مقابلات

الدكتور جناح الحسن

الدكتور جناح الحسن

الأخصائي في الأورام النسائية والمدير الطبي لمركز كليمنصو الطبي في بيروت

منظار الرحم لإزالة اللحميات بدقة وأمان

مع تطور المنظار الرحمي، بات بإمكان الطبيب النسائي إزالة لحميات الرحم بدقة أكبر مع تقليل الشعور بعدم الراحة لدى المرأة التي سرعان ما تعود إلى ممارسة حياتها الطبيعية بعد العملية. فقد شهدت تقنيات علاج لحميات الرحم باستخدام المنظار الرحمي تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، فتحسّنت نتائج العملية وباتت أكثر فاعلية وأمانًا للمريضات. عن لحميات عنق الرحم والتطور الحاصل على مستوى التشخيص والعلاج يحدّثنا الدكتور جناح الحسن، الأخصائي في الأورام النسائية والمدير الطبي لمركز كليمنصو الطبي في بيروت.

كيف لنا أن نعرّف اللحميات؟ وما مدى خطورتها؟

لحميات عنق الرحم هي نمو صغير في عنق الرحم أو بطانته؛ غالبًا ما تكون حميدة، ولكن يمكن أن تكون خبيثة أو سرطانية في حالات نادرة. قد لا تظهر أي أعراض، في بعض الحالات ولكن في حالات أخرى يمكن أن تعاني السيدة من نزف خارج فترات الحيض. 

إن اللحميات مرض شائع والشكوى دائماً تكون من خلال حدوث نزف في غير وقته، وقد تؤدي إلى العقم في بعض الأحيان إذا كانت اللحمية في داخل البطانة لأن الرحم لا يكون مستعداً لاستقبال الجنين الملقّح كونه في حالة يسعى خلالها للتخلص من هذا الجسم الغريب.

ولكن، لماذا بتنا نسمع عنها أكثر في هذه الآونة؟

السبب في ذلك هو تطور وسائل التشخيص وتحديداً الصور الصوتية بالمنظار الرحمي الذي ساعد الطبيب في رؤية أدق التفاصيل في الرحم مع إمكانية علاجها بسهولة ودقة عالية. بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفعت نسبة الوعي لدى النساء وبتن يقصدن العيادات أكثر لإجراء الفحوصات ومنها فحص الزجاجة وبالتالي نسبة الكشف عن اللحميات باتت أعلى.

أما إحدى الأسباب، فقد تكون ناجمة عن عدم انتظام الإفراز الهرموني في الجسم وبالتالي عدم انتظام الدورة الشهرية، مع الإشارة هنا إلى أن انتظام الدورة الشهرية لا يعني فقط انتظام الإفراز الهرموني.

كيف يتم التعامل مع اللحميات بعد التشخيص؟

اللحميات في الرحم عادة تكون في مكانين إما في عنق الرحم أو بطانته.

لحميات عنق الرحم غالباً ما تظهر أثناء الفحص السريري وقد تكون من دون أي أعراض أو من خلال حدوث نزف بين الوقت والآخر خارج أوقات الدورة الشهرية. التعامل مع هذا النوع من اللحميات نوعاً ما يُعتبر أسهل من غيرها، فعند اكتشاف اللحمية خلال الفحص، نقوم مباشرة بعمل فحص الزجاجة (Pap Smears) لأخذ عيّنة من الأنسجة والتأكد من ماهيتها والتي في أغلب الأحيان تكون حميدة ولكن لابد من استئصالها فوراً وذلك بواسطة أداة خاصة لإزالتها على البارد أو بواسطة الكي الكهربائي. وينبغي التأكد من إزالتها بالكامل من الجذع لأنها قد تعود وتظهر في وقت لاحق.

أما اللحميات المتواجدة في بطانة الرحم يختلف التعامل معها لاختلافها من حيث الشكل والحجم والنوعية والمكان، حيث يتراوح حجمها بين ميلليمترات عدة وسنتيمرات أو أكثر، ولكن مهما كان الحجم على الطبيب إزالتها فوراً. 

من عوارض هذا النوع من اللحميات حدوث نزف متقطع في غير أيام الدورة الشهرية وذلك في حال كانت السيدة لا تزال في سن الإنجاب. التعامل مع هذا النوع من اللحميات يكون في العادة عبر التدخل الجراحي بواسطة المنظار الرحمي (Hysteroscopy).

في بعض الحالات التي نراها في العيادات يكون جذع اللحمية رفيعاً بعض الشيء فيلفظها الرحم وتسقط من تلقاء نفسها؛ وفي حالات أخرى تبقى اللحمية لأشهر من دون ظهور أي عارض يُذكر ويتم اكتشافها من خلال الفحص الروتيني.

في الماضي أي قبل ظهور المنظار الرحمي الذي ندخله الى داخل بطانة الرحم، كان الطبيب يلجأ إلى عملية تنظيف الرحم التي تُعرف بعمليةكورتاج” (Curettage) وهو إجراء جراحي يتم فيه توسيع عنق الرحم بحيث يمكن تجريف أو كشط بطانة الرحم باستخدام أداة تُعرف بالمكشط تشبه الملعقة لإزالة الأنسجة غير الطبيعية. لكن سلبياتها أن الطبيب يقوم بالتنظيف من الداخل من دون رؤية واضحة فضلاً عن أنه في حال كانت السيدة صغيرة في السن يجب أن نحافظ على قابلية الحمل والإنجاب وعدم القيام بمثل هذا الإجراء خوفاً من حدوث التصاقات.

ما هي أهمية المنظار الرحمي لعلاج مثل هذه الحالات؟ وما مدى تطوره؟

مع تطور المناظر الرحمي (Hysteroscopy) بات بإمكان الطبيب الدخول إلى الرحم ورؤية أدق التفاصيل ومن ثم إزالة اللحميات سواء بالكي الكهربائي أو بالمقص (micro scissor)، مع الإشارة هنا إلى أنه يتم تكبير الرحم للحصول على رؤية أفضل. إن أدوات المنظار الرحمي رفيعة ومرنة تسمح بإجراء العملية بدقة أكبر مع تقليل الشعور بعدم الراحة، وهناك كاميرات عالية الدقة توفر رؤية أوضح للمنطقة المستهدفة خلال العملية. يوفر المنظار الرحمي إمكانية إزالة اللحمية من جذعها إما بواسطة تقنية تعتمد على استخدام حلقة كهربائية لإزالة اللحمية مع الحد من خطر حدوث ندبات، أو بواسطة أداة خاصة لاستئصالها من جذعها بدقة وكفاءة عالية مع الحد من النزيف والألم.

كيف يختلف الإجراء الطبي للحميات في الرحم ما بين سن الإنجاب أو ما بعده؟

اللحميات التي تظهر في سن الإنجاب بمجملها تكون حميدة وفي حالات قليلة يمكن أن تكون سرطانية؛ وفي حال كانت سرطانية يختلف التعامل معها تماماً حيث يتم وضع بروتوكول علاجي محدّد بالإتفاق بين الطبيب والمريضة إذا كانت السيدة لم تنجب بعد.

أما ظهور لحميات ما بعد سن الخمسين أي بعد انقطاع الدورة الشهرية، فينطوي عليه بعض المخاطر، إذ ينبغي التعامل مع تلك اللحميات بحيطة وحذر شديدين لأن احتمال أن تكون غير حميدة مرتفع بعض الشيء. إن كل ما يتم استئصاله من الجسم يجب إرساله إلى مختبر الأنسجة لفحصه والتأكد من ماهيته في ما إذا كان حميداً أم خبيثاً؛ ويتم التصرف على هذا الأساس؛ خبرة الطبيب في هذا المجال يمكن أن تعطيه تصوراً حول طبيعة اللحمية ولكن الزرع والفحص في مختبر الأنسجة لابد منه.

ماذا عن غير المتزوجة؟ هل يمكن أن تعاني من ظهور لحميات؟

بالتأكيد، فاللحميات يمكن أن تظهر لدى السيدة المتزوجة وغير المتزوجة، ويجب التخلص منها؛ وهنا، يجب الإشارة إلى أن تطور المنظار الرحمي أتاح الفرصة لإزالة اللحميات بمنظار رفيع لا يؤذي الفتاة حيث يبلغ قطره 2 ميلليمتر، بحيث يتم إزالة اللحمية مع الحفاظ على إمكانية الإنجاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى