تكنولوجيا

الصيدلية الذكية… أذكى مما تتصوّر

الصيدلية الذكيةأذكى مما تتصوّر

أطلب تجد!

دقة صرف الأدوية، تقليل مدة الإنتظار، انعدام الأخطاء الدوائية، وزيادة عدد الأدوية التي يتم صرفها يومياً هي أبرز مميزات الصيدلية الذكية وهو ما عكفت عليه غالبية المستشفيات والمؤسسات الصحية عبر تبنيها برمجيات متخصصة بالتشغيل الآلي. 

هذا التحول الرقمي ساهم في تغيير نظم إدارة الصيدليات المتطورة المعتمدة على تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

تعكس الصيدلية الذكية دور التكنولوجيا في صرف الدواء من دون تدخل بشري، حيث يقوم الروبوت المصمم من قبل شركات متخصصة ببرامج التشغيل الآلي والأتمتة، بصرف عدد كبير من الوصفات الطبية بوقت قياسي عن طريق باركود خاص لكل علبة ويتم صرف الدواء بكبسة زر.

تُصرف الأدوية في الصيدلية الذكية بواسطة الروبوت الذي يلتقط الدواء ويًطبع الملصق الذي يحمل معلومات المريض والوصفة، ومن ثم يوصله إلى نافذة الصيدلي في ثوانٍ قليلة. كما تعنى الصيدلية الروبوتية بالاستعانة بالتقنيات التكنولوجية المتطورة من خلال تصميم برمجيات متخصصة وتشغيلها وتطبيق الروبوتات في الصيدليات، فضلاً عن أنظمة الكمبيوتر اللازمة لإدارتها. 

يعمل الروبوت بقدرات كبيرة وتقنيات عالية من دون وجود أي احتمال للخطأ، وعليه تعتبر الصيدلية الذكية الحل لحماية المريض من أخطاء صرف الأدوية. ليس ذلك فحسب، فإن أتمتة العمل بالصيدلية ساهم في تعزيز فاعلية العمليات باستخدام الباركود والذكاء الاصطناعي، في التعرف إلى العبوة الدوائية من خلال أبعادها كأداة لتقليل الأخطاء الطبية، علاوة على تصميم نقاط رقابة ومتابعة ودمجها بالنظام لضمان جودة واستمرارية الخدمة، كمراقبة صلاحية الأدوية، والتنبيه عند قرب انتهاء صلاحيتها، ومراقبة توفر الأدوية والتنبيه عند قرب انتهاء الكميات، وأتمتة عمليات الجرد وإدارة المخزون.

دور رئيسي للصيدلي

لكن يبقى دور الصيدلي رئيسيًا في نظام الصيدليات الذكية، فبعد أن يدخل المريض ويعطي الوصفة للصيدلي يتوجب عليه والإجابة على أسئلة المريض في هذه الأثناء واستفساراته، فيعطي الأمر للذراع الروبوتي بإحضار الأدوية الموصوفة وطباعة بيانات المريض الوصفات الطبية وإرفاقها بالعلبة ثم إرسالها إلى الصيدلي من خلال شريط خاص (باركود)؛ فالصيدلي الذي يجيد العمل على هذه الأنظمة المحوسبة والمتطورة بإمكانه إدارة الدواء باستخدام الباركود من خلال التحقق الإلكتروني للتأكد من أمور عدة وهي الدواء الصحيح، الجرعة الصحيحة، المسار الصحيح، والوقت الصحيح. يقوم الصيدلي بالتأكد من المعطيات وتنفيذ الضمانات التي تتحقق من الباركود الخاص بالمريض، وبالتالي يتم التأكد من أن أي دواء يُطلب يكون مناسباً للحالة التي ُتعالج وأن الجرعة مناسبة للمريض وأن الدواء الجديد لا يتفاعل سلبًا مع أي أدوية يستخدمها المريض.

حلول برمجية متكاملة 

إن الحلول البرمجية المتوفرة اليوم في الصيدلية الذكية تساعد الصيدلي في توزيع الأدوية بشكل فعال وتمكّنه من التحكم في المخزون وإدارته.

ومن أبرز التسهيلات التي تقدمها الحلول البرمجية المتطورة والمتخصصة في أتمتة العمل الصيدلي:

  • تسهيل إدارة مخزون الأدوية وتتبعها بشكل فعال.
  • مطابقة الوصفات الطبية بشكل صحيح مع الأدوية والجرعة المكتوبة.
  • أتمتة إدخال البيانات ومعالجتها.
  • الحد من نسبة الخطأ وتوفير رعاية فعالة للمرضى 
  • مساعدة الصيدلي في صياغة استراتيجيات لتوسيع نطاق أعمالهم وتحسين رعاية المرضى.
  • اختصار الوقت عبر صرف عدد كبير من الوصفات الطبية بوقت قياسي، وبالتالي تعزيز الإنتاجية.
  • تحسين جودة رعاية المرضى وضمان سلامتهم.

تقدم هذه الحلول البرمجية المتكاملة مجموعة من المميزات تجعل من عمل الصيدلي أكثر فعالية وكفاءة، فهناك عدد أقل من الأخطاء المتعلقة بصرف الدواء من حيث الجرعة او الكمية الموصى بها نتيجة الخلل في قراءة بعض الوصفات الطبية المكتوبة بخط غير مقروء، ولكن من خلال هذا البرنامج هناك دقة في صرف الدواء. أكثر من ذلك، وبما أن ملف المريض موجود لدى هذا النظام، يتم تحذير الصيدلي في حال كانت الوصفة الطبية تتعارض مع علاج دائم آخر وتعلمهم بحساسية الدواء لدى المريض وتاريخه الطبي والتفاعلات الدوائية السابقة، وما إلى ذلك الامر الذي يسهل إدارة الدواء ويمنع الآثار المضرة على المريض.

هذا النظام يتيح كذلك للطبيب إمكانية تتبع عدد وصفات الأدوية الخاضعة للرقابة التي يتلقاها المرضى، ما يساعد في الحد من الإفراط في وصف الأدوية. كما يمكّن الطبيب من تحديد إساءة استخدام العقاقير المحتملة من خلال مراقبة عدد المرات التي يملأ فيها المريض الوصفات الطبية للمواد الخاضعة للرقابة. بإمكان الطبيب كذلك متابعة المرضى الذين فاتتهم ملء الوصفات الطبية وإعادتها إلى المسار الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى