مقالات طبية

نظرة عامة حول المناعة الذاتية وأمراضها

نظرة عامة حول المناعة الذاتية وأمراضها

د. مجيد أبي صعبإستشاري أمراض الروماتيزم وهشاشة العظام في المستشفى الأهليقطر

يصعب تفسير المناعة الذاتية ولكن يمكن شرحها بشكل مبسّط لكي تتوضح الصورة لدى الجمهور. فالمناعة هي آلية الدفاع عند الشخص ضد الأمراض، لكن عندما يكون هذا الدفاع مضطربًا، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات مناعية مرضية تسمّى أمراض المناعة الذاتية.

يعتبر هذا الأمر معقّداً للغاية لأنّ المناعة الذاتية هي آلية خفيّة انتشرت معرفتها تدريجيًا على مدى العقود الماضية بحيث تشمل العديد من جوانب الأمراض، سواء كانت نوعيّة أو غير نوعيّة للأعضاء. لكن تعتمد جميعها على الأجسام المضادة الذاتية التي تنتجها الخلايا المناعية للشخص لاستهداف الخلايا الخاصة بأيّ عضو في الجسم. يمكن أن تكون أمراض المناعة الذاتية حادة أو مزمنة، كما يمكن أن تؤثّر بشكل أساسي على جميع الأعضاء وأجهزة الجسم. تنتج الأجسام العامّة أجسامًا مضادة ذاتية شاملة تسبّب أمراضًا عامة تسمّى أمراض النسيج الضامّ، تشمل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحماميّة، والاعتلال العضلي المناعي مجهول السبب، ومتلازمة شوغرن، ومتلازمة مضادات الفوسفوليبيدات والعديد من الأمراض الأخرى؛ بينما يحتوي كل مرض على بعض الأجسام المضادة المحدّدة التي يمكننا اختبارها لربط الأعراض بالنتائج.

إنّ أمراض المناعة الذاتية المتعلّقة بالأعضاء شائعة جدًا، وأكثرها شهرة التهاب الغدّة الدرقية المسمّى بالتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي؛ يمكن أن تتأثّر العديد من أجهزة الغدد الصماء الأخرى، حيث يشارك النظام العصبي أيضًا في أمراض المناعة الذاتية المنفصلة الخاصة بالأعضاء مثل التصلب المتعدّد. إن معالجة أمراض المناعة الذاتية المحدّدة هو الأكثر حساسية ضمن الممارسات العملية، لكن التحديث المستمر الآخذ بالإنتشار سنويًا يتضمن العديد من برامج الأبحاث لفهم المرض والتوسع في خيارات العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى