إصدار أول كتاب إماراتي عن أبحاث السرطان يتضمن أكثر من 70 بحثًا

إصدار أول كتاب إماراتي عن أبحاث السرطان يتضمن أكثر من 70 بحثًا

إستشاري الطب الباطني والأورام والسرطان، رئيس جمعية الإمارات للأورام

البروفيسور حميد الشامسي

“علاج السرطان أحد أكثر المجالات تطوراً في دولة الإمارات”

البروفيسور حميد الشامسي أول طبيب على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، متخصص في أمراض الأورام وسرطان الجهاز الهضمي، وباحث في مجال الأورام ولديه أكبر عددٍ من الدراسات عن وضع السرطان بدولة الإمارات. بعد عمل دؤوب وأبحاث مستمرة، قام البروفيسور الشامسي مؤخراً بإصدار أول مجلّد إماراتي عن أبحاث السرطان يتضمن أكثر من 70 بحثاً الى جانب الاستشهاد بكبرى الدوريات العلمية العالمية. مجلة “المستشفى العربي” التقت البروفيسور الشامسي للإضاءة على الكتاب الجديد، وعن تطور علاج السرطان على مستوى دولة الإمارات. في ما يلي نص الحوار.

لقد تطلب هذا الكتاب الكثير من الجهد والوقت وهو أشبه بالمرجع في مجال السرطان، نود الإضاءة على أهمية هذا الكتاب بالنسبة للأجيال القادمة وبالنسبة لمستقبل علاج الأورام.

نشكركم لتسليط الضوء على جزء منسي إلى حد ما في منطقتنا العربية وهو الأبحاث العلمية. هذا الكتاب يتضمن أكثر من 70 بحث طبي قمنا بنشرها منذ العام 2012 ويغطي أبحاث عن سرطانات الثدي والقولون والبنكرياس والمرارة والمستقيم بالإضافة الى أكثر من 15 بحث عن كوفيد– 19 ومرضى السرطان، وأيضاً العديد من الأبحاث التي تشمل تطوير قطاع السرطان في دولة الإمارات.

نأمل بأن يكون هذا الكتاب مرجعاً للعديد من الباحثين والمهتمين بقطاع السرطان في دولة الإمارات نظراً لما يحتويه من توصيات لتطوير القطاع.

انطلاقا من خبرتكم العريقة والمهمة في هذا المجال، ما هو تقييمكم لمعالجة مرض السرطان وتشخيصه في دولة الإمارات؟ كيف تطور مجال السرطان خلال السنوات الماضية؟

بعكس ما يعتقد الكثير، فإن مجال علاج السرطان هو أحد أكثر المجالات تطوراً في الدولة للأسباب التالية: دولة الإمارات تولي إهتماماً كبيراً لقطاع السرطان لكونه ثالث مسبّب للوفيات في الدولة، وتستقطب الدولة العديد من الخبرات الدولية من مستشفيات مثل مايو كلينيك وكليفيلاند كلينيك وأيضاً العديد من الأطباء ذوي الخبرات الدولية، كما تسهّل الدولة تسجيل العديد من الأدوية الحديثة لعلاج السرطان قبل تسجيلها في معظم دول العالم حيث كانت الدولة هي الثانية بعد الولايات المتحدة لتوفير هذا الدواء الجديد لعلاج سرطان الرئة. وهناك تقنيات حديثة جداً في الدولة كأجهزة الإشعاع متناهية الدقة. 

فقد تم اعتماد دواء جديد لعلاج سرطان الرئة في الدولة، بعد اعتماده في الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم في دولة الإمارات مباشرة، وهو علاج جيني، يستفيد منه 13% من مرضى سرطان الرئة ذوي الحالات المتقدمة. الدواء المبتكر المسمى “LUMAKRAS“ يعد الأحدث عالمياً، ويساعد على التعافي والشفاء بنسبة كبيرة.

https://www.thenationalnews.com/uae/health/uae-doctor-says-new-lung-cancer-drug-is-a-huge-breakthrough-in-battle-against-the-disease-1.1247127

هناك الكثير من الأبحاث الطبية المتخصصة في أمراض السرطان والتي قمتم بالعمل عليها طوال السنوات الماضية؛ هلا أطلعتنا على أهم هذه الأبحاث؟

أهم الأبحاث هي إكتشاف أحد أنواع سرطان القولون، حيث أظهرت نتائج البحث نوعاً نادراً من الطفرات الجينية في 2.2% من مجموع المرضى؛ هذه الطفرات الجينية النادرة التي تم التعرف عليها وتمت تسميتها بـ Non V600 BRAF mutations والتي يتم التعرف عليها لأول مرة تؤدي لنمو مرض سرطان القولون بشكل بطيء وهناك استجابة مذهلة للعلاج الكيميائي وخاصة في المراحل المتقدمة في المرض.

هذه التقنية التي تم استخدامها في تحليل الطفرات الجينية لعينات مرضى سرطان القولون تعرف علمياً باسم تسلسل الجيل القادم لخلايا الـ”دي إن إيه” السرطانية Next Generation sequencing (NGS.

https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2016-12-19-1.2799892

https://ascopubs.org/doi/full/10.1200/PO.17.00080

كيف كان لهذه الاكتشافات التأثير على مسار العلاجات؟ وما هي أحدث بروتوكولات العلاج؟

لقد ساهمت الأبحاث التي قمنا بها، إضافة الى ما قام به غيرنا من الأطباء والباحثين، الى إحداث تحوّل على مستوى العلاجات حيث تم التوصل الى علاجات حديثة تقضي على نمو السرطان وقد حصلت هذه العلاجات على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

https://www.fda.gov/drugs/resources-information-approved-drugs/fda-grants-accelerated-approval-pemigatinib-cholangiocarcinoma-fgfr2-rearrangement-or-fusion

أحدث طرق العلاج هي العلاج المناعي هو نوع من علاج السرطان يساعد جهاز المناعة في محاربة السرطان. يساعد جهاز المناعة الجسم على محاربة الالتهابات والأمراض الأخرى. يتكون من خلايا الدم البيضاء وأعضاء وأنسجة الجهاز الليمفاوي. العلاج المناعي هو نوع من العلاج البيولوجي.

العلاج الموجه هو علاج للسرطان يستخدم العقاقير لاستهداف جينات وبروتينات معينة تشارك في نمو الخلايا السرطانية وبقائها على قيد الحياة. يمكن أن يؤثر العلاج الموجه على بيئة الأنسجة التي تساعد السرطان على النمو والبقاء على قيد الحياة أو يمكن أن يستهدف الخلايا المرتبطة بنمو السرطان، مثل خلايا الأوعية الدموية.

يطلق عليه أحيانًا الطب الشخصي أو الرعاية الشخصية، والمقصود هنا أن الطب الدقيق يبحث كيفية تأثير تغيير جيني معين (طفرة جينية) على خطر إصابة الشخص بسرطان معين، أو كيفية تأثير جيناته على العلاج (أو الجينات الموجودة في الخلايا السرطانية) في حال كان مصاباً بالفعل بالسرطان.

إن أهم ما يتم التركيز عليه التوعية والكشف المبكر. ما هي أهمية هذه الخطوة؟ وكيف تسهم في القضاء على المرض؟ هل من دراسات في هذا الشأن؟

نحن كمتخصصين في مجال السرطان نؤمن بأن أفضل طريقة لمكافحة الوفيات جراء الإصابة بالسرطان والتقليل منها هي عن طريق الفحص المبكر للسرطان.

يركز التشخيص المبكر للسرطان على اكتشاف المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض في أقرب وقت ممكن حتى يكون لديهم أفضل فرصة لعلاج ناجح. عندما تتأخر رعاية مرضى السرطان أو يتعذر الوصول إليها، تقل فرصة البقاء على قيد الحياة وتزيد المشاكل المرتبطة بالعلاج وتكاليف الرعاية المرتفعة.

يُحسِّن التشخيص المبكر من نتائج السرطان من خلال توفير الرعاية في أقرب مرحلة ممكنة، وبالتالي فإنها استراتيجية مهمة للصحة العامة في جميع الأماكن.

مقارنةً بالتشخيص المبكر، فإن فحص السرطان هو استراتيجية صحية عامة متميزة وأكثر تعقيدًا تتطلب موارد إضافية وبنية تحتية وتنسيقًا لفئة مستهدفة من المجتمع، مثلاً جميع السيدات فوق سن الأربعين يتوجب عليهن عمل فحص لسرطان الثدي.

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26756588/

https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/nejmoa1102873

https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMp1604113

التغذية والسرطان بات اليوم توجهاً عالمياً للحد من انتشار المرض. هل من دور للتغذية الصحية في الوقاية من السرطان؟

أود هنا تلخيص الأمر ببضع نقاط عن التغذية والسرطان:

• • تقليل اللحوم.
  • الإكثار من الخضراوات والفواكه.
  • تقليل الوجبات السريعة.
  • تقليل الكحول. 
  • الوزن المثالي.

ما هو دور التغذية الصحية خلال علاج مريض السرطان؟ الى أي مدى يساعد ذلك في زيادة فعالية العلاج؟

التغذية المعتدلة التي تضم جميع المكونات مسألة مهمة، فهناك خطأ كبير يقع فيه المرضى وذويهم عند تشخيص السرطان وهو الإمتناع عن البروتين والكربوهيدرات والسكر والتوجه التام للصيام مما يضعف بنية المريض ويؤدي إلى عدم القدرة لتحمل العلاج.

قمتم بتأسيس جمعية الإمارات للأورام ومجموعة العمل المتخصصة بأبحاث الأورام والسرطان. كيف ساهمت المجموعة بنشر العديد من الأبحاث المتعلقة بتحسين علاج السرطان بالدولة وتطويره بإشرافكم طبعاً؟

جمعية الإمارات للأورام تقوم بدور كبير في التوعية بالسرطان وأيضاً لديها دور علمي بنشر العديد من الأبحاث الطبية عن طريق التعاون مع مراكز عالمية من أجل تحسين علاج مرضى السرطان. قمنا بالعديد من الأبحاث التي تم نشرها في دوريات طبية عالمية باسم دولة الإمارات وحازت على الكثير من الإقتباس لجودتها؛ وأيضا تم إقتباس بعض هذه الأبحاث لتكون مرجعاً لبعض المنظمات الدولية في مجال السرطان.

نحن نؤمن بأن الطريق الوحيد لتحسين قطاع السرطان في دولة الإمارات هو عن طريق تطوير قطاع الأبحاث السريرية.