المستشفى الأهلي… جراحة قلب مفتوح تنقذ مريضة سبعينية من الموت
المستشفى الأهلي… جراحة قلب مفتوح تنقذ مريضة سبعينية من الموت
الدكتور عاطف بن يوسف، إستشاري جراحة القلب والأوعية الدموية في المستشفى الأهلي – قطر والدكتور عبدالرزاق الجهاني، إستشاري أمراض وقسطرة القلب ورئيس مركز الأهلي لأمراض وجراحة القلب في المستشفى الأهلي – قطر
أجرى الدكتور عاطف بن يوسف، إستشاري جراحة القلب المفتوح والأوعية الدموية في المستشفى الأهلي، عملية تجسير للشريان التاجي الأيسر الرئيسي لسيدة تبلغ من العمر 71 عاماً، والتي كانت حياتها معرّضة للخطر بسبب التقدم في العمر وبسبب التضيّق الشديد الشريان التاجي الأيمن والشريان التاجي الأيسر.
كانت المريضة تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وفي نسبة الكوليسترول، وهو من الأسباب الرئيسيّة لتضيّق الشريان التاجي، حيث تواجه الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للقلب (الشرايين التاجية) صعوبة في إمداد عضلة القلب بالدم والأوكسجين والعناصر المغذية الكافية.
قال الدكتور بن يوسف:” يستغرق مرض الشريان التاجي غالبًا عقود إلى أن يشعر به المريض. ويمكن أن تمر الأعراض من دون ملاحظتها إلى أن يتسبب في انسداد كبير وحدوث مشاكل أو نوبة قلبية”.
وتابع قائلاً: “تحدث مؤشرات مرض الشريان التاجي وأعراضه عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين. فإذا كنتَ مصابًا بمرض الشريان التاجي، يمكن لانخفاض الدم المتدفق إلى القلب أن يتسبب في ألم بالصدر (ذبحة صدرية) وضيق التنفس. ويمكن أن يسبب الإنسداد الكامل لتدفق الدم الإصابة بنوبة قلبية.
ونوّه بالمؤشرات التي يجب على المريض ملاحظتها وهي الشعور بألم في الصدر (الذبحة الصدرية) والضغط أو الثقل في الصدر حيث يشكو بعض المرضى من الشعور وكأن شخصًا يقف فوق صدورهم. يحدث هذا الألم في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه، وعادةً يزول في غضون دقائق بعد توقُّف الحدث المحفّز للحالة. وقد يكون الشعور بالألم لدى بعض الأشخاص، خصوصًا النساء، وجيزًا أو حادًّا في الرقبة أو الذراع أو الظهر.
كما يشعر المريض بضيق في النفس وكأنّه لا يستطيع التقاط أنفاسه، وشعور بالإرهاق إذا لم يتمكّن القلب من ضخ كمية كافية من الدم تفي احتياجات الجسم.
الدكتور عاطف بن يوسف تحدّث كذلك عن مؤشرات النوبة القلبية وأعراضها المعتادة والتي تتمثّل في الشعور بألم أو ضغط شديد على الصدر، وألم في الكتفين أو الذراعين، وضيق في التنفس، والتعرُّق. وقد تظهر على النساء أعراض أقل مثل الألم في الرقبة أو الفك والغثيان والإرهاق. ولا تسبّب بعض النوبات القلبية ظهور أي مؤشرات أو أعراض ملحوظة.
الدكتور بن يوسف أكد أنه يجب على المريض زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن حين يشعر بأي من الأعراض المذكورة أعلاه، ونصح باتباع عادات نمط حياة صحي من أجل المساعدة في الحفاظ على قوة الشرايين وخُلُوِّها من الترسبات لتحسين صحة القلب. من الضروري كذلك اتباع نظام غذائي قليل الملح وقليل الدهون، وغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وممارسة الرياضة وتجنب الضغط النفسي.
رئيس مركز القلب الدكتورعبدالرزاق الجهاني
الدكتور عبدالرزاق الجهاني، استشاري أمراض وقسطرة القلب ورئيس مركز الأهلي لأمراض وجراحة القلب الذي قام بعمل القسطرة التشخيصية للمريضة فور دخولها للمستشفى، قال إن الصور أوضحت وجود تضيّق شديد في جذع الشريان التاجي الأساسي الأيسر مع تضيّقات في الشرايين التاجية الأخرى. وأضاف: “تعتبر هذه الحالة خطيرة على حياة المريض إذا لم يتم علاجها بسرعة، فهي أحد أسباب الموت المفاجئ الذي نسمع عنه من حين إلى حين لدى مرضى ربما لم يتم تشخيصهم وعلاجهم في الوقت المناسب”.
ورغم أن إمكانية توسيع التضيّقات من خلال وضع دعامات هو أمر ممكن من الناحية التقنية، كما هو الحال في معظم حالات تضيّق الشرايين التاجية، إلا أن توصيات هيئات القلب العالمية توصي بالعلاج بواسطة العملية الجراحية بدلاً من وضع دعامات بواسطة القسطرة في مثل هذه الحالة أي عند وجود تضيّق في الجذع الرئيسي لأن النتائج تكون أفضل على المدى الطويل.
لذلك تم الإتفاق على عمل العملية الجراحية وتم شرح الحالة بالتفصيل للمريضة وأقاربها من طرف الدكتور الجهاني، إستشاري القسطرة، والدكتور عاطف بن يوسف إستشاري الجراحة، والدكتورة إيمان داوود إستشاري التخدير. وقد سارت العملية بأفضل حال وكانت العناية قبل العملية وبعدها مثالية، ما أدى إلى تعافي المريضة في أسرع وقت بحيث تمت إزالة كل أجهزة التنفس وغيرها في أقل من 24 ساعة، وتمكّنت من مغادرة المستشفى وهي في كامل عافيتها بعد أن زالت كل المخاطر المترتبة على التضيّق الخطير في الشريان التاجي الرئيسي.
