الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية
حصانة صحيّة لأم وطفل بأمان
تأتي الرضاعة الطبيعية على رأس الأولويات لما لها من أهمية قصوى لصحة الأم والطفل معاً، ولا تزال الأبحاث تكشف المزيد من الفوائد؛ ففي كل يوم تطالعنا الأبحاث الطبية بفوائد الرضاعة الطبيعية وتأثيراتها الإيجابية؛ آخر الأبحاث تشير الى حماية الامهات من التدهور المعرفي مع التقدم في السن.
كلما كانت فترة الرضاعة أطول كلما كانت الفوائد الصحية أكثر حيث توصي منظمة الصحة العالمية الأمهات بإرضاع أطفالهن حتى 6 أشهر من دون أي أطعمة أخرى، ثم الاستمرار في الرضاعة عامين إضافيين مع إدخال عناصر غذائية جديدة. وبحسب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الربو والسمنة.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
يشكل حليب الأم الغذاء المثالي للرضع حيث يحتوي على الأجسام المضادة التي تساعد على الوقاية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، كما يمنح الرضيع كل ما يحتاجه من طاقة وعناصر مغذية في الأشهر الأولى من عمره، ويستمر في توفير ما يقارب نصف الاحتياجات الغذائية للطفل أو أكثر من ذلك خلال النصف الثاني من السنة الأولى من عمره، وما يصل إلى الثلث خلال السنة الثانية من عمره.
تقوية جهاز المناعة
تساعد الرضاعة الطبيعية في تقوية مناعة الطفل، وبالتالي التقليل من إصابته بالأمراض المعدية والفيروسات مثل فيروسات النزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي، كما تقلل من نسبة إصابته بالحساسية عموماً والإكزيما ومرض السكري من النوع الأول والسمنة وبعض الأمراض المناعية في المستقبل. إن استمرار الرضاعة الطبيعية مدة كافية يقوّي الجهاز المناعي للطفل لأن حليب الأم غني بكريات الدم البيضاء، كما أنه يؤمن للطفل ما يحتاجه من المضادات الطبيعية لمقاومة الفيروسات والالتهابات.
إن حليب الأم يحتوي على عناصر غذائية كثيرة تتناسب وعمره واحتياجاته خلال مراحل عمره ونموه المبكرة من حيث المعدلات الصحيحة للدسم والسكر والماء والبروتين، وتساعد الطفل على النمو السليم.
تحسين وظائف الدماغ
تؤكد الأبحاثُ الطبية أنَّ في حليب الأم أحماضاً دهنيّة تساعد على نمو دماغ الطفل ونموِّ قدراته العقلية مثل الإدراك والذاكرة والتركيز والتفكير المنطقي؛ إن الرضاعة الطبيعية تساهم في تطور الميكروبيوم (Microbiome) لدى الطفل وهي كائنات حية دقيقة تعيش داخل الجسم من خلال توفير العناصر الغذائية الضرورية، وهو ما يؤثر إيجابيا على وظائف الدماغ وتطوير السلوكيات المعقدة.
وفي الإطار ذاته، ربطت العديد من الدراسات بين ارتفاع نسبة الذكاء لدى الاطفال والرضاعة الطبيعية حيث تبيّن انها تحسن مهارات التعلم والذاكرة لدى الأطفال نظراً لاحتواء حليب الأم على عناصر غذائية مثل حمض الدوكوساهكساينويك التي تؤثر بصورة إيجابية على نمو دماغ الطفل.
صحة الجهاز الهضمي
يسهم حليب الأم في تحسين صحة الجهاز الهضمي وزيادة كفاءته للطفل لاحتوائه على الانسولين والكورتيزول، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية التي لها دور كبير في تطور الجهاز الهضمي للطفل، مما يحد من الإصابة بالالتهابات المختلفة بالجهاز الهضمي، والتقليل من حالات الإمساك والإسهال والاضطرابات المختلفة التي يواجهها الطفل أثناء مرحلة نموه في الأشهر الأولى من عمره.
وقاية من الأمراض المزمنة
يوفر حليب الام عنصر وقاية من الامراض المزمنة سواء في مرحلة الطفولة او في المستقبل بالإضافة الى الوقاية من الامراض السرطانية في مرحلة الطفولة وخاصة سرطان الدم، الوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية، التقليل من نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول عند الأطفال، والحماية من الأمراض المناعية مثل أمراض الحساسية المختلفة ومرض الربو.
تهدئة الطفل ونوم أفضل
الرابط القوي بين الأم وطفلها ينشأ أثناء احتضانه وإرضاعه فيحصل الطفل على الهدوء والطمأنينة ما يخفف من توتره وبكائه وحتى من آلامه بسبب ارتباط الطفل بالأم أثناء فترة الرضاعة، وزيادة التواصل بينهما فيشعر الرضيع بالراحة. كما يتحسن نوم الطفل لأن حليب الأم يفرز هرمون الميلاتونين الذي يلعب دور المهدئ ويقلل حالات المغص، كما يساعد الطفل على التمتع بنوم مريح.
التغذية المتوازنة
ميزة حليب الام انه يوفر الغذاء الذي يتناسب مع عمر الطفل وكلما طالت فترة الرضاعة تتغير تركيبته ويساعد ذلك في توفير التغذية المناسبة للطفل في مراحل مختلفة. فقد أظهرت دراسة أنه بعد مرور عام واحد من الرضاعة الطبيعية، يصبح حليب الأم غنيا بالدهون والطاقة، مما يلبي احتياجات الطفل ويوفر له النظام الغذائي المناسب في ذلك السن.
تعزيز الترابط بين الأم والطفل
النساء اللواتي يرضعن لفترة أطول يشعرن أكثر من غيرهن بمعاني الأمومة، وينعكس هذا على حياة أطفالهن فينشأ رابط قوي يجعل الأم قادرة على قراءة إشارات طفلها، فتصبح أكثر مرونة في سلوكها معه.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
وقاية من السرطان
الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمالية اصابة الأم بالسرطان لأنه يتم إفراز هرمونات معينة في الثدي تسهم في الوقاية من تكون خلايا سرطانية فيه. فالأمهات المرضعات أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي عن غير المرضعات وكلما زادت فترة رضاعة الأم كلما قلت نسبة خطر إصابتها بهذا المرض. كما أن الرضاعة الطبيعية تسهم في الحد من الإصابة بسرطان الرحم والمبيض بسبب قلة مستويات هرمون الإستروجين أثناء فترة الرضاعة.
كلما زادت مرات الرضاعة الطبيعية في حال إنجاب أكثر من طفل، كلما زاد إفراز هذه الهرمونات وبالتالي تزداد فرص وقاية الأم من سرطان الثدي مقارنة بغيرها من الأمهات اللواتي لم يرضعن أطفالهن طبيعاً أو اللواتي أرضعن أطفالهن عدد أقل.
وقاية من ترقق العظام
تشير الأبحاث الى أن الأمهات المرضعات أقل عرضة من الأمهات غير المرضعات للإصابة بترقق العظام بأربع مرات، كما أنهن أقل عرضة للإصابة بكسور في الفخذ خلال مرحلة إنقطاع الدورة الشهرية.
تقليص الرحم
تساعد الرضاعة الطبيعية في تقليص الرحم ليعود الى وضعه الطبيعي لأن الرضاعة الطبيعية تساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يعيد الرحم إلى الوضع الذي كان عليه ويسهم في الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الرحم.
التقليل من الاضطرابات النفسية
تساعد الرضاعة الطبيعية على الحد من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التي تمر بها الأم بعد مرحلة الحمل ومروراً بمرحلة الرضاعة.
خسارة الوزن
تساعد الرضاعة الطبيعية في خسارة الوزن وتزيد من معدل حرق الدهون فتخسر المرأة ما اكتسبته من كيلوغرامات خلال أشهر الحمل. أثناء الرضاعة الطبيعية، يستهلك الجسم الدهون المخزّنة لديه خلال فترة الحمل، وبالتالي فالرضاعة الطبيعية بانتظام ولفترات طويلة تساعد على التخلص من هذه الدهون وإنقاص الوزن. من المهم خلال فترة الرضاعة ان تحصل الام على غذاء صحي ومتوازن يحتوي على الألياف والسوائل والسكريات الطبيعية والبروتين.
آثار نفسية للأم والطفل
إن الآثار والفوائد النفسية تكاد لا تعد ولا تحصى سواء للأم أو للجنين، هذه اللحظات التي تحتضن فيها الام طلفها تسهم في خلق علاقة حميمية قوية بينهما فتمنح الطفل الحنان والدفء، إنها أول عملية احتواء حقيقي للطفل بعد ولادته فالأم تحيط وليدها بذراعيها وتضمه لصدرها لتمنحه شعورا بالحب والأمان. تزيد الرضاعة الطبيعية من اواصر الترابط بين الأم وطفلها، والأم تُشعره أنها تتقبله وتلبي نداءه وتشبع حاجته أثناء الرضاعة، كما ان للرضاعة الطبيعية أثر إيجابي على سلوكيات الطفل في المستقبل، إذ تقلل من احتمالات إصابته بأمراض نفسية أو أن يصبح عدوانياً.