أمراض وعلاجات

السلس البولي

السلس البولي

البدانة تزيد من المشكلة بنحو خمسة أضعاف

مشكلة صحية شائعة بين النساء تصل نسبة الاصابة بها الى نحو 70 بالمائة؛ السلس البولي من المشاكل الصحية المحرجة جدا لدى النساء الى حد يمنعهن من الخروج من المنزل بسبب خروج البول من المثانة بشكل تفقد المرأة قدرتها على السيطرة على عملية التبول، حيث يصبح خروج البول عملية لا إرادية، وتتراوح شدة السلس البولي بين حالات بسيطة وأخرى متوسطة وأخيرة شديدة.

لا يتوقف الباحثون عن اكتشاف المضاعفات الناجمة عن الوزن الزائد والسمنة المفرطة، فقد تبين وجود رابط بين السمنة وبين السلس البولي الذي ينتشر بصورة كبيرة لدى النساء البدينات بنسبة تعادل 5 أضعاف منه لدى النساء أصحاب الوزن المعتدل. الأبحاث الحديثة أظهرت أن الكيلوغرامات الزائدة يمكن أن تزيد خطر سلس البول لدى جميع النساء، مع إمكانية الشعور بالتحسن عند خسارة الوزن.

تخفيف الوزن يمكن أن يساعد في تخطي مشكلة السلس البولي الناتج عن السمنة، حيث يمكن أن تنخفض نسبة الإصابة بالسلس بصورة واضحة بحال كان جسم المرأة تتمتع بالوزن المثالي. 

السلس البولي نوعان؛ الأول هو السلس الإجهادي الذي يحدث نتيجة تسرب البول عند قيام المريض ببعض المجهود الضاغط على منطقة أسفل البطن والمثانة، مثل بعض التمارين الرياضية أو السعال والعطس أو الضحك أو رفع الأثقال، ومع أنه أكثر أنواع السلس البولي شيوعاً، إلا أنه قابل للشفاء في معظم الحالات. أما النوع الثاني، فهو السلس البولي القهري المرتبط بخلل في الإشارات العصبية المرسلة من المثانة إلى الجهاز العصبي المركزي، وقد يحدث حتى عند الأشخاص الطبيعيين، ولكنه غالبا ما يرافق حالات مرض السكري والسكتات الدماغية والخرف والتصلب المتعدد وداء باركنسون، وقد يكون إحدى العلامات المبكرة على وجود سرطان مثانة، ويدل عند الرجال غالبا على ضخامة غدة البروستات.

النساء الأكثر عرضة

يحدث السلس البولي في الغالب عند النساء نتيجة عدد من العوامل المؤثرة. وتتمثل تلك العوامل على النحو التالي:

الحمل

تعاني الكثير من السيدات بعد الولادة من هبوط في المثانة بسبب ضعف العضلات الداعمة للحوض.

التهابات المسالك البولية

قد يكون السلس البولي أولى علامات التهاب في المسالك البولية، وفي العادة تزول حالة السلس البولي بعد علاج الالتهاب.

سن اليأس

بلوغ المرأة إلى مرحلة سن الأياس يؤدي الى حدوث تغيرات هرمونية متعددة يمكن أن يكون لها دور في حدوث السلس البولي بسبب ارتخاء عضلة المثانة.

بعض أنواع الرياضة

التمارين الرياضية الضاغطة على منطقة أسفل البطن تسهم في الإصابة بالسلس البولي.

الأمراض العضوية

 خصوصا تلك التي تؤثر في عمل وظيفة الجهاز العصبي مثل السكري والسكتات الدماغية والخرف والتصلب المتعدد وداء باركنسون وسرطان المثانة، التي بدورها تؤدي إلى حدوث السلس البولي القهري.

علاجات سلوكية

علاج الحالة يعتمد على نوع السلس البولي؛ فالسلس البولي القهري يصعب علاجه، أما الجهدي فيمكن علاجه بطرق عدة. وتشمل المرحلة الاولى من العلاج بعض النصائح لتغيير نمط الحياة مثل التقليل من تناول السوائل وعدم الشرب قبل النوم لتجنب التبول الليلي، بالاضافة الى التبول مرة كل عدة ساعات من أجل تعليم المثانة على نظام التبول، وتجنب بعض الادوية التي تسبب سلس البول، وضرورة التحكم بمرض السكري إذا كانت السيدة مصابة به. على المرأة أيضا عدم الاكثار من القهوة والشاي لانها تحفز على افراز البول؛ وعليها ايضا القيام ببعض التمارين لعضلات الحوض وهي كافية للسيطرة على سلس البول وحتى التخلص منها.  بداية العلاج لاسيما في المراحل الاولى من السلس البولي، تكون باتباع المريضة لبعض التقنيات السلوكية الهدف منها تدريب المثانة حيث تقوم بتأخير الذهاب للمرحاض عند الشعور بالحاجة للتبول، وتبدأ بمحاولة تأخير التبول لمدة 10 دقائق في كل مرة. وعندما تذهب للتبول، عليها التبول بشكل كامل ثم الانتظار لبضع دقائق ومحاولة التبول مرة أخرى.  تمارين عضلات قاع الحوض تدخل أيضا ضمن التدريبات السلوكية، فقد يوصي الطبيب المعالج بإجراء بعض التمارين لتقوية عضلات منطقة الحوض، فتقوم بشد عضلات المثانة (التي تُستخدم لوقف التبول) لمدة خمس ثواني، ثم الاسترخاء لمدة خمس ثواني وتكرر هذا الإجراء 10 مرات يومياً على الأقل. من انواع العلاجات المستخدمة كذلك، يلجأ الأطباء الى التحفيز الكهربائي الذي يتم عن طريق إدخال الأقطاب الكهربائية بداخل المستقيم أو المهبل، لتقوية عضلات الحوض عن طريق التحفيز الكهربائي. 

التدخل الطبي

قد يترافق العلاج السلوكي مع العلاج الدوائي مثل الأدوية المضادة للكولين التي تعمل على تقليل فرط المثانة. حاصرات ألفا تُستخدم غالباً في حالات تضخم البروستاتا وتعمل على بسط عضلات المثانة وكذلك ارتخاء البروستاتا، ما يقلل الضغط على المثانة. يمكن علاج الحالة باستخدام هرمون الاستروجين الموضعي وذلك بعد انقطاع الطمث، ويتم استخدام الكريم الموضعي في منطقة المهبل لتقليل سلس البول. ولا ينصح الأطباء بتناول الحبوب الدوائية التي تحتوي على هرمون الإستروجين، حيث أنها تزيد من حدوث السلس. 

من ضمن العلاجات المتاحة، يتوافر كذلك العلاجات التدخلية عبر حقن بعض المواد في منطقة الإحليل، حيث يتم حقن مادة صناعية داخل الأنسجة المحيطة بمنطقة الإحليل تعمل على غلق المثانة ومنع تسريب البول، ولكن هذه الطريقة أقل فاعلية من الطرق الأخرى في علاج سلس البول حيث أنها تحتاج للحقن بانتظام.

كما يمكن حقن البوتكس للأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط المثانة. 

عند فشل كل الخيارات العلاجية السابقة، يبقى التدخل الجراحي هو الخيار الأنجح؛ خلال العملية، يتم أخذ جزء من الجلد أو استخدام بعض المواد الصناعية لتكوين شبكة حول مجرى البول والعضلات المحيطة بالمثانة، ليصبح مجرى البول مغلقاً عند الضغط على المثانة. كما يتم دعم عنق المثانة، حيث يُستخدم لتوفير الدعم الخاص الإحليل والمثانة. وقد شهدت هذه العمليات تطورا ملحوظا بحيث بات من الممكن اجراؤها بمضاعفات أقل. 

تمارين رياضية

هناك بعض التمارين الرياضية التي تفيد المرأة عند بداية هبوط المبولة بحيث تساعدها على الحد من تقدم الحالة والتحكم بعملية التبول. والتمارين مخصصة لتقوية عضلات أرضية الحوض، حيث تنام المريضة على ظهرها والساقين مفتوحين ثم تحاول أن تقبض عضلات مجرى البول والمستقيم وكأنها تحاول منع نزول البول والبراز؛ وتحاول الحفاظ على هذا الانقباض من 3 –5 ثوان ثم تستريح ضعف الوقت الذي تم فيه الانقباض أي إذا كان وقت انقباض العضلة 3 ثوان يكون وقت الاسترخاء 6 ثوان.

 يجب تكرار هذا التمرين مع التركيز على الإحساس بالعضلة وهي مشدودة ورؤيتها وهي تنقبض ثم وهي تسترخي أو الإحساس بهذا الانقباض بيده حول مجرى البول ثم الإحساس باسترخاء هذه العضلة. وكبرنامج مقترح لتقوية هذه العضلات يمكن عمل أربع مجموعات من التمرين يومياً كل مجموعة تتكون من 10 انقباضات مستمرة ( من 3-5 ثوان ) مع فترة استرخاء بين كل انقباض كما سبق ومن 10 – 20 انقباض سريع ( انقباض سريع لمدة ثانية مثلاً ثم استرخاء سريع) مع زيادة العدد في كل يوم بمعدل 10 انقباضات لكل مجموعة للوصول إلى 200 تكرار للتمرين يومياً على الأقل ( يمكن أن يكون هذا التكرار حسب قدرة المريض على أداءه تزداد تدريجياً)، ويلاحظ أداء هذه التمرينات والمثانة غير ممتلئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى