مقالات طبية

سلامة المرضى… حجر الزاوية لرعاية صحية عالية الجودة

سلامة المرضى

حجر الزاوية لرعاية صحية عالية الجودة

تطور مبدأ سلامة المريض في المرافق الصحية مع تطور أنظمة الرعاية الصحية وبات أمراً أساسياً لتقديم خدمات صحية عالية الجودة، بهدف تقليل المخاطر والحد من الأخطاء التي يمكن أن تواجه المرضى أثناء تلقيهم رعاية صحية فعالة وآمنة ومتكاملة تركّز على الإنسان بالدرجة الأولى.

تطبيق مبادئ واستراتيجيات سلامة المرضى يتطلب سياسات واضحة مبنية على خبرات مقدمي الرعاية الصحية وتطويرها في مجال الرعاية الصحية والمشاركة الفعالة للمرضى في رعايتهم. 

فالمريض يقصد المستشفى للحصول على العلاج اللازم لحالته المرضية، لكن هذه الحالة قد تسوء او ربما قد يصاب بعدوى ما وذلك في حال لم يقم الطاقم الطبي بالتدابير الإحترازية اللازمة للحد من أي خطأ طبي قد يحصل. لكن السنوات الأخيرة رصدت هذا الأمر فعملت الجهات المعنية للحد من الأخطاء الطبية والحفاظ على سلامة المرضى

. شهادات الجودة وضعت جلّ اهتمامها في هذا المجال الى ان باتت المستشفيات اليوم مزوّدة بكل المعايير والسياسات التي تسعى الى منح المريض أفضل خدمات الرعاية الصحية بجودة عالية ودقة متناهية ما أدى الى انخفاض الأخطاء الطبية والعدوى في المستشفيات بشكل كبير.

إن سلامة المرضى أثناء تقديم الخدمات الصحية الآمنة وذات الجودة العالية شرط أساسي لتعزيز نظم الرعاية الصحية وإحراز تقدم نحو التغطية الصحية الشاملة الفعالة وذلك في إطار أهداف التنمية المستدامة لتعزيز الصحة والرفاه للجميع.

تشمل سلامة المرضى الوقاية من الأخطاء لاسيما خلال مرحلة التشخيص أو الأخطاء الطبية أو أي ضرر آخر يمكن الوقاية منه بما في ذلك تجنب الضرر غير المقصود أو غير المتوقع للأشخاص أثناء تلقي الرعاية الصحية وتقليل حوادث سلامة المرضى والسير قدما نحو المزيد من التحسينات على مستوى السلامة والجودة، بحيث يتلقى المريض العلاج اللازم في بيئة آمنة.

للوصول الى الهدف المنشود، ينبغي دعم مقدمي الرعاية الصحية بمختلف فئاتهم وتمكينهم حول كيفية تجنب الأخطاء عبر تزويدهم بالمهارات والآليات لتحسين السلامة.  

خطوات الحفاظ على سلامة المريض أثناء تلقي الرعاية الصحية

إن الحفاظ على سلامة المريض وتجنب الأخطاء الطبية التي تؤدي الى مضاعفات تشكل خطرا على حياة المريض، يستدعي القيام بخطوات عدة واتباع أسس وتدابير احترازية في كل خطوة يقومون بها لاسيما الطاقم التمريضي الذي يعمل على تماس مباشر مع المريض.

من الخطوات التي ينبغي القيام بها:

  • تجنب التهابات مجرى الدم ومنع حدوثها أثناء إدخال القثطرة الوريدية او أثناء عملية سحب عينات الدم؛ لتحقيق ذلك، يجب غسل اليدين وتعقيمهما قبل أي إجراء تداخلي، تنظيف الجلد بمادة الكلورهيكسيدين، وتجنب خطوط الفخذ، وإزالة الخطوط غير الضرورية.
  • الحد من فرص حدوث التهاب الوريدي الخثاري وهو عملية التهابية تتسبب في تكوين جلطة دموية وانسداد أحد الأوردة أو أكثر، وعادةً ما يكون ذلك في الساقين. تشمل أسباب الإصابة بالتهاب الوريد الخثاري التعرض لإصابة جسدية أو الخضوع لجراحة أو عدم ممارسة أنشطة لفترات طويلة، وهو ما يبرر ارتداء الجوارب الضاغطة بعد كل عملية تحتاج الى الركود في السرير لفترة.
  • تثقيف المرضى حول استخدام الأدوية المسيّلة الدم حيث ان غالبية المرضى يتناولون هذا النوع من الادوية بعد إجراء عملية جراحية ومغادرة المستشفى للحد من التعرض للإصابة بجلطات دموية خطيرة. في حال استخدام الادوية المسيلة للدم بشكل غير صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك الى نزيف لا يمكن السيطرة عليه.
  • بالنسبة للطاقم الطبي والتمريضي، ينبغي عدم البقاء لساعات وفترات طويلة في الدوام لأن الإرهاق الشديد الذين يتعرضون له يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في الخطأ.
  • تصميم المستشفى عموما وغرف المرضى بشكل خاص على نحو يبعث الراحة، حيث أثبتت التجربة أن التواجد في بيئة مريحة ينعكس إيجابا على صحة المريض بالدرجة الأولى ويعطي الدافع لمقدمي الرعاية الصحية للعمل بشكل أفضل؛ يحبّذ إنشاء محطات لامركزية للممرضات تسمح بسهولة الوصول إلى المرضى.
  •  تقليل العدوى من خلال توفير غرف فردية، وتحسين أنظمة ترشيح الهواء، وتوفير مواقع متعددة مناسبة لغسل اليدين. 
  • طاقم العمل المتواجد ضمن غرفة العمليات يجب أن يعي تماما المسؤولية الملقاة على عاتقه حول السياسات والإجراءات المتبعة بالعمليات والمتعلقة بإجراءات التحكم في العدوى؛ يجب التخلص من الأدوات والتجهيزات غير الصالحة للاستعمال وغير المستعملة من غرف العمليات.
  • الحد من أخطاء الأدوية عبر الصيدليات الآلية التي تخفف العبء عن الصيدلي وتمنحه الوقت الكافي للتحدث مع المريض وفهم حالته، كما يمنحه ذلك الوقت الكافي للقيام بأعمال الصيدلية الأخرى بشكل سلس. حصول المريض على الدواء الصحيح بالوقت المناسب يعتبر من أسس السلامة العامة حيث يسهم ذلك في تحسين خدمة العلاج الدوائي وتعزيز الصحة والعافية والوقاية من الأمراض. تتبع المستشفيات سياسات وإجراءات محدّدة مبنية على دراسات علمية.
  • تدريب فريق العمل في المنشأة الصحية على التواصل بفعالية والاستجابة السريعة لمتطلبات المرضى بهدف تعزيز سلامة المرضى؛ يتوافر اليوم أنظمة تكنولوجية ذكية تمنح الممرض فرصة متابعة المريض عن كثب من دون عناء التجوال بين الغرف فتتم الإستجابة السريعة بمجرد ملاحظة أي تغير يطرأ على المؤشرات الحيوية لدى المريض عبر إنذار الطاقم التمريض بذلك.
  • الحد من إدخال المريض الى المستشفى وتنويمه، بحسب الحالة المرضية، إذ ان بعض الحالات يمكن متابعتها بالادوية والمراجعة الدورية في العيادة ووضع جدول لذلك

لقد ساعدت التكنولوجيا المتطورة في تفعيل الممارسات الخاصة بسلامة المرضى، مثل استخدام أجهزة المحاكاة، وترميز الشريط، وإدخال طلب الطبيب المحوسب، وإدارة موارد الطاقم، وسجلات المرضى الإلكترونية وغيرها من الممارسات واستراتيجيات العمل لتجنب أخطاء سلامة المرضى وتحسين عمليات الرعاية الصحية؛ مع الإشارة الى ان ذلك لا يغني عن التدخل البشري المباشر وما هذه الممارسات الا وسائل لمساعدة الطاقم الطبي على أداء المهام الموكلة إليه على أكمل وجه.

بيئة صحية نظيفة

لعل أهم الخطوات التي حرصت المستشفيات والمرافق الصحية على تطبيقها هي النظافة لضمان تواجد المريض في بيئة صحية ونظيفة تحد من فرص انتقال العدوى ومكافحتها؛ فالحفاظ على سلامة المريض وإبقائه بصحة جيدة خلال فترة تواجده في المستشفى يتطلب خلق بيئة صحية نظيفة وتطبيق أحدث الآليات والإستراتيجيات التي تكفل منع انتشار العدوى أو تواجدها في بيئة المستشفى.

 من أهم الخطوات وآليات العمل المتبعة العزل وغسل الأيدي والتعامل مع حالات العدوى المكتسبة والوبائية والتطهير والتعقيم للآلات والأجهزة الجراحية، والتعامل مع عينات المختبر ونقل الدم وسبل التخلص منها وقواعد مكافحة العدوى لتحضير المحاليل الوريدية وإرشادات تنظيف وتطهير غرف العزل والعمليات والعناية المركزة والأماكن الأخرى ذات الأهمية الخاصة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى