مقالات طبية

تأثير محو الأمية الصحية  في محاضرة لوايل كورنيل للطب – قطر

تأثير محو الأمية الصحية  في محاضرة لوايل كورنيل للطب – قطر

جيمي غراي

ناقشت سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطبقطر تأثير محو الأمية في صحة الفرد ورفاهه وأيضاً أهميته البالغة في الصحة العامة، وذلك في محاضرة للسيدة جيمي غراي أمينة المكتبة المشارِكة ومديرة مكتبة العلوم الصحية في الكلية بعنوانأين تكمن أهمية محو الأمية: كيف تؤثر المعلومات والعلوم ومحو الأمية الصحية في الصحة الفردية والعامة؟”.

شرحت غراي ما المقصود من مصطلحمحو الأمية الصحيةوناقشت كيف يمكن أن يتقاطع محو الأمية المعلوماتية والعلمية مع محو الأمية الصحية وتأثير ذلك في خيارات الصحة الشخصية ومن ثم صحة الإنسان وعافيته ورفاهه. وتطرّقت إلى تأثير المحدِّدات الاجتماعية في كل من المعلومات والعلوم ومحو الأمية الصحية، وتناولت بإيجاز مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات الكفيلة بالنهوض بمجالات محو الأمية على المستوى الفردي وأيضاً على نطاق السكان بهدف تحسين النواتج الصحية.

وقالت غراي في محاضرتها: “إذا ما أردنا مراعاة صحتنا كما يجب، علينا أن نكون على دراية كافية بالأمور الصحية. وعندما نقول إنّ شخصاً ما مثقف صحياً نقصد أنه يملك فهماً كافياً لسبل مراعاة صحته وعافيته ورفاهه. لذا، يمكن تعريف محو الأمية الصحية بأنه مجموعة من المعارف والمهارات والتدابير التي يجب على الأفراد والمجتمعات القيام بها لضمان الرفاه العام للإنسان وعموم مجتمعه”. 

وتابعت قائلة: “إن الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد– 19 كشفت الكثير عن العلاقة الترابطية بين مختلف المعارف وتأثيرها. وخلال الجائحة، عشنا هذه التجربة غير المسبوقة المتمثلة في متابعة الاكتشافات العلمية المتلاحقة يوماً تلو آخر ورأينا آثارها الملموسة للغاية في تسيير أمور حياتنا اليومية. رأينا بأنفسنا كيف يمكن أن تترجم الفجوة أو الثغرة في استيعاب الاكتشافات العلمية وإخبار الناس بها، إذا ما اقترنت بالتسييس العميق والمخاوف بشأن الاقتصاد في معظم أنحاء الولايات المتحدة، إلى عدم الثقة بالرسائل الصحية الرسمية ورفض الامتثال لتدابير الصحة العامة، ومنها على سبيل المثال ارتداء الكمامة”. 

واستشهدت السيدة غراي بدراسات عدّة أظهرت أن الإلمام بالمفاهيم والعمليات العلمية يمكّن الفرد من اتخاذ قرارات شخصية مستنيرة، مثلما يمكّنه من المشاركة في الحياة المدنية والثقافية، إلى جانب أهمية ما سبق في تيسير الأنشطة الاقتصادية. وأضافت أن من دون محو الأمية العلمية والمعلوماتية، يمكن أن يواجه الفرد

صعوبة في تقييم ما إذا كانت معلومة علمية ما موثوقة لديه أو جديرة بثقته أو مناسبة له، كما يمكن أن تشكّل العقلية المناهضة للعلم جانباً من هوية مشتركة في ظروف معينة.

كما تطرّقت السيدة غراي إلى دراسة أُجريت في قطر في عام 2016 لباحثين من وايل كورنيل للطبقطر كشفت عن أن أكثر من %70 من الأشخاص المشمولين بالدراسة يبحثون عن المعلومة الصحية عبر الإنترنت، فيما قال %37 منهم إنهم يعتمدون أيضاً على أصدقائهم وأُسرهم في الحصول على المعلومة الصحية. 

وعلى هذا النحو، من المرجح أن يكون لدقة المعلومة المتاحة وجودتها وقدرة الفرد على تقييمها أثر عميق في المجتمع، فمن اليسير أن تنتشر مثل تلك المعلومة بين أفراد الأسرة الواحدة من أجيال متعددة وفي التجمعات واللقاءات الأسرية وغيرها. وفي الختام، دعت السيدة غراي إلى اعتماد سياسات وممارسات الرعاية الصحية والاجتماعية التي من شأنها تعزيز محو الأمية الصحية والعلمية وإرساء بنية تحتية تدعم نشر وانتشار المعلومة الصحية الموثوقة والمتاحة بيسر لجميع أفراد المجتمع.

يُذكر أن هذه المحاضرة قد نالت الاعتماد من قسم الاعتماد في إدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى