مستشفيات

المستشفى الأهلي ينقذ حياة قطري توقف قلبه بشكل مفاجئ

بتركيب جهاز تحت الجلد يُصدر صدمات كهربائية

المستشفى الأهلي ينقذ حياة قطري توقف قلبه بشكل مفاجئ

د. عبد الرزاق جيهاني، استشاري أمراض القلب ورئيس مركز القلب  في المستشفى الأهليقطر

كشف الدكتور عبد الرزاق جيهاني استشاري أمراض القلب ورئيس مركز القلب في المستشفى الأهلي، عن تركيب المستشفى جهاز مقوم نظم القلب (ICD) لشاب قطري تحت الجلد وتوصيل الأسلاك إلى غُرف القلب، مضيفا أن الجهاز يستطيع مراقبة ضربات القلب وتسجيلها باستمرار والتدخل السريع لإعطاء صدمات كهربائية لمعالجة التسارع الشديد الذي يؤدي إلى توقف القلب عن العمل.

وقال د. جيهاني إن ضعف عضلة القلب في مثل هذه الحالات سبب رئيسي في التسارع الشديد والمفاجئ لضربات القلب مما يجعل ضخ القلب للدم غير فعال ويؤدي إلى ما يعرف بتوقف القلب المفاجئ أو السكتة القلبية المفاجئة، موضحاً أنه في تلك الحالة إذا لم يتم إسعافها مباشرة فإنها تؤدي إلى حالات الموت المفاجئ.

نجاة من الموت

واستعرض استشاري أمراض القلب، التاريخ المرضي للمريض الذي نجا من موت محقق نتيجة توقف قلبه بالكامل في البيت وتم إنقاذه بجهاز خاص للصدمات الكهربائية، والذي قام المستشفى الأهلي بتركيبه له بنجاح قبل ما يقارب عام.

وأضاف أن الشاب القطري بدأت رحلته العلاجية قبل عدة سنوات عندما أصيب بجلطة تاجية حادة ورُكبت له دعامات في الشرايين التاجية أنقذته من جلطة تاجية حادة، لكن للأسف تأثرت عضلة القلب نتيجة ضخامة الجلطة، وتسبب ذلك في إصابته بضعف شديد في عضلة القلب، ولهذا نصحته حينها بتركيب جهاز صدمات كهربائية، وتنظيم ضربات القلب حسب دراسات كثيرة لأنه أصبح معرضا لخطر توقف القلب المفاجئ، لكنه للأسف رفض تركيب الجهاز في حينها وأراد وقتا للتفكير، لكن الأمر طال لعدة سنوات. 

دكتور جيهاني تابع قائلافي السنة الماضية حضر إلى عيادتي في المستشفى الأهلي وطلب تركيب الجهاز الذي رفضه من قبل، وبالفعل ركّبت له الجهاز بنجاح وتم خلال عملية التركيب اختبار كل العوامل التي تخص كهرباء القلب والأسلاك التي تم تركيبها بنجاح، وبعدها حافظ على الحضور دورياً للعيادة، للمتابعة ومراقبة الجهاز بالكمبيوتر الخاص به وكانت الأمور تسير على ما يرام وفي كل المتابعات لم يحدث أي إختلال في الضربات”.

ويسرد التطور الذي حدث للمريض بعد تركيب الجهاز، قائلا: “في يوم 27 ديسمبر الماضي فجأة توقف قلبه تماماً وسقط مغشياً عليه وسط حزن وضيق شديد بين أهله، لكن الجهاز تعرف مباشرة على الإرتباك الشديد في ضربات القلب والتي تطورت إلى توقف كامل لعمل القلب ومن ثم أعطاه الجهاز الصدمة الكهربائية المناسبة حسب البرنامج الذي وضعناه له للتعامل مع مثل هذه الحالة، وبعد صدمة واحدة فقط عادت نبضات القلب إلى طبيعتها، ونهض من غيبوبته وهو يتساءل عما حدث له، وسط ذهول أفراد أسرته”.

دكتور جيهاني أكد أنهلو لا فضل الله أولا، ثم وجود الجهاز واستجابته حينها، لما كان المريض حيّاً يرزق بيننا اليوم”.

وأوضح أن الجهاز الذي تم تركيبه يتعامل مع حالات تباطؤ ضربات القلب مثل الأجهزة التقليدية، وأيضا التعامل مع حالات إيقاف تسارع الضربات وإعادتها لمستواها الطبيعي حتى لو وصلت لمرحلة توقف القلب بفضل صدمات كهربائية لداخل غرف القلب، حيث يؤدي الجهاز هذه المهمة من خلال برامج معقدة توضع فيه، حيث يمكنه تحديد مدى سرعة ضربات القلب اذا كانت سريعة أو متوسطة وفي حالة الضربات غير الطبيعية يوجه صدمات كهربائية ذاتية وتلقائية، وإذا حدث أي تباطؤ في ضربات القلب، فإن الجهاز يعطي نبضات إضافية لتصبح عدد الضربات في المعدل الطبيعي.

واختتم د. جيهاني حديثه عن الجهاز، قائلا إن تقنية هذه الأجهزة تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وأصبح من الإمكان تركيب الجهاز تحت تأثير التخدير الموضعي من دون الحاجة للتخدير العام أو الجراحة إلا في بعض الحالات، موضحا أن المريض بعد العملية يظل لفترة بسيطة في المستشفى، ثم يخرج معافى لممارسة حياته بشكل طبيعي. 

وشدد على أنه تم فحص الجهاز عدة مرات بعد تركيبه للإطمئنان على سير عمله، وأنه يعمل حسب المطلوب، وقد سُمح للمريض الذهاب إلى العمرة حسب رغبته على أن يحمل معه بطاقة خاصة للتعريف بالجهاز في حالة احتياجه لزيارة أي مستشفى لأي سبب، وأيضا للسماح له بالمرور في المطارات من دون تعريضه لأجهزة الكشف الإلكتروني والتي قد تتداخل مع الجهاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى