مقالات طبية

ورم بطانة الرحم والعقم… متى تخضع المريضة للعملية؟

ورم بطانة الرحم والعقممتى تخضع المريضة للعملية؟

الدكتور مازن البشتاوي، الزمالة البريطانية في أمراض النساء والتوليد / زمالة الكلية الأميركية لأطباء أمراض النساء والتوليد / استشاري أمراض النساء والتوليد / متخصص في أورام النساء ومناظير البطن المتقدمة في المستشفى الأهليقطر

تشير التقديرات إلى أن انتباذ بطانة الرحم يصيب ما بين 10٪ إلى 15٪ من النساء في سن الإنجاب، ويتأخر تشخيص معظم النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم بمعدل 7 سنوات منذ بداية ظهور الأعراض إلى أن يتم تشخيص المرض، ويمكن أن تكون الأعراض نزيف غير منتظم وخلل في الطمث وألم وعقم.

جميع الكتابات العلمية تسوق أدلة على وجود علاقة بين انتباذ بطانة الرحم والعقم، لكن العلاقة المحددة بين السبب والنتيجة لا تزال مثار جدل. ويزداد انتشار انتباذ بطانة الرحم بشدة ليصل إلى نسبة 25٪ إلى 50٪ لدى النساء المصابات بالعقم، كما أن نسبة 30٪ إلى 50٪ من النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم يعانين من العقم.

ويقدر معدل الخصوبة لدى الأزواج العاديين في سن الإنجاب غير المصابين بالعقم بحوالى 15٪ إلى 20٪ ، بينما يقدر معدل الخصوبة لدى النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم غير المعالج بنسبة تتراوح بين 2٪ إلى 10٪. أما النساء المصابات بانتباذ بطانة الرحم الخفيف، فتقل لديهم احتمالات الحمل كثيرًا خلال فترة 3 سنوات مقارنة بالنساء ذوات الخصوبة غير المفسرة.

لقد كانت أورام بطانة الرحم المبيضية دائمًا مثارًا للجدل، فكانت مثارًا للجدل حول نشوء هذا المرض وكذلك حول علاجها. فنحن نرى العديد من المريضات اللواتي يعانين من أورام بطانة الرحم والعقم عادة ما يحصلن على نصائح متضاربة، فالبعض ينصحهن بأن عليهم إجراء جراحة وإزالة ورم بطانة الرحم، والبعض الآخر ينصحهن باللجوء إلى التخصيب خارج الرحم. 

تؤثر أورام بطانة الرحم المبيضية على نسبة تتراوح بين 17 و44٪ من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، وتعرف أورام بطانة الرحم أيضًا باسم أكياس الشوكولاتة، ويصاحبها نزيف قديم سميك يظهر على شكل سائل بني. وفي 50٪ من الحالات تظهر أورام بطانة الرحم على الجانبين، وكثيرًا ما تكون في المبيض الأيسر. 

ولا تزال كيفية نشوء المرض مثار أخذ ورد في العديد من النظريات التي تحاول تفسير طبيعة هذا المرض وسببه. والنظرية الأكثر قبولًا هي انغلاف قشرة المبيض بشكل ثانوي لزرع الخلايا الحؤولية في ظهارة الجوف البطني، وعادة ما تكون الموجات فوق الصوتية للحوض كافية لتشخيص ورم بطانة الرحم، ولكن التصوير بالرنين المغناطيسي هو المعيار الذهبي.

يمكن أن تُعزى أسباب العقم عند النساء المصابات بورم بطانة الرحم إلى العديد من العوامل مثل الالتصاقات وانسداد قناة فالوب، وقد تساهم الاستجابة الالتهابية في تدهور البويضات والحيوانات المنوية، وقد يؤدي ورم بطانة الرحم إلى سوء نوعية الجنين وضعف احتياطي المبيض، كما يؤدي إلى التهاب يؤثرعلى استجابة بطانة الرحم.

يمكن أن يكون علاج ورم بطانة رحم المبيض أمرًا معقدًا، فالعلاج ينبغي أن يوصف لكل حالة على حدة، ويعتمد العلاج الأمثل على عمر المريضة، وشدة الألم، وخصائص الكيس، سواء من جانب واحد أو من الجانبين، ووجود آفة ارتشاح عميقة معه، بالإضافة إلى التاريخ السريري للجراحة السابقة.

يعتقد جراحو المناظير أن الجراحة يجب أن تكون الخطوة الأولى في علاج أورام بطانة الرحم، حيث إنه من المستبعد أن تختفي تلك الآفات من تلقاء نفسها قليلة، فالجراحة ستعمل على تحسين الألم وتحسين الخصوبة وتقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض وتقليل خطر الإصابة بعدوى الحوض في وقت استعادة البويضات، وكذلك تقليل مخاطر التلوث بمواد الشوكولاتة التي تؤثر على جودة البويضات، بالإضافة إلى أن الجراحة أقل تكلفة مقارنة بالتخصيب خارج الرحم. 

بينما يعتقد أخصائيو أطفال الأنابيب أن الجراحة قد تزيد من الضرر الذي يلحق بالمبيض وتزيد من تقليل احتياطي المبايض. وتنصح الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بإجراء الجراحة قبل التخصيب خارج الرحم بالنسبة للنساء المصابات بأعراض شديدة والنساء اللواتي لديهن احتياطي جيد من المبيض، وكذلك المريضات اللاتي يعانين من أكياس كبيرة على جانب واحد ومن أكياس ذات سمات مريبة.

إذا تقرر إجراء عملية جراحية، فإن منظار البطن هو الجراحة المختارة، حيث تتسم بسرعة التعافي منها وبسرعة استئناف الأنشطة اليومية. وتعتبر خبرة الجراح وتقنية الجراحة من الأمور الشديدة الأهمية، وذلك لتقليل الضرر الذي يلحق بالمبيض. ويعد أفضل الأساليب لإجرائها هو فصل جدار بطانة الرحم، لكن الأمر ليس سهلاً دائمًا مع جميع الحالات.

ويؤدي استئصال الأكياس بالمنظار بالنسبة لأورام بطانة الرحم المبيضية التي تزيد عن 4 سم إلى تحسين الخصوبة مقارنة بتصريف الكيس والتخثر، والذي يرتبط بارتفاع مخاطر عودة الكيس مرة أخرى. ويعد التقييم المناسب قبل الجراحة أمرًا مهمًا للغاية لأن عددًا كبيرًا من النساء المصابات بورم بطانة الرحم تعانين من قلة احتياطي المبيض لديهن بسبب المرض نفسه. أما الشفط المهبلي قبل دورة التخصيب خارج الرحم، فهو عديم الفائدة وخطير ولا ينبغي التفكير فيه.

يدعو البعض إلى العلاج الطبي بعد الجراحة كوسيلة لاستئصال ما تبقى من غرسات انتباذ بطانة الرحم في المرضى الذين يعانون من مرض واسع النطاق حيث يكون استئصال جميع الغرسات أمرًا مستحيلًا أو غير محبذ. وقد يعمل العلاج الهرموني بعد الجراحة أيضًا على علاج المرض المجهري؛ ومع ذلك، لم يثبت أن أيًا من تلك العلاجات يعزز الخصوبة. لكن تلك العلاجات تؤدي في بعض الأحيان إلى تقليل الألم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى