مقالات طبية

كيف نحمي أنفسنا من التأثير السّيء لأشعة الشمس؟

الشمس وفصل الصيف… كيف نحمي أنفسنا من التأثير السّيء لأشعة الشمس؟

الدكتور سهيل عجي ، اختصاصيالأمراض الجلدية والتناسليةالتجميل والليزر في مركز ماربل الطبي

فصل الصيف هو فصل العطلات والرحلات، ولكن مع الأسف تكون فيه الطاقة الشمسية في أوجها، ما يعني أن الشمس ترسل أشعة أكثر وحرارة أعلى ويكون سقوطها على الأرض مركزاً وعلى مساحة صغيرة على عكس فصل الشتاء.

نود في البداية الإضاءة على الجانب الإيجابي للتعرض لأشعة الشمس، حيث تسهم في إنتاج فيتاميندالذي يعتبر ضرورياً لتكوين العظام والنمو السليم؛ كما أن لأشعة الشمس دور في تحسين جهاز المناعة إضافة الى الأثر الايجابي على المزاج والصحة النفسية. لذلك، يُنصح بالتعرض المنتظم يومياً للشمس خارج أوقات الذروة أي قبل العاشرة صباحاً وبعد الرابعة عصراً.

غير أن أشعة الشمس هذه تحمل جوانب سيئة قد تجعل أضرارها تفوق فوائدها، حيث ترسل لنا الشمس أشعة تُعرف بالأشعة فوق البنفسجية، وهي أمواج كهرومغناطيسية طول موجاتها أقلّ من طول موجات الضوء المرئي. تتكوّن من ثلاثة أنواع: ألفا وبيتا وجاما؛ تتفاوت هذه الأنواع في أطوال موجاتها ولكلّ منها خصائصها، أطولها ألفا وأقصرها جاما، وكلّما قلّ طول الموجة ازداد خطرها. إلا أنّ الموجات المؤذية جداً لا تصل إلى الأرض وذلك بفضل طبقة الأوزون التي تمتصها، ولكنها تتسرّب من الأماكن التي تحتوي على ثقوب في الأوزون بسبب التلوّث.

التعرّض للشمس لفترات طويلة وخاصة في أوقات الذروة يؤدّي إلى ظهور العديد من المشاكل الجلدية، ومنها:

حروق الجلد: يؤدّي التعرّض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الظهيرة ولوقت طويل إلى ظهور حروق من الدرجة الأولى على الجلد؛ أمّا في حالة التعرّض للشمس خلال السباحة في المسابح المكشوفة، وخصوصاً تلك التي يتمّ تعقيمها بالكلور، فيمكن أن يؤدي إلى إصابة الجلد بالحروق من الدرجة الثانية.

سرطان الجلد: أسوأ ما قد يتعرض له الجلد هو الأورام السرطانية؛ يحدث ذلك نتيجة إحداث الأشعة فوق البنفسجية لطفرات في المادة الوراثية لخلايا الطبقة الخارجية للجلد، فيؤدّي إلى انقسام غير متحكم به. وتشير دراسة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في واشنطن إلى وجود حوالى 1.5 مليون شخص حول العالم مصاب بسرطان الجلد نتيجة أشعة الشمس. 

طبعا يجب الحذر أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم شامات جلدية متصبغة حيث أن هذه الآفات غالباً ما يكون فيها نمو سرطاني يزداد عند التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية. لذلك ينصح الأطباء بمراقبة هذه الشامات بشكل دوري ومراجعة الطبيب عند أي تغير مهما كان بسيطاً في حجمها أو شكلها أو لونها أو حوافها، أو عند حدوث احمرار أو تقرح على سطحها.

تلون الجلد وتصبغه: إضافة إلى حروق الجلد، فإن التعرّض للشمس يزيد إفراز الميلانين كردة فعل للجلد على تعرّضه لتركيز عالٍ من الأشعة فوق البنفسجية، ممّا يؤدي إلى اكتساب الجلد للون الداكن.

شيخوخة الجلد وظهور التجاعيد: التعرض المفرط لأشعة الشمس يزيد من خشونة الجلد وظهور التجاعيد؛ مع مرور الزمن فإنّ ذلك يعطي الجلد مظهراً أكبر من عمره الحقيقيّ.

ظهور بعض الأمراض التحسسية والجلدية: هنالك أمراض تزداد سوءاً مع التعرض لأشعة الشمس مثل الذئبة الحمامية الجلدية، والحساسية الضيائية بأنواعها، كما أن لدى بعض الأشخاص مرضاً يجعل الجلد حساساً جداً لأشعة الشمس بحيث ان التعرّض لها يؤدّي إلى ظهور تقرّحات الجلد.

الوقاية من التأثير السيء لأشعة الشمس 

الوقت المناسب لبدء السلوك الوقائي لأشعة الشمس والجلد ليس عند الوصول إلى سن الرشد، ولكن قبل سنوات. الرسالة الموجهة إلى الوالدين هي أن الوقت قد حان للبدء في حماية طفلك من تلف الجلد الناتج عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، حيث أن أمامه سنوات عديدة من التعرض المحتمل لأشعة الشمس؛ إذا لم يتم التنبه مبكرا ًربما يكون قد فات الأوان.

يشمل السلوك الوقائي:

  • تجنب التعرض للشمس في ساعات اذروة.
  • الاستعمال المنتظم واليومي لكريمات الوقاية الفعالة، مع تكرار تطبيقها كل ساعتين، وهو ما يجب تطبيقه صيفاً وشتاءً.
  • ارتداء ملابس مناسبة تغطي الجلد وتحميه، اضافة الى وضع القبعات المناسبة في كل الفصول.
  • استخدام مضادات الأكسدة مثل فيتامينأيوسي، والإكثار من الاطعمة الغنية بهما لما لهما من دور في محاربة شيخوخة الجلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى