مقالات طبية

الأكزيما التأتبية

الأكزيما التأتبية

الأكزيما التأتبية هي حالة التهاب الجلد المزمن المصحوب بالحكة الشديدة والمرتبط بالتغيير المناعي داخل الجلد. 

الدكتور أحمد البدران إستشاري الأمراض الجلدية في المستشفى الأهلي – قطر

يمر هذا المرض المزمن بنوبات إنتكاسة وتحسن طيلة فترة المرض ويصيب عادة الأطفال بنسبة 15-30% والكبار بنسبة 2 الى 10% على مستوى العالم. 

هناك عوامل عديدة تتدخل في مسببات المرض منها الاستعداد الجيني الوراثي، الخلل المناعي في الجلد، اختلال الطبقة الخارجية من الجلد والظروف البيئية المحيطة بالشخص من مواد تلامسية أو إستنشاقية محفزة او بعض أنواع الطعام.

عادة ما تكون الأكزيما التأتبية جزء من ظاهرة تأتبية تشمل الاصابة بالربو القصبي، حساسية الأنف ومنظمة العين وحساسية الأكل، ولذلك فإنه وخلال أخذ التاريخ المرضي للمريض لابد من السؤال عن أحد هذه الأمراض عنده أو عند أحد من أفراد عائلته.

تتميز الحالات الحادة من المرض باحمرار الجلد وظهور طفح ونتوءات صغيرة بارزة من الجسم ( حبيبات ) وأحياناً تفرز مادة سائلة مع سحجات وخدوش الجلد؛ أما الحالات المزمنة فتمتاز بظهور حزاز جلدي خشن مع نتوءات بارزة على الجلد وجفاف حاد.

تتركز مناطق الأكزيما التأتبية عند الأطفال الرضع (السنة العمرية الأولى) على الوجه والأطراف والجسم، بينما في الأطفال بعد عمر سنة واحدة تتوزع على طيات الجلد في الغالب (خلف الركبتين وباطن الكوعين ومقدمة الرقبة).

أما عند الشباب والبالغين فهناك نوعان، النوع الأول: نوع عام يشمل طيات الجلد، الرسغ، الكاحل ومنطقة العينين والجفون. أما النوع الآخر فيتوزع على الجسم والأكتاف وفروة الرأس.

إن جفاف الجلد هو من أكثر الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الأكزيما والذي يؤدي الى زيادة الحكة وتعجيل انتكاسة المرض إذا لم يعالج جيداً.

ولا يخفى على الجميع ما لهذا المرض من تبعات سلبية على نوعية حياة المريض وعائلته منها إضطراب النوم والغياب عن العمل والمدرسة، وتكاليف هذا التغيب مع تكلفة العلاج المطلوب للمرض. كذلك يكون المريض غير قادر على تحمل التغيرات المناخية من حرارة وبرودة بالإضافة الى التدهور في الحالة النفسية للمريض وانزوائه عن الناس وحتى إصابته بالإكتئاب. 

قد يصاحب هذا النوع من الأكزيما أمراض أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم. 

يتضمن العلاج الكريمات المرطّبة والملينة للجلد مع استعمال منظفّات خالية من مادة الصابون للإستحمام مع تجنب المواد المحفزة للحساسية التي يتم اكتشافها بالتحليل المخبري ( تحليل الحساسية ) وعند مراجعة الطبيب يقوم بتقييم حالة الأكزما وشدتها وتأثيرها على نوعية حياة المريض وحياة ذويه، ثم اختيار نوع العلاج من علاجات موضعية أو علاجات بالحبوب أو الحقن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى