Uncategorized

سرطان البروستات… علاجات جديدة ترفع حالات الشفاء

سرطان البروستات… علاجات جديدة ترفع حالات الشفاء

شهد سرطان البروستات طفرة غير مسبوقة على مستوى العلاجات التي أثبتت فعالية عالية في العلاج وقلّلت الحاجة للإستئصال الكامل لغدة البروستات، فضلاً عن طول أمد الحياة. لكن أهم ما حدث خلال السنوات الأخيرة هو رفع الوعي بين الرجال حول أهمية الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية بعد سن الخمسين وهو ما يتم التركيز عليه خلال شهر نوفمبر الذي بات يُعرف بشهر التوعية حول صحة الرجل. وبما أن سرطان البروستات هو الأكثر انتشاراً بين الرجال، يتم التركيز عليه بشكل كبير كونه من الأمراض التي يمكن الوقاية منها في حال اكتشافها مبكراً.

إن سرطان البروستات، في معظم الحالات، ينمو ببطء وقد يستغرق الأمر سنوات عديدة لكي يؤثر المرض على حياة المريض بشكل مباشر؛ لذلك، لا يعاني معظم المرضى من أي علامات ملحوظة في وقت مبكر من الإصابة فقط مع نمو الورم وتطوره لتبدأ العلامات والمضاعفات في الظهور.

عوامل الخطر 

السبب المباشر للإصابة لا يزال مجهولاً، لكن هناك بعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة لسرطان البروستات. من عوامل الخطر:

التقدم في العمر 

التقدم في العمر يعتبر العامل الأساسي الذي يجمع بين سائر مرضى سرطان البروستات، إذ نادراً ما يصاب الرجال ما دون سن الخمسين، بينما يصيب رجل من بين سبعة رجال بعمر الـ 75 عاما ورجل من كل خمسة بعمر الـ 85. 

التاريخ العائلي 

لاحظ الأطباء أن وجود قريب من الدرجة الأولى يزيد من خطر الإصابة، ويزداد هذا الخطر أيضاً إذا كان هناك أكثر من قريب مصاب، كذلك يزداد خطر الإصابة عند وجود قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي. ورغم أنه لا يمكن وراثة سرطان البروستات، إلا أنه يمكن وراثة الجينات التي تزيد من خطر الإصابة به.

ارتفاع مستويات هرمون الرجولة 

هرمون تستوستيرون يحفز نمو غدة البروستات ويسرعها، وبالتالي فإن الرجال الذين يتناولون علاجاً يشكل هذا الهرمون أساسه يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات من الرجال الذين لديهم مستويات أقل من هرمون تستوستيرون. كذلك فإن الرجال الذين لا يفرز لديهم الهرمون لسبب ما (كاستئصال الخصية مثلًا) لا يصابون بسرطان البروستات.

نمط الحياة 

يؤثر نمط الحياة في ارتفاع معدل الاصابة، فتناول الكثير من اللحوم المصنّعة أو الأطعمة الغنية بالدهون والفقيرة بالخضراوات والألياف قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، كذلك فإن البدانة تزيد من خطر الإصابة ومن خطر تطور المرض إلى مراحل متقدمة. كذلك، تسهم العوامل البيئية في زيادة الخطر كالتعرض للسموم والكيماويات ومخلفات الصناعة.

السمنة وخطر الإصابة

الرجال الذين يمتلكون مؤشراً أكبر لكتلة الجسم (BMI) تنخفض لديهم مستويات الـPSA والسبب الكامن وراء ذلك هو أن السمنة تزيد من حجم الدم وبالتالي يقل تركيز الـPSA  في الدم. كما تؤثر السمنة على الجوانب البيولوجية الممهدة لسرطان البروستات، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر تعرض الرجال لسرطان البروستات؛ والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن البدانة تزيد من احتمال إنتشار سرطان البروستاتا إلى خارج هذه الغدة وتزيد من احتمال حدوث انتكاسة أي عودة السرطان بعد معالجته

علامات صامتة

يصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى حيث يكون المرض محصوراً في الغدة ولا يوجد أي أعراض تُذكر؛ لكن مع تطور المرض وتقدمه تظهر لدى المريض مشاكل في التبول نتيجة الضغط الذي يشكله الورم السرطاني على المثانة أو على الإحليل. وقد تكون هذه الأعراض مشتركة مع إعتلالات أخرى في غدة البروستات مثل الإلتهاب الحاد أو المزمن، وتضخم البروستات الحميد أو إعتلالات أخرى في الجهاز البولي. هناك بعض الأعراض العامة المرتبطة بوجود مشكلة ما في غدة البروستات وتستدعي التدخل الطبي وتختلف تلك الأعراض بحسب مرحلة المرض؛ ففي المراحل الأولى يصعب اكتشاف الحالة ولا تكون الأعراض ظاهرة ويكون المرض محصوراً فقط في غدة البروستات. 

مع تطور المرض، يبدأ المريض بملاحظة مشاكل في التبول تتمثل في كثرة التبول أو صعوبة في التبول أو بول متقطع أو الشعور بألم عند تفريغ المثانة. في المراحل المتقدمة قد يلاحظ المريض خروج دم مع البول، بالإضافة إلى عدم راحة في منطقة الحوض. في المقابل، هناك بعض العلامات الصامتة التي يجهلها الكثير من الناس وترتبط بسرطان البروستات مثل وجود كتلة خالية من الألم في الخصية من دون أن تسبب أي ألم ما يجعل المريض لا يكترث إليها.

ورغم عدم الشعور بأي ألم، فإن الشعور بثقل في الصفن هو أحد أعراض سرطان الخصية المميزة، حيث تشعر بأن هناك مجرد ثقل في كيس الصفن. وقد يكون من الطبيعي أن يتجمع السائل في كيس الصفن، ولكن يجب الإنتباه إذا استمر ذلك لمدة تزيد على أسبوع.

من ضمن العلامات الصامتة المرتبطة بوجود سرطان البروستات هي أنه يمكن للرجال أن يعانوا من كبر في الثدي والشعور بمشاعر غريبة داخل ثديهم، حيث ينتج الورم الخصوي بروتينًا يمكن أن يسبب هذه التفاعلات في منطقة الصدر لدى الرجال. التغير في حجم خصية واحدة مقارنة بالأخرى يعد ذلك علامة صامتة لسرطان الخصية. آلام الظهر أثناء السعال هي دلالة على أن سرطان البروستات بات في مرحلة متقدمة وهو ما لا يدركه المريض، إلا أن الأبحاث والدراسات تظهر أن ما بين 10 إلى 20 في المائة من الرجال المصابين بسرطان الخصية قد يعانون من أعراض لا علاقة لها بالخصيتين.

فحص الـPSA 

فحص الـ PSA هو أحد الفحوصات الضرورية لمن تخطى سن الخمسين، وهو اختصار Prostate Specific Antigen يهدف إلى اكتشاف الإصابة بالسرطان قبل ظهور الأعراض، وهو عبارة عن فحص دم يساعد الطبيب في اكتشاف سرطان البروستات مبكراً كمرحلة مهمة من مراحل التشخيص لعلاج المرض.

يكشف هذا الفحص نسبة المستضد البروستاتي في الدم وهو بروتين تنتجه خلايا غدة البروستاتا ويتواجد بكميات قليلة لدى الرجال الأصحاء، وبكميات كبيرة لدى الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا وحالات مرضية أخرى في البروستاتا. يمكن أن تكون لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا مستويات مرتفعة من مستضد البروستاتا النوعي (PSA)؛ ومع ذلك، يمكن للحالات غير السرطانية أن تزيد أيضًا من مستوى مستضد البروستاتا النوعي لدى الرجال. يمكن لاختبار مستضد البروستاتا النوعي اكتشاف المستويات المرتفعة لمستضد البروستاتا النوعي في الدم ولكنه لا يقدم معلومات تشخيصية دقيقة حول حالة البروستاتا. ويُعد اختبار مستضد البروستاتا النوعي أداة واحدة فقط للفحص لاكتشاف العلامات المبكرة لسرطان البروستاتا

من اختبارات الفحص الشائعة الأخرى، التي يجري تنفيذها عادةً بالإضافة إلى اختبار مستضد البروستاتا النوعي، اختبار المستقيم حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع، موضوع عليه مادة لزجة مرتديًا القفاز، في المستقيم للوصول إلى البروستاتا. من خلال لمس البروستاتا أو الضغط عليها، يمكن للطبيب أن يحكم على ما إذا كانت تحتوي على كتل غير عادية أو مناطق صلبة.

يمكن أن تؤدي النتائج غير العادية لهذه الإختبارات إلى جعل الطبيب يوصي بإجراء خزعة للبروستاتا. وفي أثناء هذه العملية، تتم إزالة عينات من الأنسجة للفحص في المعمل. ويعتمد تشخيص الإصابة بالسرطان على نتائج الخزعة.

علاجات

يختلف العلاج باختلاف مرحلة المرض وانتشاره؛ فهناك العلاج الهرموني وهو عبارة عن أدوية تخفض من مستوى الهرمونات الذكورية في الجسم، ويستخدم هذا العلاج في الحالات الموضعية المتقدمة أو في الحالات المنتشرة من سرطان البروستات

تحتاج بعض الحالات إلى العلاج الكيميائي لإبطاء تكاثر الخلايا أو توقفها كلياً. ويؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وتمكنّنا من علاج السرطان كليا أو جزئياً. 

يُستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة والمنتشرة، أو ربما يستعين به الأطباء كعلاج إضافي للعمليات الجراحية في الحالات الموضعية.

 أما الجراحية، فيتم خلالها استئصال الورم من البروستات، واستئصال النسيج الطبيعي المحيط به لتقليل احتمال حدوث انتكاسة والحد من خطر عودة سرطان البروستات. والعملية الجراحية الأبرز هي استئصال البروستات كلياً وجذرياً.

من الممكن أيضاً اللجوء إلى العلاج بالأشعة من خلال توجيه أشعة سينية عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان، ما يؤدي إلى الإضرار بالخلايا السرطانية، وبالتالي يسبب موتها؛ هذا النوع من العلاج يمنع خلايا السرطان من الإنتشار.

على مريض سرطان البروستات أن يعي أنّ الإنتهاء من العلاج والشفاء من المرض ليس نهاية المطاف بل يتوجب عليه المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص كل ثلاثة أشهر كمرحلة أولى تجنباً لأي مضاعفات قد تحدث ونظراً لإمكانية حدوث انتكاسة جديدة، إذ إن المتابعة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من عملية الشفاء من المرض؛ وفي العيادة، يقوم الطبيب بالفحص السريري ثم يطلب فحوصات الدم الدورية وخزعة في حال اكتشف أي ورم موضعي.

إن الفائدة المبتغاة من هذه المتابعة هي أن نمو سرطان البروستات يكون بطيئاً في بعض الأحيان، أي أن الحالات من سرطان البروستات من الدرجة المنخفضة التي تظهر لدى المرضى كبار السن قد لا تحتاج لأكثر من متابعة حالة المرض، لأن الأعراض الجانبية التي قد تسببها العلاجات كالجراحة والأشعة، أكثر من أعراض السرطان نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى