مقالات طبية

التهاب الحويضة والكلية الحاد (Acute pyelonephritis)

التهاب الحويضة والكلية الحاد (Acute pyelonephritis)

هذه هي عوامل الخطورة وركائز العلاج الأساسية

الدكتور يوسف متاني استشاري المسالك البولية في المستشفى الأهلي – قطر

التهاب الحويضة والكلية الحاد هو إنتان يشمل الكلية والحويضة الكلوية؛ وتعتبر هذه الحالة أكثر شدة من التهاب المثانة الحاد. المظاهر الرئيسية التي تميز التهاب الحويضة والكلية الحاد وجود ثلاثة عوارض مترافقة تشمل الحرارة المرتفعة والألم والإيلام في الخاصرة. 80% من الحالات تترافق مع اعراض بالجهاز البولي السفلي مثل حرقة البول، تكرار بولي والالحاح البولي.

التهاب الحويضة والكلية قد يكون خفيفا أو شديدا وقد يتطور الى إنتان في الدم وصدمة إنتانية، وتعتمد شدة الإصابة على عوامل عدة تتعلق بالمرض مثل وجود أمراض مرافقة والحالة المناعية للمريض، عمر المريض ووجود انسداد بالطريق البولي.

يعتبر التهاب الحويضة والكلية الحاد مرض شائع وخاصة عند النساء، يصيب سنوياً بين 10.5-25.9 مليون شخص. نسبة المرضى الذين يحتاجون دخول المستشفى للعلاج أعلى بين الأطفال وكبار السن.

عوامل الخطورة:

يحدث التهاب الحويضة والكلية الحاد في 3% من حالات التهاب المثانة والبيلة الجرثومية غير العرضية، وقد تحدث نتيجة مضاعفات الإنسداد في السبيل البولي كما في الحمل أو نتيجة للحصيات البولية.

ومن عوامل الخطورة الأخرى التأهب الوراثي ووجود أمراض مرافقة مثل الداء السكري.

القصة المرضية :

يحدث التهاب الحويضة والكلية الحاد عندما تدخل البكتيريا الى المثانة ثم تصعد باتجاه الكلية، ونادرا ما تصل الجراثيم الى الكلية بالطريق الدموي.

بوجود العلاج المناسب فإن أعراض المرض تتناقص تدريجيا وقد تحتاج الى 5 أيام؛ ولكن عدم حدوث تحسن أو تدهور الأعراض بعد 24-48 ساعة من بدء العلاج قد يكون نتيجة حدوث اختلاطات تتطلب تداخلا” اسعافيا”، ومن هذه الاختلاطات الانسداد في السبيل البولي بسبب حصيات، تشكل الخراجات، الإنتان المكون للغاز خاصة عند مرضى السكري.

التشخيص:

يعتمد تشخيص التهاب الكلية والحويضة الحاد على الفحص السريري، فحص زراعة البول والتقنيات الشعاعية التشخيصية.

يتطلب الأمر إجراء التصوير الشعاعي منذ البداية وذلك عند مرضى إنتان الدم أو الصدمة الإنتانية، أو لدى مريض لديه تاريخ مرضي معروف لداء الحصيات البولية أو الاشتباه بوجود الحصيات أو تدهور جديد في وظاثف الكلية.

 يشمل التشخيص التفريقي لألم الخاصرة مع أو بدون حرارة ما يلي :

  • التهاب المرارة الحاد  
  • التهاب الزائدة الدودية الحاد  
  • التحصي الكلوي  
  • أمراض الحوض الإلتهابية

 العوامل الممرضة:

تعتبر بكتيريا الإشريكية القولونية  E.Coli العامل المسبب لالتهاب الكلية والحويضة الحاد في اكثر من 90 % من الحالات عند النساء الشابات الأصحاء.

ولكن بالمقابل توجد جراثيم أخرى قد تسبب المرض عند الرجال والنساء وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض في السبيل البولي. 

 العلاج:

يعتمد علاج التهاب الحويضة والكلية على ركائز أساسية:

  • العلاج الداعم، يتضمن:

الانعاش بالسوائل الوريدية.

الادوية التي تتحكم بالاعراض كالمسكنات وخافضات الحرارة.

  •  المعالجة بالصادات الحيوية: 

يجب بدء العلاج بالمضادات الحيوية مباشرة بدون انتظار نتيجة فحص زرع البول.

نوعية العلاج بالمضادات الحيوية ومدته وطريقة اعطائه للعلاج داخل المستشفى كلها أمور يتم تحديدها بناء على عوامل عدة منها المقاومة الجرثومية، شدة الانتان ووجود عوامل خطورة مرافقة عند المريض.

تتراوح مدة العلاج بين 1-4 اسابيع وتعتبر مراقبة فعالية العلاج أمرا أساسيا حيث ان عدم حدوث تحسن بعد 1-2 يوم من بدء العلاج بالمضادات الحيوية يتطلب اعادة فحص زرع البول البول واجراء تصوير شعاعي لتحديد السبب الكامن ونفي حدوث الخراج.

ان حدوث التهاب الحويضة والكلية الحاد خلال الحمل قد يتطور بشكل سريع ويحدث مضاعفات قد تشكل خطر على حياة الأم والجنين، لذلك يحتاج علاجها الى دخول المستشفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى