تكنولوجيا

الأجهزة القابلة للإرتداء

التكنولوجيا الرقمية في خدمة الصحة

الأجهزة القابلة للإرتداء… 

أحدثت الأجهزة القابلة للارتداء ثورة في القطاع الصحي وتحولت الى رفيق دائم للإنسان في السنوات الأخيرة بعد أن مكّنته من استخدام العديد من التكنولوجيا المتعلقة بالصحة بالإضافة الى قوة أجهزة الاستشعار الحيوية القادرة على مراقبة الحركة والضوء والضغط والحرارة والرطوبة. ومن الممكن أن تستخدم لأغراض أخرى مثل الإجراء الطبي الإكلينيكي أو التشخيصي أو العلاجي. واليوم، أصبحت سوق الرعاية الصحية هي الأهم للكثير من العلامات التجارية، بعد أن حصلت شركة أبل على المركز الثاني بفضل الساعة الذكية التي حصلت على الموافقة للاستخدام الطبي من قبل من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

لقد استطاعت هذه التكنولوجيا القابلة للارتداء أن تغير الكثير من توجهات القطاع الصحي، اذ بات من الممكن مراقبة الوظائف الحيوية للمريض من منزله ولا داعي لتواجده بشكل دائم في المستشفى، وذلك من خلال أجهزة صغيرة يستطيع المريض ارتداءها في أي وقت وأي مكان، تمكّن الطاقم الطبي من متابعة حالته الصحية، والحصول على معلومات مفصلة وآنية عن حالة الضغط، أو نبضات القلب على سبيل المثال.

الأجهزة الذكية التي يمكن ارتداؤها تتطور بسرعة من الناحية التقنية وهي عبارة عن أدوات تقنية حاسوبية يمكن ارتداؤها كملابس أو كماليات، مثل الساعات والنظارات والملابس، حيث يمكن لهذه الأجهزة أن تقدّم معلومات فورية تتناسب وسياقات محدّدة، من خلال تسجيل البيانات وتحليلها وتوصيلها. تعمل هذه الأجهزة على مراقبة صحة الأفراد وتحليلها وفق مؤشرات عدة مثل معدل نبضات القلب وضغط الدم وغيرها.

هذه الأجهزة تشكل اليوم كنزاً ثميناً من البيانات كونها تمكّن الأطباء والمرضى على حد سواء من متابعة أوزانهم ومستوى التوتر لديهم وساعات نومهم ومستوى اللياقة البدنية وغيرها. 

ومن هذه الأجهزة سماعات حيوية ترصد دقات القلب واللياقة البدنية، أو العدسات اللاصقة الذكية لمراقبة معدلات السكر في الدم واللاصقات الذكية لمراقبة الأعضاء الحيوية والتذكير بموعد تناول الدواء، وحتى أنها تعطي المريض الدواء أو أقراص الدواء الذكية التي تسمح للأطباء بالتأكد من أن مرضاهم يتناولون الأدوية. تشير التوقعات الى إمكانية نمو حجم الشحنات العالمية من الأجهزة التي يمكن ارتداؤها من 90 مليون جهاز إلى أكثر من 200 مليون في حلول العام 2020؛ فقد شهد سوق الأجهزة القابلة للارتداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطورا متسارعا وفق ما أظهرته الأرقام الصادرة عن “مؤسسة البيانات الدولية International Data Corporation”، وهي مزوّد عالمي للمعلومات والخدمات الاستشارية والأحداث لأسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث شهدت شحنات الأجهزة القابلة للارتداء زيادة بنسبة 30% على أساس سنوي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وبحسب مؤسسة IDC، فقد بلغت الشحنات العالمية للأجهزة القابلة للارتداء 32 مليون جهاز في الربع الثالث من 2018، أي بزيادة 21.7٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بفضل منتجات جديدة من جميع الشركات الكبرى.

هذا العصر الجديد من الأجهزة القابلة للارتداء يتسم بوجود أجهزة استشعار ذكية مع ميزة الاتصال بالإنترنت، والبلوتوث للاتصال اللاسلكي بالهاتف الذكي. وتُستخدم أجهزة الاستشعار للبقاء على تواصل مع الأفراد؛ تُلبس معظم الأجهزة القابلة للارتداء في معصم اليد، إلا أن هناك عددا متزايدا من تلك الأجهزة يُمكن تعليقها في الرقبة أو زرعها في الجسم.

ومن الأجهزة القابلة للارتداء:

  • ساعات ذكية تتصل بالهاتف الذكي تقدم إخطارات بالمكالمات ورسائل البريد الإلكتروني وإخطارات وسائل التواصل الاجتماعي.
  • أجهزة تتبع اللياقة البدنية تأتي في جميع الأشكال والأحجام، يُمكن ارتداؤها حول المعصم أو كحزام، وتقوم بحساب عدد الخطوات يوميًا، مع رصد مستمر لمعدل ضربات القلب، وتوفر بيانات عالية الدقة عن حرق السعرات الحرارية وممارسة الرياضة.
  • ساعات رياضية مخصصة لمحبي ممارسة الأنشطة الرياضية مثل الركض والسباحة وركوب الدراجات.
  •  الأجهزة المزروعة في الجسم تحت الجلد من خلال عملية جراحية لأغراض طبية مثل إمداد الجسم بالأنسولين، أو كوسيلة لمنع الحمل.

التوقعات في هذا الشأن تشير الى التوجه نحو التركيز أكثر على سوق الأجهزة القابلة للارتداء المستخدمة لأغراض الرعاية الصحية والحفاظ على اللياقة البدنية لتحفيز الناس على اتّباع أنماط حياة صحية. ومع تزايد نسبة النساء اللواتي يلجأن الى مثل هذه التقنيات الحديثة وارتفاع نسبة الوعي لدى الكثير منهن حول نمط الحياة الصحي، تلجأ بعض الشركات اليوم الى مواكبة هذه المتطلبات لتوفير الاحتياجات العملية والجمالية للنساء اللواتي يحرصن على الصحة والموضة معا لاسيما وان متطلبات الموضة اليوم تستلزم عليهن الاهتمام بالصحة.

فوائد عدة

من فوائد الأجهزة القابلة للارتداء هي إمكانية تحفيز السلوك الصحي وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بالأمراض لاسيما أمراض القلب، بالإضافة الى تحسين إدارة الأمراض المزمنة مثل مراقبة مستوى السكر في الدم أو مستوى الضغط ومعدل ضربات القلب أو مشاكل ضربات القلب وغيرها. الاستفادة الصحية من الأجهزة القابلة للارتداء وجمع معلومات المريض بشكل مستمر ودوري تكمن في إمكانية حصول المريض على عناية أفضل في أي وقت ومكان كونها ليست مقيدة بزيارة الطبيب أو المؤسسة الصحية.  كما انها تزيد من فرص التواصل ما بين المريض وطبيبه في أي وقت عبر إرسال بيانات المريض مباشرة الى الهاتف الذكي للطبيب فسرعان ما يقرؤها ويطمئن على صحته. كما يمكن لمرضى القلب استخدام الساعة الذكية لقياس معدل ضربات القلب لحظة بلحظة، ويمكن لمرضى السكري أن يتعرفوا على قراءة نسبة الجلوكوز في الدم من خلال استخدام هاتف ذكي، وبالتالي إرسال تلك البيانات إلى أطبائهم في الحال. وكذلك، تستخدم تقنيات الرعاية الصحية عبر الهواتف بصورة كبيرة في مراقبة ضغط الدم المرتفع، ودرجة السمنة، ونسبة السكر في الدم، وحالات الربو.

من فوائد هذه الأجهزة ايضا تذكير المرضى بموعد تناول الدواء وتسجيل البيانات المحددة وفق ما يطلبه الطبيب وهي أمور لطالما كان المرضى يفتقدون لممارستها بدقة؛ أما اليوم، ومن خلال تلك الأجهزة المتطورة، فقد بات بإمكان المريض تسجيل معدل الضغط لديه عبر الهاتف الذكي او الساعة الذكية لحظة بلحظة مع تذكيره بموعد تناول الدواء، فيذهب الى زيارة الطبيب ولديه البيانات كافة وبدقة متناهية.

الهواتف الذكية والتطبيقات الصحية

الهاتف الذكي ليس من الأمور التي نرتديها، إلا انه من الأشياء التي لا تفارقنا على الإطلاق؛ من هنا، لجأت الكثير من الشركات الى نشر تطبيقات صحية يمكن لأي شخص ان يعتمدها على هاتفه الذكي لتعطيه معلومات حول مؤشراته الحيوية ومعدل اللياقة البدنية لديه وحساب السعرات الحرارية لديه ونبضات قلبه.

تطبيقات الهواتف الذكية سهلت إجراء الدراسات الكبيرة التي تجمع البيانات بدقة، وفي الوقت المناسب حول أماكن الناس من خلال جمع المعلومات الخاصة بالوضع الصحي للمرضى لحظة بلحظة عن طريق الأجهزة التكنولوجية الحديثة، على ان يتم إرسالها لاحقا إلى أحد الأطباء لمراجعتها.

وبالإضافة الى المعلومات ومراقبة المؤشرات الحيوية في الجسم، يوجد بعض التطبيقات الطبية التي تعتمد على الميكروفون وكاميرا الهاتف الذكي في عملية تشخيص الأمراض، كما يمكن في تطبيقات أخرى دمج أجهزة استشعار وملحقات صغيرة بالهواتف الذكية للقيام باختبارات أساسية وتشخيص المشاكل الصحية، ويمكّن المريض من البيانات كل خمس دقائق على هاتفه المحمول، ما يمنحه رؤية إضافية لإدارة مرض السكري مثلا. كما تسمح أجهزة مراقبة رسم القلب المتصلة للطبيب بمراقبة الحالة الصحية لقلب المريض عن بعد عبر هاتفه الذكي.

الأجهزة التكنولوجية الحديثة والتطبيقات الصحية المتخصصة على الهواتف الذكية بإمكانها جمع المعلومات الخاصة بالوضع الصحي للمريض لحظة بلحظة، لإرسالها لاحقا إلى أحد الأطباء لمراجعتها.

التطبيقات الرقمية الرائدة والواعدة في مجال الرعاية الصحية سوف تغير من توجهات الطب في السنوات المقبلة، إذ من المتوقع ان نشهد المزيد من الانجازات في هذا الشأن في ظل التطور الآخذ بالانتشار على مستوى التكنولوجيا والانترنت؛ وكما كان القطاع الطبي أكثر المستفيدين من تطور التكنولوجيا، فبالتأكيد سوف يكون كذلك على مستوى الأجهزة القابلة للإرتداء في السنوات المقبلة وهذا ما أثبتته الأجهزة المتوفرة حاليا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى