أورام الكبد ما بين الحميدة والخبيثة
أورام الكبد ما بين الحميدة والخبيثة
هذه هي أعراضها وسبل علاجها
يقوم الكبد بدور اساسي ولديه العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، وكما سائر أعضاء الجسم أي خلل يصيب هذا العضو تظهر آثاره على الجسم ككل. يصاب الكبد بالعديد من الامراض والمشاكل الصحية منها الالتهابات الفيروسية والاورام التي تنقسم ما بين الحميدة والخبيثة. تنشأ في الكبد بعض الأورام الحميدة سواء في الخلايا الكبدية نفسها أو في الخلايا المحيطة بها، كالقنوات الصفراوية، الأوعية الدموية وغيرها. ينبغي تحديد الورم والتمييز ما بين الورم الحميد والورم الخبيث لتحديد العلاج الأمثل للحالة.
تسبب الأورام الحميدة مجموعة من الاعراض التي تتشابه فيما بينها مثل اليرقان وألم في البطن وهي الاكثر شيوعاً، بالإضافة الى ارتفاع درجة الحرارة. أما التشخيص، فيعتمد على الفحوصات المخبرية والتصوير والخزعة لفحص عينة من الورم وتحديد مواصفاته. اما الاورام الخبيثة فالمقصود بها سرطان الكبد الذي يمكن ان يكون اولياً أي أنه نشأ في الكبد، او ثانوياً اي انه انتقل الى الكبد جراء وجود سرطان في عضو آخر امتد الى الكبد.
تليف الكبد
يصاب الكبد بالتليف نتيجة مرض كبدي مزمن يؤدي مع الوقت الى تندّبه بشكل دائم؛ إن تليف الكبد ليس حالة بحد ذاتها، بل يندرج ضمن أعراض ومشاكل أخرى تصيب الكبد فتتفاقم لتصل الى التليف فيعجز عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي ويفشل بالتالي من تنقية الجسم من السموم التي تتراكم في الدورة الدموية. ما يحدث في هذه الحالة المرضية هو استبدال لأنسجة الكبد وتجديد العقيدات التي تحدث بسبب محاولتها إصلاح الأنسجة التالفة ما يؤدي إلى فقدان وظيفة الكبد. ففي كل مرة يتضرَّر فيها الكبد، يُحاول استعادة خلاياه للعمل؛ مع استمرار عملية الإصلاح الكبدي تتكوَّن الندوب وكلما تفاقم تليف الكبد ازدادت هذه الندوب بكثرة، وزادت صعوبة قيام الكبد بوظائفه. السبب الأكثر شيوعاً للإصابة هو إدمان الكحول، والتهاب الكبد، ومرض الكبد الدهني، وهناك العديد من الأسباب الأخرى المحتملة؛ أما التشخيص فيتم من خلال خزعة الكبد عن طريق الجلد أو بالمنظار، كما تشير البيانات السريرية والإشعاع والفحوصات المخبرية عن وجود تليف الكبد من عدمه. العلاج المبكر يحد من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن تليف الكبد.
في العادة، لا تظهر أعراض تليف الكبد إلا بعد حدوث ضرر شديد. وعندما تظهر العلامات والأعراض، فهي تتمثل غالبًا في ما يلي:
- الإرهاق
- فقدان الوزن
- اليرقان
- الإصابة بالنزيف أو التكدم بسهولة
- فقدان الشهية
- الغثيان
- تورم في الساقين أو القدمين
- حكة في الجلد
- تجمع السوائل في تجويف البطن
- أوعية دموية على الجلد
- احمرار راحتي اليد
- بالنسبة للنساء، عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لأسباب غير متعلقة بانقطاع الطمث
- بالنسبة للرجال، فقدان الرغبة الجنسية، أو تضخم الثدي أو ضمور الخصية
- التشوش والنعاس وثقل اللسان (اعتلال دماغي كبدي)
علاج تليف الكبد يعتمد على تأخير أو الحد من المضاعفات الناتجة عن الإصابة به، كما أنه عملية مستهلكة للطاقة، ولذلك تبدأ خطوات العلاج باتباع نظام غذائي صحي، مع تناول أنواع أدوية ومضادات حيوية للالتهابات، التي تعمل على انخفاض مخاطر الإمساك، وتساعد على الوقاية من الاعتلال الدماغي، وأما المرضى الذين يعانون تليف الكبد المستمر فحالاتهم تتطلب الدخول إلى المستشفى، مع مراقبة وثيقة من توازن السوائل والحالة النفسية، والتركيز على التغذية الكافية والعلاج الطبي، ويتم اللجوء لعملية زرع الكبد إذا أصبحت المضاعفات لا يمكن السيطرة عليها، أو عندما يتوقف الكبد عن العمل، لإمكانية البقاء على قيد الحياة، وأثبتت بعض الدراسات مؤخراً أن تناول القهوة تزيد من الوقاية من الإصابة بتليف الكبد، وخاصة الذي يحدث نتيجة فرط تناول المواد الكحولية.
الورم الوعائي الكبدي
يعتبر هذا النوع من اورام الكبد الحميدة الاكثر شيوعاً؛ وهي عبارة عن نمو حميد لكتل من الاوعية الدموية غير الطبيعية. الورم الوعائي الكبدي من الانواع الحميدة التي لا يمكن أن تتحول الى سرطان الكبد. ويصيب هذا النوع النساء اكثر من الرجال.
وفي العادة لا يعاني المريض من الاعراض الا عندما يكبر الورم ويقترب من اعضاء اخرى محيطة به. مع تفاقم الورم، يمكن ان يشعر المريض ببعض الأعراض التي تشمل ألماً في الجانب الأيمن العلوي من البطن، الغثيان والرغبة في التقيؤ، ونقص في الشهية وخسارة الوزن.
هناك بعض العوامل التي يمكن ان تؤدي الى الاصابة بالورم الوعائي الكبدي، فهو مرض يصيب النساء اكثر من الرجال، كما ان النساء الحوامل أكثر عرضة لتشخيص الإصابة بورم الكبد الوعائي أكثر من اللاتي لم يسبق لهن الحمل أبداً. كما يُعتقد أن هرمون الإستروجين الذي يرتفع أثناء الحمل، قد يلعب دوراً في نمو ورم الكبد الوعائي. والنساء اللواتي خضعن للعلاج بالهرمونات البديلة لأعراض انقطاع الدورة الشهرية هن أكثر احتمالاً لتشخيص إصابتهن بورم الكبد الوعائي أكثر من النساء اللاتي لا يفعلن ذلك.
السن، فيمكن أن يتم تشخيص ورم الكبد الوعائي في أي سن، ولكن يكون التشخيص أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 30 إلى 50 سنة. بالنسبة للعلاجات، في حال كان الورم لا يزال صغيراً وفي مراحله الاولى فالامر هنا لا يحتاج الى علاج بل يتطلب فقط المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج لمراقبة حجم الورم وذلك عبر الفحوصات والتصوير للتحقق من نمو الورم الوعائي بشكل دوري.
في حال كان الورم كبيراً، فإن العلاج يتطلب في المرحلة الاولى تحديد الحجم والموقع وتفاصيل اخرى يبحث عنها الطبيب لتحديد العلاج الاكثر ملاءمة لحالة المريض. قد يتطلب الامر عملية جراحية لإزالة الكتلة وربما إزالة جزء من الكبد جنباً إلى جنب مع الورم الوعائي. بعض الحالات تحتاج الى القيام ببعض الإجراءات الطبية التي تؤدي الى وقف تدفق الدم إلى الورم الوعائي لكي يتوقف نمو الورم الوعائي، أو يتقلص بدون إمداد الدم إليه؛ يوجد طريقتان للقيام بذلك، الاولى هي ربط الشريان الرئيسي (ربط الشريان الكبدي)، أو حقن الدواء في الشريان لغلقه (الانصمام الشرياني) من دون ان يؤدي ذلك الى تضرّر أنسجة الكبد السليمة لأنها يمكن أن تسحب الدم من الأوعية الدموية الأخرى القريبة.
في حالات نادرة يكون فيها حجم الورم كبيراً او في حال وجود اورام وعائية عديدة لا يمكن علاجها، يوصي الاطباء بإجراء زراعة كبد. العلاج الاشعاعي من العلاجات المعتمدة في مثل هذه الحالات حيث يتم استخدام حزم الطاقة القوية مثل الأشعة السينية، لتدمير خلايا الورم الوعائي. ونادراً ما يتم استخدام هذا العلاج بسبب توافر علاجات أكثر أماناً وأكثر فعالية.
سرطان الكبد
رغم أنه من الانواع النادرة، الا ان سرطان الكبد يشكل خطراً على الحياة ما لم يتم تشخيصه مبكراً؛ السرطان الذي يبدأ في الكبد يسمى سرطان الكبد الأولي لا تظهر له أي أعراض في المراحل الأولى، ومع ذلك، قد يكتشف الناس حدوث تغيير ملحوظ في أجسامهم، مثل ألم أو تورم في البطن. هناك سببان يسهمان في حدوث سرطان الكبد الأولي، الأول هو تضخم الكبد بسبب السرطان المتنامي وهو ما يتسبب بحدوث تورم في الجانب الأيمن من البطن، أما الثاني فهو أن السرطان أو تليف الكبد قد يزيد من الضغط في الكبد ما يؤدي إلى تجمع الدم في الأوردة، الأمر الذي يتسبب في نهاية المطاف بخروج السوائل من الأوردة إلى البطن وهي العملية المعروفة بالاستسقاء.
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد الأولي، تشمل:
- الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي B او C.
- التليف لاسيما في الحالات المتقدمة غير القابلة للشفاء في حال تكوُّن نسيج ندبي في الكبد.
- بعض أمراض الكبد الوراثية مثل داء ترسُّب الأصبغة الدموية وداء ويلسون.
- داء السُّكَّري حيث أن الأشخاص المصابون باضطراب السكر في الدم أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الكبد من غيرهم.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
- الإفراط في شرب الكحوليات. قد يؤدي تناول كمية كبيرة من الكحوليات بصورة يومية على مدار سنوات إلى الإصابة بتلف الكبد غير القابل للعلاج وتصل الخطورة الى حد الإصابة بالسرطان.
أما العلاجات، فإن نجاحها يعتمد على عوامل كثيرة منها صحة المريض عموماً وما اذا كان لديه امراض مزمنة او غيرها من الحالات المرضية، ومرحلة الورم السرطاني وحجمه بالإضافة الى مستويات ألفا–فيتو بروتين الذي يُصنع في الكبد.
من العلاجات المعتمدة المعالجة الجراحية حيث يمكن إخضاع المريض للاستئصال بواسطة الموجات الترددية ويتم من خلالها استخدام مجس مزود بأقطاب كهربائية لتدمير الخلايا السرطانية بالحرارة. كما يمكن استئصال جزء من الكبد وقد يكون هذا الجزء وتداً أو إسفينًا صغيراً أو فصاً كاملاً. بعض الحالات المتقدمة تحتاج الى عملية استئصال الكبد بأكمله وزرع كبد جديد من متبرّع متوفى، أو ربما من متبرع حي يتم فيها إزالة جزء من الكبد من شخص حي سليم وزرعه للمريض لأن الكبد يتجدد وينمو ويعود إلى حجمه الطبيعي بعد فترة وجيزة من الاستئصال الجراحي لجزء من العضو. اللجوء إلى العلاجات الكيمائية لقتل الخلايا السرطانية أو الحد من تكاثرها من انواع العلاجات المعتمدة لسرطان الكبد.
يمكن العلاج كذلك بواسطة حقن الإيثانول التي تُعطى عن طريق الجلد، تنطوي هذه الطريقة العلاجية على حقن الورم الخبيث بالكحول الإيثيلي (الإيثانول) للقضاء على الخلايا السرطانية.
كما يلجأ البعض الى اعتماد العلاج الإشعاعي بحسب الحالة المرضية، حيث يستخدم هذا العلاج الإشعاعي طاقة عالية القوة من مصادر مثل الأشعة السينية والبروتونات، للقضاء على الخلايا السرطانية وتقليص الأورام، ويوجه المعالج الطاقة بحذر إلى الكبد مع الحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة، ويكون العلاج الإشعاعي خيارًا إذا لم يكن ممكنًا استخدام أنواع العلاج الأخرى أو في حالة عدم تحقيقها للنتائج المرجوة، وفي حالة سرطان الكبد المتقدم قد يُساعد العلاج الإشعاعي في السيطرة على الأعراض.
التهاب الكبد الفيروسي
الكبد معرض للإصابة بأنواع عدة من الالتهابات الفيروسية وهي “أ”، “ب”، “ج”، “د” و”هـ”، ولكن الالتهابات الكبدية من الأنواع “أ” و”ب” و”ج” الأكثر شيوعاً. التهاب الكبد الفيروسي A ينتقل عبر الطعام او المياه الملوثة او عبر الاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه. في المقابل، تتضاءل خطورة هذا الفيروس بسبب توافر لقاح آمن وفعال للوقاية ما يتيح الفرصة للحد من انتشاره والوقاية من الإصابة. مخاطر العدوى بالتهاب الكبد A تقترن بنقص المياه النظيفة والمأمونة، وتدني مستوى النظافة. وعليه، فان المياه الصحية والغذاء السليم واتّباع إرشادات النظافة مع الحصول على اللقاح هي أكثر السبل فعالية في مكافحة المرض.
وبخلاف الالتهاب الكبدي B والالتهاب الكبدي C، فإن عدوى الالتهاب الكبدي A لا تسبب مرضا مزمناً في الكبد ونادراً ما تكون قاتلة ولا يتحول هذا الفيروس إلى مرض مزمن ولا يسبب تلفاً مزمناً.
الكثير من المرضى قد لا تظهر لديهم أيّة أعراضٍ، ولكن بعد فترة تبدأ بعض الأعراض الخفيفة بالظهور وهي تتشابه مع أعراض الانفلونزا، وأبرزها الشّعور بالتّعب العامّ والإعياء الشّديد من دون القيام بأيّ مجهودٍ، ارتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بآلامٍ في عضلات الجسم والمفاصل، فقدان الشهيّة، الغثيان، والقيء.
مع تطور الحالة المرضية، يمكن ان تظهر أعراضٌ أخرى تدل على اختلال وظائف الكبد؛ نتيجةً للعدوى، وتكون هذه الأعراض:
- اصفرار لون الجلد، والعينَين.
- تغيّر لون البراز والبول ليصبح لون البول داكناً أكثر.
- آلام حادة في البطن خصوصاً في الجزء العلوي منه.
- حكة في الجلد، وفي بعض الأحيان ظهور طفح جلدي.
التهاب الكبد الفيروسي B يعتبر مرض خطير يسببه فيروس التهاب الكبد، حيث يمكن ان يسبب تندب الكبد وفشل الكبد وسرطان الكبد؛ ينتشر في الدم المصاب وسوائل الجسم، وينتشر بنفس الطريقة للفيروس الذي يسبب مرض الإيدز (HIV). قد تكون العدوى حادّة أو مزمنة؛ في الحالة الأولى فهي تدوم أقل من ستة أشهر، والجهاز المناعي يمكنه أن يتخلّص من هذا المرض، بحيث يتعافى المزمنة، فتستمر ستة أشهر أو أكثر، ولا يستطيع الجهاز المناعي التخلص منها، ومن الممكن أن يستمرّ مدى الحياة، ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.
يتم تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي ونوعه من خلال إجراء فحص دم دقيق للكشف عن مضادات فيروس الكبد B. اما في حالة الإصابة يتم إجراء فحص الألبومين وفحص وظائف الكبد.
ينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر عن طريق الدم، العلاقات الجنسية، الإفرازات المهبلية وإفرازات الجسم الأخرى، إعادة استخدام الأدوات الطبية المستعملة، العلاقات الجنسية مع الأشخاص الحاملين للفيروس، من الأم المصابة لطفلها، الأشخاص العاملين بالمجال الطبي هم أيضاً عرضة للإصابة، او العيش في الأماكن الموبوءة بهذا المرض.
يظهر على المصاب به مجموعة من الأعراض والعلامات أبرزها اصفرار مناطق مختلفة من الجسم كالجلد والعيون، الشعور بتعب وإرهاق في الجسم من دون أسباب واضحة، ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم، قيء وغثيان وفقدان للشهية، الشعور بألم كبير في منطقة البطن بشكل عام.
التهاب الكبد الفيروسي C هو عدوى فيروسية تنتقل بواسطة الدم تسبب التهاباً في الكبد قد تتطور وتؤدي في بعض الأحيان إلى تلف الكبد لأن الأعراض تبقى صامتة الى ان يدمر الفيروس الكبد. يعتبر هذا الفيروس من أكثر أسباب الإصابة بالتهابات الكبد وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث أضرار خطيرة بالكبد أو إلى فشل كبدي أو إلى سرطان الكبد. حتى الآن، لا يوجد لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي C، ولكن يمكن أن يتم علاج المرض بواسطة أدوية أخرى.
من الطرق الأكثر شيوعاً لانتقال هذا الفيروس نقل دم ملوث او إعادة استخدام المعدات الطبية أو عدم كفاية تعقيمها وخصوصاً الحقن والإبر في أماكن الرعاية الصحية، او مشاركة الحقن الملوثة. كما يمكن ان ينتقل فيروس التهاب الكبد C عن طريق ممارسة الجنس وقد ينتقل من الأم المصابة بالعدوى إلى رضيعها الا انها الأقل شيوعاً.
الا ان معظم مرضى التهاب الكبد الفيروسي C لا يكتشفون اصابتهم الا بعد مرور سنوات طويلة بحيث يكون تلف الكبد قد بات متقدما بشكل كبير فلا يمكن ان يقوم الكبد بوظائفه كالمعتاد. اما حالات الكشف المبكر، فمعظمها تتم من خلال التبرع بالدم.
يمكن ان تكون الاصابة اما حادة او مزمنة. عند إصابة شخص بالعدوى للمرة الأولى، فإن هذه المرحلة تسمى بالمرحلة ‘الحادة’ أو ‘التهاب الكبد الفيروسي C’. و قد يحدث أن يتخلص الجسم من الفيروس بنفسه من دون الحاجة للعلاج وذلك لدى 15 إلى 20٪ من المرضى. في حال لم يتم التخلص من الفيروس بعد ستة أشهر، فإنه يتحول إلى التهاب كبد فيروسي C مزمن. وقد يؤدي هذا المرض بعد عدة سنوات إلى إصابة الكبد بالتلف.
ويحدث ذلك عند النسبة الباقية من المرضى وهي تتراوح بين 75 إلى85٪. وقد يتسبب ذلك بعد فترة من الوقت في إصابة الكبد بالتلف، فيؤدي بالتالي إلى الإصابة بالتليف الكبدي الخفيف أو المتوسط أو الخطير. إن التليف الكبدي هو تكوّن الأنسجة الندبية في الكبد. إذا ازدادت الأنسجة الندبية، فقد يقلل ذلك من كفاءة الكبد.
يكون علاج فيروس التهاب الكبد C بالدرجة الاولى عن طريق الأدوية المضادة للفيروسات بهدف مسح الفيروس من الجسم، والهدف من العلاج هو عدم وجود أي فيروس في جسمك بعد 12 أسبوعا على الأقل بعد الانتهاء من العلاج. وهناك بعض التطورات العلاجية التي توصل اليها الباحثون في السنوات الماضية تمثلت في ايجاد ادوية حديثة مضادة للفيروسات وتعمل على مواجهتها بشكل مباشر. هذا المرض كان له نصيبه من التطور الطبي بعد ان تم التوصل الى دواء للتخلص من مرض التهاب الكبد الوبائي C بعد ان أكد الخبراء أن تناول هذا الدواء لا يعرّض المريض إلى أعراض جانبيّة. ويعد هذا الدواء من الانجازات المهمة التي تحمل في طياتها بارقة أمل لهذه الفئة من المرضى، وبالرغم من كلفته الباهظة الا انه ومما لا شك فيه فسوف يرفع هذا الدواء من معدلات الشفاء لدى المرضى من النوع الجيني الأول مع انخفاض معدلات التوقف عن العلاج او الانتكاس؛ كما لاحظ الخبراء على اثر الدراسات التي أجريت قبيل الإعلان عن هذا الدواء انه لا يعرّض المريض لاي أعراض جانبيّة.