تكنولوجيا

الصحة والتكنولوجيا

الصحة والتكنولوجيا

بين الخدمات والتحولاتالمذهل لم يأتِ بعد!

أتاحت تكنولوجيا المعلومات داخل مؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات الفرصة لرقمنة القطاع الصحي من مختلف الجوانب والتنسيق التام بين سائر الأقسام. لقد كان للتكنولوجيا دوراً هائلاً وتأثيراً كبيراً على مختلف أوجه الرعاية الصحية طوال الفترة الماضية مع إمكانية الاستفادة أكثر فأكثر في الأعوام المقبلة من أجل تطوير البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات الصحية وتعزيز فعاليتها.

تقنيات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي سهّلت التفاعل بين المريض الطبيب المعالج والمستشفى، كما ساعد التطور التكنولوجي على إمكانية الدمج بين الصحة والتكنولوجيا حيث يتم حفظ المعلومات المتعلقة بالمريض وتخزينها بشكل رقمي والاطلاع عليها او استرجاعها عند الحاجة بشكل سلس ومرن وهو ما يتيح الفرصة للتشخيص السريع ومتابعة الحالة المرضية والتعامل مع الحالة بشكل سريع. 

كما مكّنت التكنولوجيا في القطاع الصحي مقدمي الرعاية الصحية والعاملين في رفع جودة الخدمات الصحية المقدّمة للمرضى عبر المراقبة الحثيثة والتشخيص الدقيق بالإضافة الى التصوير الطبي المتطور وأتمتة المختبرات والعمل الصيدلاني وغيرها.

المستشفيات في غالبيتها اليوم تعتمد في بنيتها التحتية على تكنولوجيا المعلومات من خلال اعتماد أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية والتطبيب عن بُعد وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الحديثة.

الأطباء اليوم باتوا يجيدون العمل وفق هذه التكنولوجيات الحديثة بعد ان ثبت ما لها من أهمية ودور بارز في تسهيل عملهم وتطوير إدارة المعلومات حيث أصبحت أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والمنصات الطبية من ضروريات العمل الطبي في الوقت الراهن.

فالتواصل بين الطبيب والمريض بات أكثر سهولة ولم يعد هناك حاجة للزيارات المتكررة بل يكفي ارسال الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية عبر الهاتف للطبيب المعالج والتواصل معه عبر واحدة من وسائل التواصل الاجتماعي او التطبيقات والمنصات الطبية للحصول على استشارة وتقديم العلاج. على صعيد متصل، تحسّنت رعاية المريض لأن التكنولوجيا سهّلت إمكانية حفظ الملفات والمعلومات والتاريخ الطبي لجميع المرضى بشكل يسمح للطبيب الاطلاع عليها بسهولة قبل وصف أي دواء او القيام بأي إجراء طبي.

تكنولوجيا المعلومات في المستشفيات كان لها الدور الأساس في حفظ التاريخ الطبي للمريض وسهولة الوصول اليه وعدم ضياعه او عدم حفظ ملفات ورقية وهو ما رفع من كفاءة الرعاية الطبية حيث يمكن للطبيب الاطلاع على ملف المريض ومعرفة مشاكله الصحية وما هي العلاجات التي يخضع لها وهل لديه حساسية تجاه دواء معين وغيرها من التفاصيل التي تمكّنه من تحديد نوع العلاج الذي يحتاجه المريض بدقة مع متابعة الحالة عن كثب. أضف الى ذلك، إن طريقة حفظ المعلومات ساعدت في تخزين الكثير من الملفات الطبية ليس فقط على صعيد مؤسسة صحية واحدة بل عبر شبكة كبيرة من المستشفيات سواء على المستوى المحلي او العالمي بفضل الشبكة العنكبوتية وما سهّلته من اختصار للمسافات والوقت، الامر الذي استفاد منه العلم لجهة استخدام تلك المعلومات في الأبحاث والدراسات العلمية في سبيل اكتشاف المزيد من العلاجات وذلك طبعاً بعد أخذ تصريح من المريض.  

لقد تأقلم كل من يعمل في القطاع الصحي على هذا الواقع الجديد وأصبح استخدام تكنولوجيا المعلومات الصحية عنصراً أساسياً لا غنى عنه، فرفع كفاءة العمل الطبي وقلّل الوقت والجهد وسهّل التواصل بين مختلف الأفرقاء. كما تمكنت التكنولوجيا الحديثة والمتطورة من توفير تقنيات جديدة وعلاجات ساعدت في حماية العديد من الأشخاص وحسّنت من فرص علاجهم، وأسهمت كذلك في تحسين الأبحاث والدراسات العلمية لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة. 

الأشعة والذكاء الاصطناعي

ساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سرعة التشخيصات والكشف عن الأمراض بدقة، الى جانب المساعدة في الرعاية السريرية، وتعزيز البحوث الصحية وتطوير الأدوية، ودعم تدخلات الصحة العامة المتنوعة، مثل مراقبة المرض، والاستجابة للتفشي، وإدارة الأنظمة الصحية؛ فقد حقق الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً في المجال الصحي.

فالذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلات أي تعليم الآلة او جهاز الكمبيوتر كيفية قراءة البيانات او الصور التشخيصية لمعالجة البيانات وسرعة الاستجابة لها من أجل نتائج علاج أفضل وهو ما يكمل معارف الأطباء وخبراتهم عبر الدمج بين الجمع بين الرعاية السريرية المباشرة للمريض وتحليل البيانات. 

الأشعة من أكثر مجالات الطب التي استفادت من التكنولوجيا وأصبحت جزءاً أساسياً منها في مختلف المراحل سواء في عملية التصوير أو معالجة الصور أو التشخيص وكتابة التقارير. تشمل تقنيات التصوير الطبي طيفاً واسعاً من التقنيات، مثل التصوير باستخدام الأشعة السينية، أو بالأشعة المقطعية، أو بالرنين المغناطيسي، أو تصوير الأنسجة والخلايا الصغيرة بالمجهر وغيرها. 

 يشكل التصوير الطبي أغنى مصادر المعلومات حول المرضى، ويعتمد الطبيب في تشخيصه على البيانات والتقارير الصادرة عن تلك الصور حيث تظهر له ما لا يراه وتساعده على التشخيص بشكل دقيق. هذا التطوّر التكنولوجي والدمج بين الكمبيوتر والتقنية الرقمية في وسائل التصوير للتشخيص الطبي مع إمكانية تخزين المعلومات ونقلها من بلد لآخر خلال دقائق معدودة أحدث قفزة كبيرة في هذا المجال. بالإضافة الى قابلية التكنولوجيا الجديدة تقديم تسهيلات متنوعة لمجموعة مختلفة من الصور من داخل جسم المريض، وتوافرها عند الطلب في كل أقسام المستشفى أو المناطق المحلية أو العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى