مقالات طبية

سلامة المرضى في المستشفيات…

سلامة المرضى في المستشفيات…

النظافة والتعقيم أولى الخطوات

واكبت اللجان الدولية لاعتماد المستشفيات التطورات المتلاحقة في القطاع الطبي فعملت في السنوات الأخيرة على تحديثات جديدة أسهمت في إضافة معايير جديدة تتعلق بسلامة المرضى داخل المستشفيات ومعايير أخرى تُعنى بسلامة المرضى في العصر الرقمي الذي دخل الى الحقل الطبي من أوسع الأبواب؛ ولعل الإستفادة الأولى والأخيرة تبقى لصحة المريض وسلامته؛ من هنا، كان لزاما على المؤسسات الدولية التي تعنى بالمعايير العالمية لسلامة المستشفيات أن تتماشى مع هذا التطور لضمان العمل الآمن والحفاظ على صحة المرضى الذين هم أولا وأخيرا محور الاهتمام.

لقد نشأت مؤخرا أسس ومعايير عالمية تعزز جودة خدمات الرعاية الصحية وسلامة المرضى حول العالم، وهو ما أقدمت عليه مستشفيات دول الخليج والشرق الأوسط لتستكمل مسيرة ريادتها في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة والمتميزة بأعلى معايير الجودة والسلامة الدولية.

نظافة اليدين في المستشفى… ضرورة قصوى

تكون البكتيريا والجراثيم في أعلى مستوياتها داخل أروقة المستشفيات وفي الأماكن المزدحمة والمليئة بأشخاص مصابين، والخطورة تكمن في قدرة تلك الجراثيم على التطور والانتشار بشكل سريع وقد يصل الأمر الى إنتاج جراثيم عصية على المضادات الحيوية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نظافة الأيدي تحدّ من خطر الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وتنقذ حياة ثمانية ملايين شخص كل عام في المستشفيات وحدها.

كما ينبغي تعقيم بيئة المستشفى سواء الغرف او الأروقة لمنع انتقال الفيروسات، وهنا يجب التأكيد على ضرورة تعقيم مسكات الابواب وكبسات المصاعد واسطح المكاتب لانها البيئة الأمثل لنقل العدوى. واليوم، غالبية المستشفيات عمدت الى وضع المطهر الكحولي على باب كل غرفة أي يجب على الزائر او الممرض او حتى الطبيب المعالج ان يعقم يديه قبل الدخول وعند الخروج من غرفة المريض للحد من انتشار أي عدوى او بكتيريا يحتمل ان تكون موجودة.

غسل اليدين هو أولى خطوات مكافحة انتشار العدوى واهم الطرق لمنع انتشار الجراثيم. فبداية الحل إذن تكون بالحفاظ على مبادئ النظافة العامة والبداية تكون بغسل اليدين قبل أي إجراء طبي وبعده. ورغم انه إجراء بسيط الا ان غسل اليدين يعتبر احد العوامل الفعالة في التقليل من مخاطر العدوى في المستشفيات، والمقياس الأساسي للحد من العدوى المصاحبة للرعاية الصحية وكذلك للحد من انتشار المناعة ضد مضادات الميكروبات.

كما يعتبر غسل اليدين من أهم الإجراءات الواجب اتّباعها، والجراح لديه مسؤولية مهمة في هذا الإطار والتي فرض عليه ضرورة اتخاذ إجراءات النظافة الصارمة لأنه يتعامل مع المرضى في غرفة العمليات لان أي إهمال من شأنه ان يسبب عواقب وخيمة.

يُفترض بالجراح او أي شخص معني بالعمل داخل غرفة العمليات ان يتبع الخطوات الأساسية لغسل اليدين والتي تقتضي بفرك اليدين حتى السواعد وتحت الأظافر وما بين أصابع اليد والتأكد من المحافظة على رفع أيديهم فوق مستوى الكوع لمنع حدوث التلوث، مع ضرورة تجفيفهما بمنشفة معقمة وعدم لمس أي شيء وإلا يتوجب عليهم إعادة غسل اليدين.

ينبغي اذن غسل اليدين في الحالات التالية:

  • قبل أي تعامل مع المريض وبعد الانتهاء ايضا.
  • بعد القيام بالتدخلات العميقة.
  • بعد العناية بالمرضى المعرضين لانتقال العدوى
  • بعد التعامل مع الجروح سواء كانت ناتجة عن جراحة أو إصابة أو أحد التدخلات العميقة.
  • بعد الإجراءات التي تتزايد فيها احتمالات تلوث اليدين بالميكروبات مثل التعامل مع الأغشية المخاطية والدم وسوائل الجسم والإفرازات.
  • بعد لمس الأجسام الصلبة المحتمل تلوثها بالكائنات الدقيقة التي تسهم بقدر كبير في الإصابة بالأمراض.
  • خلال التعامل العادي مع كل مريض والذي يليه.
  • بعد استعمال الحمام أو المرحاض.
  • بعد خلع القفازات وقبل مغادرة مكان العمل.
  • قبل تقديم الطعام أو الشراب.

كما يتم تعقيم الفريق الجراحي لحمايته من التلوث بالأحياء الدقيقة، وذلك يكون أولا بواسطة تعقيم المكان عبر تنظيفه باستمرار بالمعقمات الخاصة التي تملك القدرة على قتل الأحياء الدقيقة على اختلاف أنواعها.

ثم ان الدخول الى غرفة العمليات او الخروج منها ينطبق عليه شروط معينة مثل خلع الأحذية او ارتداء أغطية خاصة معقمة فوق الحذاء تمنع تلوث المكان.

أما الأدوات التي تستخدم في كل عملية، فلا شك انها يجب ان تكون معقمة، حيث يقوم المساعدون الطبيون يوميا بتحضير الأدوات الجراحية المناسبة بحسب نوع العملية، فضلا عن مجموعة أدوات العمليات الطارئة؛ هذه الأدوات يتم لفها داخل أغطية وتوضع في علب خاصة، ومن ثم يتم وضعها في جهاز التعقيم الذي يقضي على مختلف الأحياء الدقيقة مهما كان شكلها او نوعها.

إضافة الى ذلك، هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الطاقم التمريضي حيث يجب ان يبدأ بنفسه في الحفاظ على نظافة اليدين قبل التعامل مع المريض وبعد ذلك مهما كانت حالته المرضية سواء معدية ام لا، ومن ثم   الحرص على أن يغسل المرضى والزائرون أيديهم بالماء والصابون مع استخدام معقم اليدين الكحولي لمزيد من الحماية.

هذه الممارسات تستلزم رفع مستوى الوعي ونظافة اليدين في المنشآت الصحية، وتوعية العاملين فيها حول أهمية نظافة اليدين وعلاقتها في منع انتشار عدوى المستشفيات، وتكثيف التوعية التثقيفية للمجتمع بضرورة الاهتمام بالسلوكيات الصحية للحفاظ على المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى