترول والدهون الثلاثية، والسمنة، والسن فوق 50 سنة، وأمراض الكلى والغسيل الكلوي، وعدم ممارسة الرياضة البدنية، واتباع عادات غذائية سيئة.
هناك أسباب وعوامل أخرى نادرة كالتهابات بالأوعية الدموية وأمراض المناعة وغيرها، كما أن أعراض أمراض الأوعية الدموية الطرفية تتمثل في التقلصات والشد العضلي أثناء المشي لمسافة معينة، ويختفي عند التوقف عن المشي لمدة معينة، ووقوع الشعر من الساق، وتلون القدم بالأحمر أو الأزرق أو الأسود، ووجود ألم بالأصابع طوال الليل يمنع المريض من النوم، والغرغرينا وموت الأنسجة الطرفية، وقرح بالأطراف. قد تؤدي عدم معالجة أمراض الشرايين الطرفية إلى أمراض خطيرة منها النوبة القلبية التي تتسبب بضرر دائم في عضلة القلب نتيجة عدم وصول الدم إلى القلب لفترة طويلة، السكتة الدماغية والنوبة الإقفارية العابرة بسبب انقطاع في تدفق الدم إلى الدماغ. وقد يصل الأمر إلى البتر خصوصًا لدى من يعاني من داء السكري.
السكري وشرايين الأطراف
تصلب الشرايين الطرفية، لاسيما القدمين، من الأمراض الشائعة بين مرضى السكري، حيث يعتبر مريض السكري عرضة لفقدان الطرف السفلي بزيادة من 10 إلى 16 مرة عن غيره، ويكون التصلب في مرضى السكري أكثر طرفية “تحت الركبة” عن غيره من المرضى، ويكون مصحوباً بتكلس بجدار الأوعية الدموية. تشمل أعراض تصلب الشرايين الطرفية حدوث آلام في الفخذ وتظهر أثناء السير، وتقل أو تختفي أثناء الراحة، وتتحسن هذه الأعراض تلقائياً لدى ثلثي المرضى أو على الأقل تظل ثابتة، أما الثلث الآخر من المرضى فتتدهور حالتهم وتسوء الأعراض لديهم، كما يلجأ إلى البتر أو الجراحة نحو 2% من هؤلاء المرضى.
مشكلة مريض السكري أنه لا يشعر بالآلام الناتجة عن إصابته باعتلال الأعصاب الطرفية لأنه يفقد الإحساس بالقدم، ما يجعل زيارته للطبيب متأخرة وبالتالي النتائج ستكون أسوأ من حيث يرتفع معدل بتر القدم لديهم إلا إذا كانت الحالة قابلة للعلاج بواسطة القسطرة العلاجية أو الوصلات الشريانية والدعامات.
على مريض السكري أن يعي أهمية المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص وأن يتعلم هو كيف يفحص قدميه يوميا لما لذلك من دور مهم في حماية أطرافه؛ وعليه أن يعي انه في هذه الحالة يصبح أكثر عرضة للتعرض بتصلب شرايين القلب أي انه عندما يعالج تصلب الشرايين الطرفية فهو بذلك يسهم في حماية شرايين قلبه أيضا. وأول الأنسجة والخلايا التي تتأثر بنقص الدم هي الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى حدوث التهاب بالأعصاب الطرفية يبدأ بالتنميل وآلام وخز بالقدم الى حد الوصول الى فقدان الإحساس بالقدم في النهاية.
هنا تكمن أهمية تشخيص الحالة مبكرا حتى لا يصاب مريض السكري بالغرغرينا التي تؤدي إلى بتر أحد الأطراف؛ عليه إجراء الفحوصات اللازمة وعمل الفحوصات الضرورية للتشخيص.
التشخيص
يحتاج المريض إلى بعض الفحوصات والاختبارات الطبية لتحديد ما إذا كان يُعاني من أمراض الشرايين الطرفية ومدى خطورتها. يتم تشخيص انسداد الشرايين الطرفية بفحص النبض بالأطراف والبحث عن علامات انسداد الشرايين بالطرف، ويساعد على التشخيص أيضاً بعض الفحوصات الهامة مثل الموجات الفوق الصوتية والأشعة المقطعية بالصبغة. من الفحوصات التشخيصية المتبعة في مثل هذه الحالة مؤشر الضغط الإنسدادي في الكاحل وهو اختبار يقارن بين ضغط الدم في أسفل الساقين وضغط الدم في الذراعين، ففي هذا الإختبار تُثبت أكمام قياس ضغط الدم على ذراعي المريض وساقيه، وتنتفخ الأكمام ويُستعمل جهاز يدوي يُعرف بجهاز دوبلر للإستماع إلى تدفق الدم. يرصد الإختبار كمية الدم المارة خلال الساقين والقدمين. وفي حال كان المريض يُعاني من أمراض الشرايين الطرفية يكون ضغط الدم في تلك المناطق أقل. قد يلجأ الطبيب كذلك في التشخيص بواسطة تسجيل معدل النبض حيث يقيس هذا الاختبار التغييرات في كمية الدم الذي يمر خلال الساقين، كما أنه يُفيد في تحديد الأماكن التي تُعاني من الإنسداد. خلال هذا الإختبار، يتم وضع كُم لقياس ضغط الدم على الذراع والعديد من الأكمام الُأخرى على الساقين. يستلقي المريض في هذه الأثناء فيما تُنفخ الأكمام قليلًا. وحالما ينبض الدم أثناء مروره في الشرايين تتوسع الأوعية الدموية فتؤدي إلى زيادة أو نقصان في كمية الهواء في الكُم، ويتم تسجيل التغييرات. وتسجل التغييرات في ضغط الدم قبل ممارسة المريض التمرين على جهاز المشي وبعده، إذ يُفيد ذلك في تحديد ما إذا كان الألم ناجمًا عن أمراض الشرايين الطرفية.
تصوير الشرايين بالموجات فوق الصوتية هو اختبار يفحص تدفق الدم، حيث يوضع جهاز محمول باليد يُطلق عليه بالمحوّل على بشرة المريض فوق الشريان المراد فحصه. ويُرسل المحوّل موجات صوتية لا يسمعها المريض فترتد بعد ارتطامها بالشريان. ويتم تسجيل الموجات فوق الصوتية وتُبث صور تعكس الوعاء الدموي (الشريان). ويمكن اللجوء لهذا الاختبار للكشف عن مكان الانسداد في الشريان. تشمل الفحوصات والاختبارات الطبية الُاخرى التي قد يحتاجها المريض تصوير الأوعية الدموية والشرايين بالأشعة السينية أو التصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
العلاج
لا يوجد علاج يشفي من انسداد الشرايين الطرفية، لكن الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام وإدارة عوامل الخطورة التي تشمل ارتفاع مستوى الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم يمكن أن تحد من تفاقمها. يختلف علاج انسداد الشرايين الطرفية في القدم والأطراف بحسب كل حالة؛ فهناك علاج غير جراحي حيث يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية التي تعمل على خفض نسبة الكوليسترول، والأدوية الخافضة لضغط الدم والأدوية التي تعمل على تخفيف الأعراض والأدوية المانعة لتخثر الدم. في بعض الحالات المرضية المتقدمة، يلجأ الطبيب الى طريقة جراحية تُستخدم في تسليك الشرايين الطرفية وتتم عن طريق أجهزة قابلة للنفخ كالبالونات لفتح الشرايين الضيقة، مثل البالونات التي تمدد الشرايين المفتوحة، والبالونات ذات الحواف المعدنية التي تقطع وتفكك ترسبات الكالسيوم، والبالونات المغلفة بالأدوية التي يمكن أن تمنع الندوب وتضييق الشريان في المستقبل. وخلال العملية، يوجه الطبيب القسطرة بطرف بالون صغير عبر الأوعية الدموية إلى مكان الانسداد ثم يتم نفخ البالون لتوسيع الشريان الذي يعيد تدفق الدم.