مقابلات

البروفيسور مروان غصن

مدير قسم السرطان في مركز كليمنصو الطبي

البروفيسور مروان غصن

التقدم الطبّي كبير جداً ولكن ثقتنا بالنساء أكبر للوقاية وحماية أنفسهن

جاءت نتائج الدراسات الجديدة المقدّمة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام، الذي عقد في باريس في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، لتعلن عن العلاجات المستحدثة لسرطان الثدي وفق ما تحدّث به البروفيسور مروان غصن، مدير قسم السرطان في مركز كليمنصو الطبي في بيروت ودبي.

أحدث التطورات 

بروفيسور غصن تحدث الى مجلةالمستشفى العربيعن أحدث التطورات على مستوى علاج سرطان الثدي المنتشر والتي تم عرضها خلال فعاليات المؤتمر. وقال: “بالنسبة للنوع الذي يستجيب للهرمونات النسائية (Hormone Receptor Positive Breast Cancer) فهناك أدوية عديدة هي بمثابة خطوط دفاع نحو مجابهة المرض؛ نبدأ بخط الدفاع الأول لفترة الى ان تتوقف المريضة عن الإستجابة لننتقل بعدها الى خط الدفاع الثاني، وصولا الى احدث علاج في هذا المجال والذي تم الإعلان عنه مؤخرا خلال المؤتمر في باريس وهو على شكل حقن ( Antibody-drug Conjugates). في الواقع، إن هذا النوع من العلاج يسهم في تحويل المرض من حالة حادة الى مزمنة تتعايش معها المريضة”. بالنسبة لنوع HER2 الذي يشكل 20 بالمئة من سرطانات الثدي، يقول بروفيسور غصن إن الدواء الجديد Enhertu  أثبت فعالية عالية تجاه هذا النوع من السرطان، لا بل أكثر من ذلك فقد أظهرت الأبحاث أن هذا الدواء الذي من المفترض انه موجه لخلية معينة هو نفسه مفيد لنوع آخر ما يعني أن مروحة الإستفادة منه توسعت لتشمل أنواع أخرى من سرطانات الثدي. 

أما نوع Triple-Negative Breast Cancer الذي لا يستجيب على ادوية الهرمونات ولا على الأدوية الموجهة، يقول بروفيسور غصن أن فهم هذا النوع من سرطان الثدي بات يتوضح أكثر فأكثر وتم التوصل الى علاجات مناعية الى جانب الأدوية الموجهة التي تعمل بطريقة بيولوجية. عن سرطان الثدي الإنتكاسي، يشير بروفيسور غصن الى وجود بعض المعايير والعوامل التي يجب أن يأخذها الطبيب بعين الإعتبار مثل حجم الورم ونوعه وما إذا كانت الغدد الليمفاوية تحت الإبط سليمة أم لا وغيرها لتحديد إمكانية حدوث انتكاسة أم لا؛ وفي مثل هذه الحالات تُعطى المريضة علاجاً وقائياً بعد العملية الجراحية لفترة من الزمن وهو ليس واحداً لكل المريضات بل بحسب تلك المعايير، وقد أثبت فعاليته ونجاحه بنسبة عالية. لكن بروفيسور غصن يشدد في هذا الإطار على انه وعلى الرغم من التطور المذهل على مستوى العلاجات الحديثة لسرطان الثدي المنتشر، إلا ان رسالتنا دائما هي أننا لا نريد ان نصل الى هذه المرحلة وذلك لا يتم الا من خلال الكشف المبكر لأن هذه الخطوة هي السبيل نحو القضاء على المرض بسهولة.

لماذا الكشف المبكر؟

بروفيسور غصن وفي حديثه الى مجلةالمستشفى العربييؤكد على الكشف المبكر، لافتاً الى أن هذه الخطوة مهمة للغاية لسبب بسيط وهو أن اكتشاف الورم في أولى مراحله يسهم في شفاء المريضة بشكل نهائي وبنسبة قد تصل الى 100 بالمئة. ويؤكد ان الكشف المبكر لا يمنع المرض بل يمكّننا من اكتشافه مبكرا، ومهما كان نوعه يبقى الأمل بالشفاء عالياً جداً في هذه المرحلة لتكمل المريضة حياتها بعد ذلك بشكل طبيعي. ويشدد بروفيسور غصن في هذا الإطار انه حتى مع وجود العامل الوراثي والجينات الوراثية المعروفة باسم BRCA 1 وBRCA 2، فالمتابعة الدورية تمكّننا من اكتشاف أي ورم في بدايته ليتم استئصاله على الفور مع إعطاء المريضة العلاج الوقائي اللازم. وبعد سنوات من حملات التوعية، يقول بروفيسور غصن أن عدد النساء اللواتي يقمن بالفحص الدوري ارتفع بشكل كبير طوال السنوات الماضية وهو تأكيد على ان الرسالة وصلت؛ ويقول: “ لكننا وصلنا الى مكان بقيت الأرقام والإحصاءات على حالها وذلك حتى العام 2018، لذلك نحن ندعو من جديد الى زيادة نسبة الإقبال على الكشف المبكر وتشجيع النساء فوق سن الأربعين على ضرورة إجراء صورة الـ Mammograpghy والـUltrasound”، حتى في الدول الأوروبية فقد تغيرت التوصيات من ثلاث سنوات سنويا وابتداءً من سن الـ45 وهو ما يؤكد على أهمية الإجراءات والتوصيات المتبعة في منطقتنا”.

خبرات 

يثني بروفيسور غصن على خبرات الأطباء من اختصاصات عدة ودورهم في اكتشاف المرض وعلاجه حيث يتوافر اليوم مستوى عال جدا من المهارة والخبرة في التعاطي مع سرطان الثدي.

إضافة الى ذلك، فإن أخصائيي الأشعة هم بدورهم يحظون بخبرات مميزة، حيث يؤكد بروفيسور غصن ان خبرة أطباء الأشعة مهمة جدا لاكتشاف أدق التفاصيل وقراءتها خلال التصوير. وليس خافيا ما يتوافر اليوم من أجهزة تصوير على مستوى عال من الدقة تسمح للطبيب برؤية أنسجة الثدي الدقيقة جدا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى