النقرس وإلتهاب المفاصل… من هم الأكثر عرضة النساء أم الرجال؟
النقرس وإلتهاب المفاصل
من هم الأكثر عرضة النساء أم الرجال؟
يُعرف داء النقرس بنوبات الألم الحادة والاحمرار والتورم في المفاصل لاسيما إصبع القدم الكبير؛ ارتفاع حمض اليوريك في الجسم يعد العامل الأهم في الإصابة بهذا المرض. إنه اضطراب تترسَّب فيه بلورات حمض البول أو اليُوريك وتتجمَّع في المفاصل بسبب ارتفاع مستوياته في الدم. تجمّع البلورات ينتج عنه نوبات التهابية مؤلمة. يشيع حدوث داء النقرس بين الرجال أكثر من النساء، ويحدث عادةً في منتصف العمر عند الرجال وبعد انقطاع الطمث عند النساء.
كيف يحدث؟
يحدث داء النقرس بسبب تسرّب كميات كبيرة من حمض اليوريك إلى الدم لتتراكم في المفاصل والهياكل المحيطة. يمكن أن يتسبب تراكمه في المفاصل في حدوث التهاب في هذه المناطق مما يؤدي إلى تراكم السوائل في المفصل وتقييد الحركة والألم.
يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم غالبا عندما تعجز الكلى عن طرح ما يكفي منه في البول، ويتم تشخيص هذا السبب عن طريق جينات الشَّخص. مع الوقت، فإن وجود نسبة مرتفعة من حمض اليوريك في الدَّم ينتج عنها تكوين بلورات حمض البول وترسُبها في المَفاصِل وحولها.
إصبع القدم الكبير هو أكثر مناطق المفاصل إصابة؛ وعلى الرغم من أن مدة النوبة عادة ما تكون من 12 إلى 24 ساعة، إلا أن هناك حالات من النقرس الحاد تستمر الأعراض فيها لمدة 10 أيام. يواصل المرضى حياتهم دون شكاوى خلال الفترة بين نوبات النقرس الحادة.
إذا حدثت نوبات النقرس أكثر من المعتاد، فإنها تسمى النقرس المزمن. يجب توخي الحذر لأن نوبات النقرس المزمنة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من النقرس المزمن، قد يصبح الألم مستمراً، وفي هذه الحالة تتأثر جودة نوم الشخص سلبًا. يمكن أن يتأثر المشي والأعمال المنزلية والأنشطة اليومية العادية الأخرى سلبًا.
علامات وأعراض
ألم شديد ومفاجئ في أحد المفاصل أو أكثر، حيث يصبح المفصل ملتهباً ومتورماً ودافئًا، وقد يبدو الجلد فوق المفصل أحمر اللون أو أرجواني، مشدودًا ولامِعًا.
نوبات النقرس عادة تكون على شكل هجوم مؤلم للغاية، يتميز هذا المرض ببداية سريعة للألم في المفصل المصاب يليه دفء وتورم وتغير المنطقة المصابة للون الأحمر، أما الحالات الحادة فيرافقها آلام شديدة، ولا يستطيع المريض احتمال اللمسة الخفيفة على إصبع القدم.
تستهدف نوبات الألم المفصل الصغير الموجود في قاعدة إصبع القدم الكبير، وتشمل المفاصل الأخرى التي يمكن أن تتأثر كمشط القدم والكاحل والكعب والركبة ووتر العرقوب والرسغ والإصبع أو الكوع. وربما تهدأ هذه النوبات المؤلمة في غضون ساعات إلى أيام، مع أو بدون دواء، ولكن في حالات أخرى يمكن أن يستمر الهجوم لأسابيع، ويعاني معظم المرضى نوبات متكررة من التهاب المفاصل النقرسي على مر السنين.
في البداية تكون هجمات النقرس قليلة ومتباعدة وتستمر لبضعة أيام فقط، وفي حال عدم السيطرة على المرض من خلال الأدوية تصبح النوبات أكثر تكراراً ومدتها أطول. مع الوقت، تسبب هجمات النقرس المتكرّرة تلف المفاصل المتضررة.
مراحل المرض
يوجد أربع مراحل لتطور مرض النقرس ولكل مرحلة أعراض خاصة بها:
1. فرط حمض اليوريك في الدم
ترتفع نسبة حمض اليوريك في دم المريض. وعلى الرغم من ترسب بلورات اليوريك في المفاصل والأنسجة إلا أن أعراض المرض لا تظهر في هذه المرحلة.
2. نوبات النقرس الحادة
تحدث عندما تتراكم بلورات اليوريك في المفاصل والأنسجة الرخوة المحيطة بها محدثة آلامًا حادة، تورم وشعور بالحرارة في المفصل المصاب والذي عادًة ما يكون إصبع القدم الكبير. تستمر هذه الأعراض من 3 إلى 10 أيام.
3. فترة ما بين النوبات
تنحسر أعراض نوبات النقرس الحادة وآلامها مع استمرار تكون وترسب بلورات اليوريك. وقد تستمر هذه الفترة لأشهر أو لسنوات.
4. النقرس المزمن
تتطور حالة المريض في حال عدم تلقيه العلاج المناسب على مدار سنوات الإصابة بالنقرس، ليصل الى هذه المرحلة الأخيرة من المرض وهي المرحلة الأكثر إيلامًا. فبعد مرور المريض بالعديد من نوبات النقرس الحادة خلال سنوات المرض التي قد تصل لعشر سنوات أو أكثر. تتعرض في هذه المرحلة المفاصل والكُلى لتلف دائم. يعاني المريض من آلام شديدة في المفاصل بسبب تراكم بلورات اليوريك التي شكلت تكتلات بلورية كبيرة خاصة في مفاصل الأصابع.
تشخيص المرض
يتم تشخيص النقرس عندما تحدث نوبة أو أكثر من نوبات آلام المفاصل الحادة، تليها فترة لا توجد فيها أعراض، مع فرط مستمر في حمض يوريك الدم.
يحتاج الطبيب للإستماع الى التاريخ المرضي وكيفية حدوث النوبات وطبيعة الآلام التي يشعر بها، على أن يقوم بعد ذلك بالفحص السريري لمكان الإلتهاب الحاصل. أفضل طريقة لتشخيص النقرس هي فحص السائل المسبب لتورم المفصل المصاب (السائل الزليلي) تحت المجهر للبحث عن بلورات حمض اليوريك. كما أن شدة الألم، وطول مدة النوبة، وحالة المفاصل المصابة هي أكثر التفاصيل التي يركز عليها الطبيب في التشخيص.
كما يطلب الطبيب بعض الفحوصات المخبرية وقد يتم إجراء تصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو الموجات الصوتية، أو الرنين المغناطيسي؛ للكشف عن الأنسجة والعظام.
العلاج
تعتبر الأدوية المضادة للالتهابات أفضل علاج لنوبات النقرس، وتكون هذه الأدوية أكثر فاعلية عندما يبدأ استخدامها في وقت مبكر من حدوث النوبة لأنها تعمل على الحد من التورم في المفصل. وعند وجود تاريخ مرضي للإصابة بالنقرس، فيمكن أن يصف الطبيب دواء في حالة حدوث التوهج. والعلاج المبكر مهم في تقليل الفترة التي يستغرقها الألم، وتقليل شدة التوهج ومدته.
العلاج الوقائي يهدف إلى الحد من حدوث نوبات النقرس. ويوصف العلاج عن طريق الطبيب المتخصص ويؤخذ يوميًّا بجرعات قليلة لتجنب الآثار الجانبية المعدية المعوية.
الوقاية
يحتاج مريض النقرس الى إدارة المرض بشكل مدروس لان هذه الخطوة تساعده في نجاح العلاج المتبع فتنخفض حدة النوبات ووتيرة حدوثها بشكل كبير فيتمكن المريض من العيش حياة هانئة. فإلى جانب العلاج الدوائي، هناك خطوات يومية تتعلق بالغذاء لما له من دور في التخفيف من حدة المرض.
على مريض النقرس ان يمتنع عن الأطعمة التالية:
- الاطعمة الدسمة والدهون.
- العدس والبقول أثناء النوبات الحادة.
- اللحم والسمك والدجاج أثناء النوبات الحادة.
- الكبد والكلى والمخ والسالمون والسردين والبطارخ والمحار.
- شوربة اللحوم والسمك.
- الباذنجان والقرنبيط والسبانخ أثناء النوبات الحادة.
- التوت والفراولة والتين.
- التوابل والبهارات والمخللات أثناء النوبات الحادة.